ميساء عبدالله أبو عاصي – السويداء
أقام مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون في مدينة السويداء السبت في 9/9/2023 فعالية ثقافية تاريخية بقراءة في ذاكرة الثورة لقامات جهادية، عن:
المجاهد الشهيد خطار أبو هرموش
المجاهد الكبير نايف عجاج نصر
المجاهد الشهيد منصور حمد منذر.
قدّمت الندوة الإعلامية روزيت نصر ورحبت بالحضور، وقالت:
ما زلنا ايها الوطن نتنسّم هواءك ونشرب من ماءك وتشرق صباحاتنا بشمسك، ندرك أن حبك من الإيمان.
فإذا كان الإنسان يحب وطنه لنقاء هوائه فإن في كل بلاد الله هواء نقيّاً، وإن كان يحبه لجمال شمسه وروعة طبيعته وعذوبة مائه فإن الشمس في كل مكان جميلة والمياه وفيرة بل إن هناك من الأوطان ما فسد هواؤه وتكدّر ماؤه واصفرّ وجه شمسه إلا أن أبناء الوطن ما زالوا متشبثين بأرضه متمسكين بها هو الوفاء يا سادة هو الانتماء والأصالة أيها الوطن المبني بسواعد عمالك المخضرّ بعرق فلاحيك المحروس بهمة رجالك وأرواحهم ترخص فداء لك. هو التاريخ الذي يعيد نفسه التاريخ المشرف الذي نسعى لإحيائه من خلال هذا المركز المعطاء مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون.
ثم قدّم الكلمة الترحيبية السيد اسماعيل الجباعي بقوله: دائماً تعوّدنا في كل لقاء من هذه اللقاءات الوطنية أن نرحب بالحضور الكريم، بكافة الفعاليات الرسمية والشعبية الاجتماعية والدينية الموجودين في هذا المركز مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون في مدينة السويداء.
في لقائنا هذا اليوم نستحضر فيه القامات من قامات الجهاد الوطني القامة الكبيرة في الثورة السورية الكبرى. واليوم الفعالية لتكريم المجاهد الشهيد خطار أبو هرموش، المجاهد الكبير نايف عجاج نصر والمجاهد منصور حمد منذر.
وتابع: نستحضر هذه القامات ليكون حضوركم وتواجدكم في هذا المكان هو الشموخ والكبرياء هو عبق التاريخ والماضي وعبق الأجداد.
وأنقل تحيات المهندس سميح متعب الجباعي من حدائق ڤيينا الغناء الى قلب السويداء الى بازلت السويداء الى الصخرة القوية.
المجاهد خطار أبو هرموش
ثم قدم قراءة في موسوعة ذاكرة الثورة عن المجاهد خطار أبو هرموش الكاتب الإعلامي معين العماطوري:
نحيي فعاليات قراءة بذاكرة الثورة برحاب مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون الذي بات المنارة التاريخية والثقافية لإحياء رجالات عاشت بذاكرة ووجدان قيمنا الجمعية النموذجية الوطنية لننير بها صفحات التاريخ المعاصر. هو موقف ذو دلالات رمزية ووطنية وقومية يحتذى بها نشتم منها دوحة ماجدة تحمل عطر المحبة والوفاق واليوم نقف عند شخصية تاريخية هامة بتاريخنا المعاصر إنه الشهيد البطل خطار أبو هرموش أبو فرحات. إذ يذكر الباحث سميح متعب الجباعي في المجلد الأول من موسوعته ذاكرة الثورة المجاهد متعب الجباعي ١٩٢٠_ ١٩٣٩إصدار دار