وجّهت مجموعة من الطيارين السوريين رسالة إلى الرأي العام رداً على الخبر الذي انتشر بين وسائل التواصل الاجتماعي عن تسرب بعض الطيارين من كلتا الشركتين الناقل الوطني السورية للطيران والناقل الرديف شركة أجنحة الشام، وبأن التسرب هذه المرة بالعشرات وليس كالعادة بشكل فردي.
وأوضح الطيارين بأن اسباب التسرّب عديدة، ولكن اهمها والذي يشكل تسعين بالمئة هو العامل المادي، فلا يعقل أن يكون راتب سنة واحدة في شركة إقليمية يعادل راتب أكثر من مئة عام لرواتب شركة الطيران السورية. والوضع في الأجنحة مختلف عن السورية فأجنحة الشام شركة خاصة تجارية، ومفهوم الشركات الخاصة مختلف تماماً عن القطاع العام حتى رواتب طياريها يعادل اكثر من اربعين ضعفاً عن رواتب القطاع العام، وهناك مشكلة واقعية مئة في المئة في موضوع الأجور والرواتب في القطاع العام ككل ويعود ذلك لظروف البلد الذي يمر بها منذ أكثر من عشر سنوات، ولكن لا يصح ان نجعل هذه الظروف شمّاعة نعلق عليها كافة إخفاقاتنا ومشاكلنا.
وأضاف الطيارون: لقد خصص السيد الرئيس مرسوماً خاصاً بشركة الطيران السورية يعطيها كافة التسهيلات والصلاحيات والاستقلالية لتسعى للوصول للكمال، ولكن حتى الآن لم يتمّ استغلال هذا المرسوم بالشكل الصحيح.
ويعتبر الطيران من المهن النادرة، أما عن العشرة بالمئة فتعود لأسباب الدعم العام والذي يشمل بالمقام الأول الموارد البشرية وكيفية التعامل مع الموظفين، ولا يمكننا تحميل هذه الأخطاء للفترة الحالية وانما هي تراكمات لأخطاء فادحة في السنوات العشر الماضية بحق الشركة وموظفيها التي لا تقدر خبراتهم بأي ثمن وليس بالسهل تعويضها في الفترة القريبة…
نعم من حق أي خبرة أن تنتقل إلى أي مكان تجد ظروفًا أحسن من ظروفها الحالية، ولكن في حالتنا هناك فرق بين الظروف في شركة الطيران السورية والشركات الإقليمية حتى الشركات المحلية مثل شركة أجنحة الشام والتي تعتبر قدوة جيدة كبداية للقطاع الخاص في النقل الجوي، مع العلم أن هناك شركات أخرى خاصة قد أخذت التراخيص اللازمة ولم تستطع حتى أن تبدأ وانتهت عند هذا الحد.
وتضيف الرسالة المسؤول الأول عن الطيارين السوريين شركتهم الأم شركة الطيران السورية ولا نستطيع أن نحمل الأجنحة مسؤولية أوضاع الركب الطائر في السورية، مع العلم أن معظم الخبرات في شركة أجنحة الشام هم نتاج خبرات سابقة قادمة من الشركة الأم السورية للطيران، ولكن وجدت الظروف المناسبة لهم في شركة أجنحة الشام لتصنع الإبداعات بعيداً عن البيروقراطية.
وأضافوا: كان تحدث الاعلام السوري عن مشروع تحديث بالهيكل العام لشركة الطيران السورية بالتشارك مع القطاع الخاص مشروطة بحفظ وتطوير موظفيها، زرعت الأمل فينا جميعاً وقد وجدنا مؤخراً تغيرات بمعظم المديريات لدى السورية مثل مديرية العمليات الجوية، فالكابتن الطيار ماهر رفاعي مدير العمليات الجوية الحالي يشهد له تاريخه في التدريب والإدارة كما السيد رئيس الطيارين الكابتن جلال عودة نشهد له بنزاهته وتواضعه ومحبته لكل الطيارين… لكننا في وضع استثنائي الآن ننتظر من مدير إدارة العمليات الجوية بعض الانفتاح لزملائه الطيارين ووضعهم في صورة ما يحدث وراء الكواليس، لأن الأزمة ما زالت مستمرة وهناك طيارون مرتبطون بعقود جاهزة في الخارج، كما الكل يشهد لكفاءة الطيار السوري ويعود الفضل بذلك للتدريب والتأهيل الذي قدمته الادارات السابقة والحالية. كما نتمنى من السيد رئيس الطيارين ان يكون له دور فعال أكثر يعبر فيه عن مشاكل وآراء زملائه في وضع حد لهذه الكارثة كما هناك دور يغفل عن الجميع وعليها المسؤولية الاكبر، اين النقابة من كل ذلك، وكأنها اختفت كلياً؟!
اما عن ما حصل في أجنحة الشام مع طياريها، فللعلم أن كافة طياريها هم طيارون مساعدون قد وصلوا لمرحلة يستطيعون أن يصبحوا طيارين قادة وقد تمّ التفاوض معهم على راتب معين لكي يستمروا مع الأجنحة ولكن طموحهم بالتطور والإغراءات المادية الفارقة لدى الشركات الاقليمية يعطيهم كل الحق بالمغادرة. وقد اعتمدت خطوة جديدة إيجابية ووطنية على سلم الكمال لشركة تسعى دائماً لاستبدال الخبرات الاجنبية بخبرات وطنية فعالة مثل المدير الإداري الكابتن موسى بطرس كابتن سابق في السورية للطيران، ومعاون مدير العمليات الجوية والكابتن المتقاعد سعد عبد المحسن وليد السورية بما يحمله من خبرات في مجال الإدارة والسلامة والتدريب.
وختم البيان: نتمنى من كافة المسؤولين والجهات الفاعلة أن توقف هذا الاستنزاف الذي يحصل حالياً في هذا الوطن الغالي. فالخبرات السورية في الطيران لا تعوض واستنزافها له نتائج كارثية في المستقبل القريب جداً.