تنسيق وحوار عمر أبو خير
1- بماذا نعرّف عنك زوّار ومتابعي موقع حرمون؟
*عبد العزيز شعلان متخصص في الاضطرابات النمائية
السلوكيه للأطفال والمراهقين وبرامج التدخل المبكر والدعم النفسي والتقييم والإرشاد الأسري.
2- كيف كانت البداية، وما أهم ما تذكره منها من مواقف وصعوبات؟ وكيف واجهت الصعوبات؟
*الصعوبات دائماً موجودة لا هي تستغني عني ولا أنا أستغني عنها… في مجال الفئات الخاصة لا بدّ أن تكون إنساناً قبل أن تكون متخصصاً.. من أصعب اللحظات التي تمرّ عليّ هي تشخيص طفل بأنه اضطراب طيف توحد.. حينها أشعر وكأن الزمن قد توقف لي ولأهل الطفل… وأسعد لحظة حينما أُبشر أسرته بأن طفلها لا يعاني من اضطراب طيف التوحد.. وبين تلك اللحظات عمر كامل من المشاعر تعيشه.
3- اخترت الطب تخصصاً، لماذا؟ ولو خيّرت بغيره ماذا تختار ولماذا؟
*الحقيقة موقف حدث غيّر حياتي كلها… حينها قرّرت أن اختار تخصص الاطفال بدلاً من تخصص الكبار… كنت أثناء دراستي في الجامعة أعمل مساعداً صيدلياً وكان هناك امراة تتردّد علي الصيدلية وتشتري مهدئاً… وكنت أتعجب أنها صغيرة في العمر لماذا تشتري مهدئاً؟
الى أن جاء يوم وقلت لها لا يوجد هذا الدواء بوجه عابس… لم تقل شئياً وانصرفت بهدوء… وبعد مدة أتت ومعها طفل صغير تشتري دواء عادياً من الصيدلية.. ولكن طفلها لم يكن يجلس كان كثير الحركة شعُرت حينها أنه ليس طفلاً عادياً… لم أكن على علم بمجال الفئات الخاصة… وعندما قرأت عن اضطرابات الأطفال شعرت بغصة في صدري وأني ظلمت هذه المرأة… علمت وقتها أنها تأخذ مهدئاً حتى تستطيع أن تسيطر على انفعالاتها مع طفلها… حينها أخذت قراراً… ربما كان من أصعب القرارات في حياتي لأني كنت حينها سوف أبدأ من الصفر.. وهو أني سأتخصص في مجال الفئات الخاصة من أجل الأمهات اللواتي يعانين.
4- برأيك ما الفرق بين المهنة والرسالة في الطب، كيف يمكن تصحيحه؟
*مهنة الطب من المهن الإنسانية التي تحتل مكانة عالية في المجتمع والتي يرغب الناس في الالتحاق بها لما تكسبهم من احترام وإجلال… ولكن يتناسى البعض أن مهنة الطب يحتّم عليها الواجب الإنساني وعلى دارس الطب أن تكون نيته إنقاذ الأرواح وتقليل الآلام وليس للتفاخر…مع الأخذ في الاعتبار أن يكون الإنسان وسطياً بين المهنة التي يقتات منها وبين الرسالة والواجب… فالبعض من الأطباء يتاجرون بعلمهم ويستغلون أوجاع الناس لكسب مكاسب طائلة… والبعض يكرّس علمه لخدمة الناس دون مقابل فيعيش في فقر شديد لذلك نقول خير الأمور الوسط وهو أن لا يميل الإنسان الى المهنة بشكل كامل ولا يميل إلى الرسالة الإنسانية بشكل كامل وان يكون وسطياً.
5- بدايةً ما المقصود بمتلازمة أسبرجر؟
*متلازمة اسبرجر هي أحد الاضطرابات النمائية الشاملة وتصنف ضمن اضطرابات طيف التوحّد عالي الأداء، قد يتأخر اكتشافها أحياناً حتى البلوغ، لكنها تبدأ في مراحل مبكرة من العمر تتراوح بين فترة الرضاعة وفترة الطفولة المبكرة.