الراية في عمان في الصفحة ٣٦٠ حتى الصفحة ٣٧٣ أن الشهيد خطار أبو هرموش لبى نداء الشريف حسين في ١٠ حزيران عام ١٩١٦من مكة المكرمة لقيادة خمسين ألف متطوّع وتمكن مع رفاقه الضباط المتطوعين العرب بقيادة الأمير فيصل من تحرير مكة المكرمة وجدة والطائف. وعندما عُين الشريف حسين ملكاً على العرب وأصبحت العقبة مركزاً للتجمع والتدريب في جيش الثورة العربية الكبرى ومقراً للقيادة ساهم مع رفاقه في انتصار القوات العربية في معركة وادي موسى شمال العقبة وفي معركة الطفيلة وتحرّر عَمّان ودرعا حيث انتصر جيش العثماني التركي كان مع رفاقه من الضباط الوطني على اتصال مع ثوار جبل العرب حيث تمّ في عام ١٩١٧ رفع علم الثورة العربية في بلدة القريا من قبل الضابط خطار أبو هرموش ورفاقه ويومها لا بد أن نستذكر هذا الموقف التاريخي إذا لم يكن فقط وحده خطار أبو هرموش إنما كان أيضا مجموعة من الثوار الدمشقيين، حيث قال عبد الرحمن العريسي:
الآن نشتم رائحة الحرية من بقعه جغرافيا من هذا الوطن فوق مضافة سلطان باشا الأطرش ومنه نسيب البكري وغيره ودخل معركة مع رفاقه الثوار دمشق حيث ساهم في رفع العلم العربي الى جانب سلطان الأطرش والثوار من أبناء جبل العرب.
وعندما اندلعت معارك الثورة السورية الكبرى عام ١٩٢٥ بقيادة سلطان الأطرش كان خطار أبو هرموش أحد المشتركين في وضع الخطط الحربية بمعارك الثورة ومدرباً للثوار على القتال.
على إثر معركة راشيا انقسم الثوار إلى ثلاثة أقسام:
الأول بقيادة زيد وصياح الأطرش وعلي عامر وحمزة درويش.
والثاني بقيادة شكيب وهاب وحمد صعب اللذين كانا يرابطان في قضاء راشيا.
والقسم الثالث بقيادة أسعد كنج أبوصالح في مجدل شمس.
لقد حاول الثوار الذين تمركزوا في قضاء راشيا منذ منتصف شباط ١٩٢٦السيطرة على قرية شويا قرب حاصبيا إلا أن مقاومة الفرنسيين العنيفة والبرد القارس الذي تعرّض له الثوار في تلك الليلة بالإضافة إلى خطة الهجوم التي وضعت اضطرتهم الى الانسحاب في صبيحة اليوم التالي والعودة الي ميمس وبعدها تراجعت قوات لوفور باتجاه راشيا والتحقت بالجيش الفرنسي الكبير الذي كان بقيادة كليمان كنركول، حيث قررت القوات الفرنسية البدء بالزحف شمالا لتطويق قرية ينطا وانتشرت بعد ذلك في قرى مجاورة ونشبت معارك عنيفة استمرّت يوماً كاملاً سقط فيها العديد من الشهداء والجرحى فقرروا الانسحاب الى خربة روحا فلحقهم الفرنسيون وحاولوا تطويقهم الا أن النجدات التي وصلت إلى الثوار عدّلت الكفة فاستطاعوا دحر القوات الفرنسية وأوقعوا بها خسائر فادحة عندما وصل إليها شكيب وهاب ورفاقه ودارت معركة عنيفة بين الطرفين نجح الثوار بإبعاد القوة الفرنسية عن القرية مما أعطاهم المجال للانسحاب ونزوح أهل القرية باتجاه إقليم البلان وبعدها توجه الثوار الى الفلوج ودارت هنالك معركة طاحنة خسر فيها المجاهدون ٧ شهداء في حين خسر