بدأت المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع الفيلق الاستكشافي التطوعي الروسي المرحلة الأولى من مشروع ترميم واجهة مسرح تدمر الأثري المدمرة، جراء اعتداءات تنظيم “داعش” الإرهابي قبل اندحاره من المنطقة.
وأكد الدكتور همام سعد معاون مدير الآثار والمتاحف مدير التنقيب والدراسات الأثرية أن هذه المرحلة تتمثل بأعمال التوثيق حسب الوضع الراهن للأحجار المنهارة، وإدارة الركام بالموقع، مشيراً إلى أنه سيتم عمل إضبارة وملفات لكل حجر، وإنجاز مخططات وتصميم نموذج ثلاثي الأبعاد لكامل المسرح وتفاصيله المعمارية، بهدف إنجاز نموذج افتراضي للواجهة من أجل معرفة عدد الأحجار المدمرة والسليمة التي يمكن إعادة استخدامها بالمقارنة مع أرشيف الصور القديمة للمسرح.
بدوره قال الخبير الأثري الروسي الدكتور تيمور كارموف: إن مسرح تدمر يعتبر أحد أهم المعالم التاريخية، حيث باشرنا اليوم بأعمال الترميم المطلوبة لواجهة هذا المسرح الأثري التي دمرها أعداء الثقافة الإنسانية.
وأضاف كارموف: إن روسيا قدمت عرضاً موسيقياً على هذا المسرح بعد تحرير المدينة من الإرهابيين، فكان بمثابة احتفال بالنصر على الظلاميين الذين قاموا بالانتقام وتخريب المسرح، ونحن اليوم نتابع درب النصر رغم كل الظروف والعقوبات المفروضة على سورية لإنقاذ الماضي من أجل المستقبل، وبالتأكيد سوف نحتفل بعرض موسيقي جديد عند الانتهاء من أعمال الترميم في نهاية هذا العام.
ورأى المهندس أحمد دالي مدير المباني التاريخية والتوثيق الأثري في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن مشروع ترميم مسرح تدمر هو المشروع الثالث الذي يتم تنفيذه في مدينة تدمر بعد ترميم نبع أفقا التاريخي، وأيضاً إنجاز مراحل في مشروع ترميم قوس النصر، مشيراً إلى أن ترميم المسرح له أهمية خاصة لكون هذا الموقع يلعب دوراً في الحياة الثقافية والاجتماعية لمدينة تدمر، ما يسهم بإعادة النشاطات الثقافية والفنية لها.