جاء في التعليق السياسي لجريدة “البناء”:
- عندما يكون عدد أعضاء مجموعة بريكس خمس دول وتقرّر زيادة ستة أعضاء جدد منهم أربعة من دول المنطقة، هم السعودية وإيران والإمارات ومصر، بالإضافة الى دولة خامسة قريبة ومتداخلة مع الإقليم هي إثيوبيا، فهذا يعني أن ساحة الحراك الرئيسي لبريكس سوف يكون في المنطقة.
- نتحدّث هنا عن دعم المصالحات التي شكل الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين حلقتها المركزية، وانضمّت الإمارات لها أو استبقتها. ما يعني أن المصالحة المصرية الإيرانية على الطريق، وأن المصالحة الإثيوبية المصرية على الطريق أيضاً، وأن مقاربة الوضع في السودان سوف تكون على جدول الأعمال عبر بلورة مبادرة قابلة للتحقيق تلتقي عليها السعودية ومصر وإثيوبيا وتدعمها إيران والإمارات، وترعاها روسيا والصين.
- نتحدث هنا أيضاً عن مكانة سوق النفط والغاز في الاهتمام في المنطقة. فالدول الأربع التي تمّ اعتماد إضافتها هي دول نفطية محورية، ومنح انضمامها لمجموعة بريكس انتقالاً نوعياً في حجم تمثيلها في سوق الطاقة. وهذا يعني أن للمجموعة تصوراً حول موقعها في سوق الطاقة، سواء عبر أوبك أو أوبك بلاس أو من خارجهما، والأهم هو تثبيت وقف بيع النفط بالدولار الأميركي، وإذا كان اختيار دولتين أفريقيتين فرض أن تكون إحداهما عربية والأخرى غير عربية، فتمّت إضافة مصر وإثيوبيا، وتأخّر ضمّ الجزائر، لكن الوجهة المحورية لسوق الطاقة سوف تجعل الجزائر على اللائحة المقبلة حكماً.
- ليست صدفة أن تعلن إيران أن أول شحنة تجارية روسية إلى السعودية عبر خط النقل الجديد شمال جنوب الذي يعبر إيران، وصلت وهي في طريق التسليم بكلفة أقلّ من النصف، بمدة أقل من الثلث، ما يعني أن عناصر تكامل السوق المشتركة بين دول المجموعة يتقدّم.
الذي يحدث من حولنا وفي العالم كبير وكبير جداً، ويستحقّ المتابعة بعقلانية وهدوء لاستيعاب حجم التحولات التي ترافقه، ومواكبتها والإفادة منها.