سوق الحدّادين في حلب القديمة يشرف ترميمه وتأهيله على الانتهاء

تشارف أعمال الترميم والتأهيل لسوق الحدادين في مدينة حلب القديمة على الانتهاء، بعد إنجاز الواجهات الحجرية للسوق وتركيب الأبواب الخشبية والمظلات التقليدية والتحضير لأعمال البلاط الحجري لأرضية السوق الذي يضم 38 محلاً حجرياً كانت تستخدم لبيع المكسرات والحلويات والأواني النحاسية.

وقال مدير المدينة القديمة التابعة لمجلس مدينة حلب المهندس أحمد الشهابي في تصريح للإعلام إن سوق الحدادين المجاور للجامع الأموي يُعدّ أحد أهم المداخل للأسواق التقليدية في مدينة حلب القديمة، وتمّت إعادة ترميم محالّه المتضررة جراء الإرهاب، بالتشاركية مع المجتمع المحلي.

وأوضح الشهابي أنه بادر أصحاب المحال التجارية في السوق لأخذ رخص الترميم والبدء بإعادة التأهيل، وتم تنفيذ مشروعين للترميم داخل السوق الأول، وتم بموجب الاتفاقية الموقعة بين المديرية العامة للآثار والمتاحف ومحافظة حلب ومجلس المدينة والأمانة السورية للتنمية ومنظمة ريسكاتا الإسبانية تنفيذ الأبواب والمظلات الخشبية والإنارة بالطاقة البديلة، كما تمّ ترميم وتأهيل الأقواس الحجريّة لسبعة محال تجارية.

وأضاف: “إن المشروع الثاني تمّ بتمويل من مجلس مدينة حلب وتنظيم عقد لتأهيل البنى التحتية لأرضية السوق وإعادة رصفه بالحجارة، حيث تمّ تجهيز شبكات المياه والصرف الصحي والاتصالات والكهرباء ومدّها لجميع المحال، ومع انتهاء أعمال البنى التحتية سيتمّ تنفيذ صبة بيتونية مسلحة وإعادة رصف البلاط الحجري كما كان سابقاً، ومن المتوقع الانتهاء من أعمال ترميمه ووضعه بالخدمة مع نهاية شهر تموز الحالي”. 

وأوضح المهندس غيث مكانسي من شركة دياري المنفذة للمشروع أن أعمال الترميم شملت تركيب أبواب ومظلات خشبية للمحلات التجارية، وأعمال ترميم 17 محلاً تجارياً ضمن السوق، إضافة لترميم الأضرار التي لحقت بجدران وأسقف السوق جراء الزلزال وإعادة وضع البناء لما كان عليه ليتناغم مع باقي الأسواق المرمّمة مع الحفاظ على هويتها العمرانية وفق أعلى معايير الجودة المعتمدة وبخبرات وطنيّة تمّ تدريبها في شركة دياري للترميم.

وقالت المهندسة بيان دباس ممثلة منظمة ريسكاتا الإسبانية المموّلة للمشروع: “إن تنفيذ أعمال ترميم وتأهيل سوق الحدادين يأتي ضمن خطة منظمة ريسكاتا لدعم مشاريع سبل العيش، وتمّ تدريب 150 فرصة عمل للمشروع من رجال ونساء ورفد المشروع بخبرات ومهارات للعمل على تدوير الأنقاض”، مؤكدة دعم المنظمة لأصحاب المحال التجارية لإعادة فتح محالهم من جديد وإعادة الحياة لحلب القديمة.

يذكر أن عدد الأسواق التجارية في مدينة حلب القديمة يبلغ 38 سوقاً مسقوفاً تتقاطع مع بعضها، بدءاً من باب أنطاكية غرب المدينة، وانتهاء بقلعة حلب شرق المدينة القديمة، وتعرّضت للخراب والدمار جراء الإرهاب، وتمّت إعادة تأهيل وترميم أسواق السقطية والحبال والأحمدية وخان الحرير وساحة الفستق وحالياً الحدادين.