الفرنسيون أربعمئة قتيل. ويصف المجاهد حسن شمس المعركة التى شارك بها قائلاً: كنا مئة وأربعة عشر مجاهداً نملك بنادق بالإضافة إلى ستة مجاهدين لا يملكون السلاح. عند المساء وصلنا إلى الفلوج وقسمت القوى إلى مجموعات وتمركزت غالبية قوة الثوار لأن الجهة الغربية كانت الأوسع وكان الضباب كثيفاً والأرض مزروعة شعيراً. عندما كنا هناك جاءت مجموعة لتحصد الشعير فأبعدناهن شرقا وعند بزوغ الفجر وصلت قوات استطلاع من الشمال على غير ما كنا نتوقع وكانت مرتفعة أكتر منا. فاحترنا كيف يمكن أن نرتفع الى مكان لمجابهة القوة وفجأة جاءنا الفرج حيث عاد الضباب لينتشر بشكل كثيف حيث مكننا من التحرك لأخذ أماكن مناسبة عندها وصلت طائرة وبدأت تلقي بالمناشير تبشّر بوصول قوة فرنسية من الجهة الجنوبية. عندما وصلت اصطف الجنود لأداء التحية فتحنا عليهم النار بمئة وأربع عشرة رصاصة قبل أن يستطيعوا تصويب بنادقهم. استمرت المعركة ثلاث ساعات ونصف اضطررنا بعدها للانسحاب عندما بدأ إطلاق النار من الشرق باتجاهنا، حيث علمنا أن هناك الحصادة الذين ابعدناهم شرقاً كانوا قد وصلو إلى مخفر بلدة حمارة وأبلغوا عن وجودنا. خفنا من التطويق وتراجعنا.
وفي وصف دقيق لمعركة الفلوج ورد في الوثيقة الرقم ١٦٧٢٦على ٤ استدعي الثوار إلى عين الشعب وانضموا إلى مجموعة من الثوار كان يقودها المجاهد اسعد كنج أبو صالح اجتمعوا في قرية عين الشعرة فقرّروا الاستيلاء على قطنا بسبب موقعها الاستراتيجي وانضم بعدها الثوار من دمشق لهذه الحملة، حيث هاجم الثوار من معظم جهاتها واستمرت المعركة حتى خيم الليل على المقاتلين وقد استعملت فرنسا الطائرات والآليات المدرعة.
والثوار استطاعوا أن يقتحموا الخطوط المدفعية وقتلوا عددا كبيرا من الجند الفرنسيين خصوصاً الذين انسحبوا باتجاه ساحة البلدة خسروا الثوار في هذا المعركة حوالي ٤٠ شهيداً منهم المجاهد خطار أبو هرموش رحمه الله الذي عرف بنضاله ضد المستعمرين منذ الثورة العربية الكبرى ١٩١٦.
وورد في الوثيقة ذاتها أنه تضمن كتاب من أحد زعماء الثورة صديق له في مصر يقول فيه: سفح جبل الشيخ في السادس من حزيران عام ١٩٢٦ أعذر ولا تلمني لم اكتب إليك في المدى الأخيرة لأسباب كثيرة منها أن لا استقر في مكان منذ وصولي الى هذا الإقليم. نحن في بلاد لم يسلم فيها من الخراب والنهب سوى قرية واحدة ومن حكم الضرورة ننزل في هذا القرى… المزيد من المعلومات موجود بموسوعة ذاكرة الثورة.
ولمركز سميح للتنمية والثقافة والفنون والمغترب الغيور سميح متعب الجباعي إثراء سير شهداء والثوار والمجاهدين وفتح الصدور والقلوب قبل الأمكنة لاستقبالكم ولمعرفة كنوز شهامتكم علنا نرشف من معين درسه بالمستفاد ما يجعلنا الأقرب لإحياء ما نحن فيه ومحافظين على ما تبقى لنا من قيم وطنية وإنسانية واجتماعية تحت راية علم وطننا السوري والعلم السوري الحبيب.
