وأقام الحزب السوري القومي الاجتماعي، احتفالاً مركزياً في الحمرا، لمناسبة ذكرى عملية “الويمبي”، التي نفذها شهيد الحزب خالد علوان، رغم قرار وزير الداخلية منع اقامة المهرجان، حضره رئيس الحزب الأمين ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى الأمين عامر التل، نائب رئيس الحزب الأمين ربيع زين الدين، أعضاء المجلس الأعلى ومجلس العمد، ممثلون عن الاحزاب الوطنية والإسلامية والفصائل الفلسطينية، وحشد كبير من القوميين والمواطنين، وتخلل الاحتفال، عرض لفصائل الأشبال الذين تخرجوا من مخيمات صيف 2023، تحت عنوان “على مسافة صفر من ساح الجهاد”.
الخطيب
كلمة أهالي بيروت ألقاها الامين العام لجبهة البناء اللبناني الدكتور زهير الخطيب، قال فيها: “من دواعي السرور والشرف أن أقف أمامكم كصوت عن بيروت، في هذه الذكرى التاريخية للعملية البطولية للمقاوم القومي البيروتي خالد عثمان علوان، التي أخرجت بيروت ومقاوميها في 24 ايلول 1982، من صدمة الاجتياح “الاسرائيلي” لتطلق العنان لعمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في شوارع بيروت، حتى بلغ الرعب الذي أصاب ضباط وجنود المحتل”، مضيفا: “أنّنا نقف اليوم أمام المئات من براعم النهضة التي تزهر فواحة لمجتمع ينسجم مع تاريخه الحضاري، وملاحمه البطولية، هذه بيروت التي احتضنت ولا تزال قضية ومقاومة شعب فلسطين، والتي ولد من بيئتها مئات الأبطال من مجاهدي فلسطين، وبرغم هذا التاريخ الوطني المشرف تعاني بيروت مع كونها عاصمة لبنان، إهمالاً وتهميشاً، وآن الأوان أن تنال من السلطات المتعاقبة في الحكومات اللبنانية إهتماماً خاصاً بتنمية بنيتها التحتية وفتح فرص العمل لابنائها”.
مراد
كلمة حزب الإتحاد ألقاها الأمين العام رئيس لجنة التربية النيابية النائب حسن مراد، قال فيها: “أننا اليوم هنا لأنّ الحياة وقفة عز، ولأنّ رصاصات خالد علوان، جعلت جنود العدو يصرخون لا تطلقوا النار نحن راحلون، وأكّد أنّ دماء الشهيد خالد وباقي الشهداء هي التي أسقطت إتفاق 17 أيار، ومن الويمبي وصل صدى رصاصات خالد إلى غزة وجنين والقدس، وقَوِيَ عود المقاومة، وأصبحت قوة فاعلة تردع وترعب العدو، وسجلت انتصار أيار العظيم، وانتصار تموز الذي أفشل مخطط الشرق الأوسط الجديد”.
وختم مراد: “نحن كقوى وأحزاب وطنية، نؤكد ضرورة تمتين العلاقات مع الشقيقة سورية التي وقفت مع لبنان في كل المراحل، وامتزج الدم السوري بالدم الفلسطيني والدم اللبناني، في ملاحم البطولة بالدفاع عن عروبة لبنان ووحدته، وردع العدو الصهيوني”.
قماطي
وألقى عضو المجلس السياسي الوزير السابق محمود قماطي كلمة حزب الله، شدد فيها على “رفقة السلاح بين المقاومة الإسلامية وبين نسور الزوبعة”، مضيفا “أنّ هؤلاء النسور من أشبال وطلبة ورجال، يحلّقون اليوم على طريق فلسطين”، مؤكدا “أهمية الشراكة مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأنّ قوة هذه المقاومة تتعاظم، في سبيل تحرير أراضينا المحتلة”.
بنات
وكانت كلمة للقومي ألقاها بنات، وخاطب فيها الشهيد خالد علوان بالقول: “تحيا سوريا يا خالد، تحيا سوريا يا بطل، يا من كنت واحداً من شرارات تحرير بيروت من الاجتياحِ”، مضيفا “أراد أحدُهم منعنا من الوقوف هنا اليوم، لنحيِي ذكرى بطل أسهم بدحر العدو من بيروت، وبترسيخِ هويتها المقاوِمة، ولأنَّ بيروت هي المستهدفة وليس فقط حزبنا، كان إصرارُنا على إقامة الاحتفال في الموعد نفسه، وفي المكان نفسه”.
وتابع: “نحن في الحزبِ السوري القومي الاجتماعي لا نتعارك مع وزير، ولا مع من هو أعلى منصباً منه، ونؤكدُ انَّنا تحت سقف القانون اليوم، ولكننا فوق سقوفِ محاولاتِ التنكيل السياسي بنا، لا تعنينا قرارات غبّ الطلب، لا نقف عندها، كما لم يقف حزبُنا أمام محاولات الإلغاءِ السياسي منذ تأسيسه، نحن في الحزبِ القومي مع القانون، ونحترمه، ولكن لا نحترم أي قرار جائر لا يحفظ الحريّات التي قدّسها الدستور، ولمَنْ اتخذَ هكذا قرار نقول: ارحلْ، لا تليقُ بكَ المسؤولية”.
