عقد لقاء ثقافيّ حاشد، يوم السبت 5 آب الحالي، في منزل الدكتورة هدى معدراني، في بلدة برالياس في البقاع الأوسط.
وكانت الدكتورة هدى قد أعدّتْ بشكل جيد لهذا اللقاء النوعي، حيث أدارت اللقاء وأشرفت على مساهمات المشاركين، وإعطاء الوقت الكافي لكل المشاركين الذين طلبوا التعليق على كلام المحاضريْن الدكتور خالد كموني والدكتور أحمد رباح عميد كلية الآداب السابق في الجامعة اللبنانية.
كمّوني
تكلم الدكتور خالد كموني أستاذ الفلسفة في الجامعة اللبنانية على “الهوية الحدثية”. وفي تلخيص ما قدّمه الدكتور خالد كموني:
نتكلم عن الهوية الحدثية، ونعني بها تقديم الفهم على المفهوم بذاته، أي عدم التهوي بهوية سابقة أو ماضوية، بل صناعة الهوية الحضورية في المعيش الراهن.
إن راهنية الموقف هي التي تمنع نشوء الكينونات المارقة، أي الذوات الحاقدة على الحاضر والتاريخ وإمكان المستقبل، وهي التي تبني تقدمها المعيش على رفض الآخر، بل معاداته وإقصائه.
إن ما نسعى إليه من طرح الهوية الحدثية هو تعزيز مبدأ الحرية ووضعه منطلقًا لكل تفكير بالهوية أو بأي قيمة أخلاقية لعيش الإنسان وامتداده المعرفي في هذا العالم.
إن الوجود في الحدث باعتبارية الكينونة كما هي، هو الذي يحدد الحاجة إلى استحضار التراث وأي نص تاريخي أو غيره إلى لحظة الفعل الحضوري الراهن.
إن القدرة على التأويل الانتفاعي من هذا الاستحضار الحر للكينونة هو الذي يصنع الهوية، ويوجهها باتجاه القوننة وصناعة المؤسسات القادرة على تكوين مفهوم الدولة.
الدولة الحقيقية هي القادرة على التكون وفق عقد اجتماعي مدني يضمن حماية الحرية والمعرفة والرأي في هذه الحياة..
رباح
تم تحدث الدكتور أحمد رباح عميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، وقال:
أحيي الدكتورة هدى معدراني على مبادرتها وجمعها لهذه النخب العلمية. أؤيد ما طرحه الدكتور خالد، واعتبر أن طرحه متقدم وجريء وشجاع، فقد بين التاريخ فشل الانتماء الى الهويات القائمة حالياً التي جاءت بفعل ظروف عديدة. فهوية القومية العربية جاءت بعد التواصل الثقافي مع الغرب ودوله التي وجدت في الدولة العثمانية ضعفاً وأرادت من خلالها التدخل ومنع أي إسلامي من الصعود، وعندما انتهى الدور المنوط ببعض المسيحيين الداعين إلى العروبة انسحبوا وتحوّلت الدعوة إسلامية طائفية. تجدر الإشارة إلى أنّ بعض رجالات الجمعيات السرية العروبيين كانوا أعضاء في المحافل الماسونية. واما الهوية اللبنانية الداعية الى اعتبار لبنان وطناً قومياً للموارنة فقد سقطت أيضاً والأدلة على ذلك كثيرة.
اذن فشلت الهويات الحاضرة وأؤيد الدعوة الى هوية جامعة انطلاقاً من الحرية التي تحدث عنها د خالد كموني تكون بلباس وطني وقائمة على المؤسسات والقانون.
ثم دارات حوارات من المشاركين بين مؤيد ومعارض لما أدلى به الدكتوران المحاضران.
واتفق الحاضرون على عقد ندوات أخرى تمسُّ واقعنا وتحاول إصلاحه.
وشكر الجميع الدكتورة هدى معذراني على نشاطها الثقافي المميز.
ومن الحضور الثقافي كان المنتدى الثقافي الاجتماعي بشخص الدكتور عمر شبلي والمجلس الثقافي في البقاع الغربي وراشيا بشخص الأستاذ صالح الدسوقي. وحضر أعضاء جمعيات ومنتديات عدة اللقاء.
ومن الحاضرين الدكتور الشيخ خالد عبد الفتاح، الدكتور علي أيوب، الدكتور طلال الورداني، العقيد علي الطحان، الدكتور سعد كموني، الأستاذة نجوى الغزال، الأستاذة سوزان معذراني، الاستاذة زهر عميري، الأستاذة سعاد الحشيمي، أميرة ميتا، دلع محمود، والدكتور عماد غرلي، ابراهيم الحشيمي، محمد حيمور، إبراهيم الحمد، الدكتور يوسف قريشي، الاستاذة صفاء الميس، فراس المعذراني، الأستاذة سوسن عراجي.