قد يوصف المصاب بأسبرجر بأنه “نشيط لكنه غريب”، أو “لطيف لكنه انطوائي”، أو “ذكي ودقيق الملاحظة لكنه مهووس” أو “لا يستطيع التعبير عن ذاته”. والسبب في هذا كله أن متلازمة أسبرجر تسبب القلق وصعوبة التواصل الاجتماعي رغم تميّز المصابين بها بالذكاء الشديد ودقة الملاحظة.
6- ما هي أبرز الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر؟
*تبرز أعراض اسبرجر في المظاهر الآتية:
1- السكوت والرغبة في الانعزال.
2- نوبات ضحك متكررة بدون سبب.
3- عدم القدرة على فعل ابسط الأشياء.
4- الانزعاج احيانا والشعور بالضيق.
5- الوسواس الومضي. ويعني افكار لحظية مؤذية للنفس او للغير مثل :
الشعور برغبة شديدة في ضرب النفس أو ضرب الغير من غير سبب واضح وفي حالة مقاومة هذا الشعور يشعر الشخص بضيق في التنفس وزغللة في العينين مع هبوط حاد في ضغط الدم.
6- قدرات معرفية قوية.
7- صعوبة أحياناً في تذكر الوجوه والأسماء.
8- ذاكرة قوية في تذكر التفاصيل والتواريخ والأرقام.
9- سرعة التشتت وتصعب إعادتهم للمهام المطلوبة من جديد.
7- ما أبرز الفروق بين متلازمة أسبرجر وطيف التوحّد؟
*الفرق باختصار يكمن في القدرات، حيث تكون القدرات العقليه للاسبرجر مثل المعرفة والأرقام والتواريخ وغيرها قويه عكس التوحد التقليدي .
8- هل هناك سن معين عند الطفل من الممكن أن تظهر عليه بشكل واضح؟ وهل من الممكن أن تلعب البيئة المحيطة بالطفل دوراً فعال ومؤثر في زيادة حدة الإصابة لديه؟
*يمكن أن تظهر متلازمة اسبرجر في عمر مبكر جداً كأن نقول عمر السنة وتظهر في أن الطفل يستطيع مسك القلم واستخدام الموبايل بسهولة وعند وصوله لعمر الرابعة على سبيل المثال نجد انه متفوق دراسياً وإن كان يقابله بعض الصعوبات في أبسط المهام.
10- ما الآلية التي يتم اتباعها في تشخيص متلازمة اسبرجر وهل هناك طرق أو أساليب معينة يمكن تطبيقها عند التعامل مع الطفل؟
*يمكن تشخيص اسبرجر باستخدام مجموعة من المقاييس مثل اختبار جليام أو كارز+ فاينلاند للسلوك التكييفي + اختبار ذكاء.
ومع المراهقين يمكن استخدام ريتفو الاجتماعي.
ومن ناحية العمل نحن نستخدم العلاج المعرفي السلوكي والبرامج العالمية المستخلصة من المدرسة السلوكية. وهذا اساسي وحسب احتياج الطفل نضيف مثلاً جلسات تخاطب أو التكامل الحسي… ونحن لنا طريقتنا في التأهيل ونستخدم منهجية كارل يونج عالم النفس الشهير والذي يقول لا تتقيد بأسلوب علاجي واحد… وعليه فإننا نتعامل مع الطفل بمرونة ولا نتقيد في التأهيل ببرنامج دون غيره ولكننا نطرق جميع الابواب وننتقل بينها بكل مهارة ويسر… عكس البعض الذي يتقيد بأسلوب او مدرسة واحدة في التأهيل.
11- ختاماً ما هي الأهداف الرئيسية التي يسعى الأطباء لتحقيقها عند التعامل مع متلازمة اسبرجر؟
*نسعى دائماً الى دمج الطفل في المجتمع وان تذوب الاعراض والسمات قدر المستطاع وإن كان يختلف السعي باختلاف شدة العرض، ولكن في المجمل نقول إننا نسعى الى أن يتم دمج الطفل في المجتمع وللأسرة سواء الاب او الام دور كبير جداً في تحسن طفلهم وانا دائماً أُنسب نجاح وتطور الطفل للام وليس لي، لأني اعتبرها الجندي المجهول وهي حقاً جندي وفارس ومقاتل مجهول ومهدور حقه لذلك أشكر جميع الأمهات من أعماق قلبي لما تبذلنه من جهد ولما تقابلنه من صعوبات ومع ذلك فهي مستمرات لا تكللن ولا تمللن.