وأردف: “في موضوعِ احتفالنا اليوم، نحتفلُ بذكرى عملية الشهيد البطل خالد علوان هذا العام لسببين: أولاً لأنّنا نفتخر بمَنْ حمل سلاحه ورفضَ مشاهدة عسكر العدو في شوارعنا، وأرداهُم قتلى، ونحتفل ثانياً لأنَّ أبناء شعبِنا اتخذوا من عملية خالد علوان أنموذجاً بات يُطبّقُ في المدن الفلسطينية المحتلة، داخل الأراضي التي كان يعتبرها العدو يوماً ما آمنة، اليومَ هناك خالد علوان في القدسِ، وخالد علوان في جنين، وخالد علوان في حيفا ويافا ونابلس، نأتي اليوم إلى خالد، لأنّ فعلَه زُرِعَ في بيروتَ، فحصدتهُ فلسطين، ومن بيروت عاصمة المقاومة على مرِّ التاريخِ، نؤكّد أنّ حزبنا باقٍ على النهجِ الذي جسّده خالد، فيهِ مقاومون يقفون اليوم وجهاً لوجه مع عدوٍّ لن يبقى حيث هو قريباً، وهذا الأمر نراه جلياً بوضوحِ في مشهد الأشبال والطلبة اليوم، وفي مناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لعمليةِ الويمبي البطولية، ولأننا في شهر أيلول، شهر البطولات في وجه المشروعِ اليهوديِّ في المنطقة، نعلن منح البطلين، الرفيق الشهيد خالد علوان، والأمين البطل حبيب الشرتوني، وسام يوسف العظمة، مُنحا هذين الوسامين تكريماً لعطائهما العسكري، الذي كان مليئاً بالعمل البطولي والتضحية والجرأة والنجاحِ في التنفيذ، الأمر الذي غيّر وجه التاريخِ، وثبّتَ وجه بيروت المقاوِمِ الذي يفتخرُ بهِ الجميعُ، تحية إلى روحِ الشهيد خالد علوان، وتحية إلى الأمينِ البطلِ حبيب الشرتوني، الذي يسمعنا الآن، ويشاهدنا الآن ويعتز بمشهد أشبال حزبه ونهضته”.
,في السياسةِ، قال بنات: “أنّنا نعيد التأكيد، من هنا من بيروت، من هذه العاصمة المقاوِمة، أنّه لن يكون هناك رئيسٌ للبنان لا يؤمن أنّ هذه المقاومة هي حاجة ضرورية لحماية أراضينا المحرّرة، ولتحرير أراضينا المحتلة، ولحماية نفطنا وغازنا في عرضِ البحر، وفي هذا الإطار أيضاً، نؤيّد كحزب سوري قومي اجتماعي، أيّ مبادرة وطنية للحوارِ، ويمكن لنا بكلِّ ضمير مرتاحٍ أن نتهم كلَّ من رفضوا الحوار في الآونة الأخيرة بأنَّهم ينفذون سياسات وأجندات خارجية، تؤدي بالبلد إلى حالة اللا استقرار، كما نجددُ الدعوة من أجلِ التوجه الحقيقي شرقاً، والحزب يبارك الاتفاق الصيني مع الشام، ويدعو إلى اتفاقات من مختلف الكيانات مع الدول التي لا تضع شروطاً تحدُّ من قدرات شعبنا على الإنتاجِ، وعلى التطور اقتصادياً واجتماعياً، وهنا نعيد التأكيد على ضرورة العمل على تحقيق التكامل الاقتصادي المشرقي، الذي يُخرِج كياناتنا من الأزمات الاقتصادية التي تعصفُ بها، فحجم التضخّم مرتفعٌ جداً، والقدرة الشرائية انهارت، ونرى ارتفاعاً نارياً في الأسعار”.
أضاف: “في لبنان والشام والعراق والاردن وفلسطين، وفي لبنان تحديداً، نرى انهياراً للتعليم العام في المدرسة الرسمية والجامعة اللبنانية، ونرى المواطن يعاني في لقمة عيشه، وعلى أبواب المستشفيات، ويعاني في الطبابة والدواء وربطة الخبز والشحِّ بالمياه، وسيعاني أكثر مع حلول فصل الشتاء، من غياب الكهرباء وارتفاعِ سعر صفيحة المازوت، فالحكومة التي تتلهّى في محاولات منعِ احتفالات ذات طابعٍ مقاوِم، لم تقمْ بواجباتها تجاه شباب البلد وعائلاته، لا لجهة وقفِ نزيف الهجرة ولا من خلال سنِّ سياسات اقتصادية حقيقية تخفف من وطأة الازمة”، داعيا الى “بناء دولة المقاومة والمواطَنة القائمة على مقاومة العدو ومقاومة الفساد، كما ندعو إلى إقرار قانونِ استقلالية القضاء كمدخل أساسي للمحاسبة وبناء الدولة”.
وختم بنات كلمته متوجهاً إلى الحضور: “أثبتُّم كما في كلِّ مرة أنّ إرادتَكم لا تُرَد، كإرادة خالد علوان، الذي لو انتظر قرار الحكومة اللبنانية بتحرير بيروت، لما كنّا نحتفل اليوم بعمليَّته البطولية، شكراً لكم ولحضوركم، والشكر للقوى الأمنية ضباطاً وأفرادا على قيامهم بواجبهم في ظلِّ ظروف اقتصادية هي الاسوأُ عليهم، وتحيا سوريا ويحيا سعادة”.
بعدها سلّم بنات وسام يوسف العظمة إلى شقيق الشهيد خالد علوان محمود، وتم وضع إكليل من الزهر على نصب ساحة الشهيد خالد علوان.