مي أحمد شهابي
حاصر حصارك لا مفر..
اضرب عدوك لا مفر..
فأنت الآن حر وحر وحر…
طوفان الأقصى رد الاعتبار لكل الشهداء وللقدس والأقصى والمقدسات الفلسطينية، وعيون كل الأسرى والمناضلين والمقاومين من البر والبحر والجو. فكان رد كتائب القسام باقتحام مباغت لمستوطنات العدو الصهيوني واحتلالها مستوطنات عدة وأسر ٣٥ جندياً حتى اللحظة، وسحب العشرات من أسر وجثث قتلى جنود العدو الصهيوني.
إنها يوم قيامة الشعب الفلسطيني، بُدئ صباحها بآلاف الصواريخ التي انهمرت على كل المدن والمستوطنات الصهيونية، والتي مهدت لهجوم بري وجوي وبحري، فاستهدفت قواعد الجيش الصهيوني. وشاهدنا بأم العين مستوطنيه يهربون إلى الداخل الصهيوني بالمئات، وخروج الملاحة الجوية ومطار اللد (بن غوريون) عن الخدمة.
وشاهدنا الألوف من الصهاينة يهربون من جوار المسجد الأقصى. هذا ليس حلماً وليس فقرة من أفلام الخيال العلمي إنه تاريخ جديد يسطّره أبطال المقاومة، الذين ما فتئوا وأن توعّدوا العدو الصهيوني بأن المساس بالمقدسات الفلسطينية والتنكيل بالشعب الفلسطيني، لن يمر مرور الكرام وسيكون الرد قاسياً.. وقد صدقوا ما عاهدوا عليه. وكانت أولى إنجازاتهم احتلال قاعدة كرم أبو سالم العسكرية، والسيطرة على تجهيزاتها من دبابات ومصفحات. والأهم أسر أعداد غير محددة ومقتل وجرح العشرات بصفوف العدو.
وكل هذا غيض من فيض، لأن نقطة التحول هذه في المقاومة ستفتح صفحات وصفحات من العمليات النضالية والكفاحية ضد هذا الاحتلال..
هذا الهجوم البطولي الذي يحمل مفاهيم متطوّرة ونقلات نوعية بالمعدات والتكتيك الاستراتيجي والتفكير المصاحب للأداء المختلف وتوظيف الامكانات للمقاومة بشكل ناجح. والذي لم تشهده منطقتنا وفلسطين منذ بدء النكبة في العام ١٩٤٨. ولكنها كانت أشبه بالعملية المباغتة في أكتوبر من عام ١٩٧٣، أي قبل ٥٠ عاماً والتي تأتي ذكراها في هذه الأيام..
وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات اعترفت سلطة الكيان بسيطرة المقاومة سيطرة كاملة على مستوطنات عدة. مع استمرار القتال وإطلاق الصواريخ التي طالت القدس وتل أبيب وعسقلان وقواعد عسكرية ومستوطنات، وإعلان كتائب عز الدين القسام نهاية التنسيق الأمني.
إنها البداية، نعم البداية ولكنها ستؤسس لنهاية وزوال سلطة الكيان وتبشر بقرب التحرير والعودة والاستقلال.
سلمت أياديكم وأقدامكم يا أبطال القسام التي وطئت أرضنا فلسطين وأذاقت العدو الصهيوني من شر أعماله.. والبشرى لشعبنا الفلسطيني، وشعوبنا العربية.
إننا قادرون على هزيمة المحتل الصهيوني بالقدرات المحدودة لشعبنا الفلسطيني، والذي يفدي بدمائه ويقاتل بالنيابة عن كل الشعوب العربية.
ان ما يجري هو مفصل تاريخي سيترك آثاره العميقة على مجريات الصراع في كل المنطقة العربية، ويبشر أن النصر ممكن وآتٍ لا محالة.
المجد للمقاومة والشهداء والجرحى.
وثورة مستمرة حتى النصر..