المجاهد نايف عجاج نصر
إضاءة تاريخية عن مآثر الشيخ المجاهد نايف عجاج نصر وبطولاته قدمها الأستاذ مفيد الجباعي. وقال:
أولا: جاء في موسوعة ذاكرة الثورة المجاهد متعب الجباعي ١٩٣٩ المجلد السادس تحت الطباعة مقال بعنوان العرب الأمة المستقبل. ومما ما قيل في بني معروف للمؤرخ الفرنسي بوجي سندير: “الموحدون قوم طيبو السريره نيّرو الفكر ذوو مشاعر محبة صبورون ناشطون مستقيمون إنسانيون يتمسكون بالقيم ولا يغدرون….”.
وقال العلامة محمد كورد علي: “الموحدون يحافظون على عاداتهم وأخلاقهم العربية الأصيلة من الآباء والوفاء حماية المستجير وحسن عشرة وكرم…”.
قال الشاعر الياس فرحات: “يا سائلي عنهم أتجهلهم وهم الذين على العلا جبلو، هم بنو معروف همتهم بين الكواكب والوغى مثلوا، فيأس يركب كل ما ركبوا والحزم ينزل حيثما نزلوا، والعدل يجعل شيخهم حملا فإذا ظلمت استأسد الحمل، هم ناب سورية ومخلبها وهي اللبوءة والعدى هملوا”.
ثانيا: الموقف العام في سورية ومعارك الغوطة بالوثيقة رقم ١٧١٢٢٥على ٢ موجودة بموسوعة ذاكرة الثورة المجاهد متعب الجباعي ١٩٢٠-١٩٣٩ المجلد الأول إصدار ٢٠٢٣ دار الرعاية الأردن عمان جميع التفاصيل مع الوثائق بالتفاصيل الأصلية في الصفحة ٣٠٠ حتى ٣٢٣، حيث اشتد القتال في سورية في المدى الأخيرة اشتدادا عظيما.
ثالثا: إنذار حسن الخراط.
رابعا: إحراق جرمانا والاعتداء على النساء بالوثيقة رقم ١١٥١ على رقم ٢٧.
خامسا: المجاهد نايف عجاج نصر قام بتكلف من القائد العام سلطان الأطرش على كوكب من الثوار بمرافقة المجاهد حسن الخراط بعد اجتماعه مع قائد الثورة ونقل المعارك إلى دمشق… ومشاركة بمعركة قطنا معركة التين وجوبر والمليحة معركة الزور وكان النصر حليفهم.
وهنا يذكرنا المجاهد متعب الجباعي بمآثر الثورة وما قدّمت من تضحيات بالدم والمال.
فقرة الجولان
وضمن فقرة الجولان تمت الإضاءة التاريخية على قامة وطنية من شهداء الثورة السورية الكبرى المجاهد الشهيد منصور حمد منذر من إقليم البلان في الجولان المحتل.
وقدم الشاعر جمال أبوصالح قصيدة من وحي المناسبة.
كما تحدّث الكاتب إبراهيم جودية عن وقائع تاريخية ومواقف للأبطال الذين هم محور الفعالية.
وشاركت الدكتورة أليسار عبد الخالق بقصيدة وطنية معبّرة.
واختتمت الفعالية المهندسة هيام القطامي ضمن فقرة التكريم وبمشاركة فريق العمل في المركز وقدّمت أجزاء من كتاب ذاكرة الثورة واللوحات التذكارية لذوي المكرمين الذين بدورهم ألقوا أروع الكلمات الوطنية تضمنت تحية شكر وتقدير للمركز ولراعيه المهندس سميح متعب الجباعي.
المكرمون
وتم تقديم لوحة الشهيد خطار أبو هرموش تسلمها الأستاذ سليم أبوهرموش والأستاذ نواف أبو هرموش والأستاذ سلام أبوهرموش.
– ولوحة المجاهد نايف عجاج نصر تسلمها الأستاذ ماجد عجاج نصر والأستاذ طلال نصر والأستاذ كمال نصر.
ولوحة الشهيد منصور حمد منذر تسلمها الأستاذ جمال أبو صالح والأستاذ حسام العفلق.
وتم تقديم كتاب ذاكرة الثورة للسيد غسان عامر.