كرّمت كفرمتى الأديب الراحل أمين الذيب برعاية وزارة الثقافة والجامعة اللبنانية واتحاد الكتاب اللبنانيين وبحضور قائممقام عاليه ورؤساء وأعضاء البلديات المجاورة والمخاتير ورؤساء وأعضاء الروابط الثقافية والاجتماعية والإنمائية وممثلي الأحزاب وفعاليات المنطقة وأصحاب الفكر والرأي وأصدقاء عمره وأبناء البلدة على عطاءاته في الفكر والأدب والإنماء.
استهلت الأستاذة تمارا أمين الذيب الحفل حيث رحبت بالحضور الكريم واعتبرت أن كفرمتى ومضة فيها التناص وفيها التضاد، وفيها كل مفاهيم الومضة من العمق إلى الدهشة والآفاق اللامتناهية.
أما رئيس جمعية إنماء كفرمتى الخيرية فكرّم أمين الذيب لمساهمته في تأسيس جمعية إنماء كفرمتى الخيرية التي تحتضن اليوم أبناءها في نشاطات متنوعة اجتماعية، إنمائية، تربوية، ثقافية، بيئية ورياضية. واعتبر أن أمين الذيب آثاره الإبداعية عديدة في كفرمتى والمنطقة وآخرها تأسيسه لملتقى الأدب الوجيز على مستوى الوطن العربي.
أما د. باسل الزين رئيس ملتقى الأدب الوجيز ممثلا بالدكتورة رندلى منصور اعتبر أنّ فكرة تأسيس أدب وجيز ذي بنية متكاملة وأسس واضحة وأركان بينة لم تنشأ إلا مع أمين رفيق الذيب. وهنا يكمن فضل الأسبقية والعبقرية وتأسيسه لملتقى الأدب الوجيز عبّد السبيل أمام نوع أدبي جديد سيخلد ذكراه.
وألقى كلمة ابناء البلدة شاعر الزجل عادل حمد خداج نائب رئيس نقابة الزجل والشعر في لبنان، وقال فيها:
“الأدب الوجيز بموطني الخلاّب… بإيد المؤسّس شرّع بوابو..
وكنت الأمين لسيرة الكتّاب..
بكتابك الومضات ينسابو..
وكنت الأمين على مبادي حساب..
حقّ الشعوب الواضح حسابو..
ولو غبت عنّا وبكّرت الغياب..
كتاب الأديب بيردّ النا الروح..
كلما منقرأ كلمة بكتابوا”
وألقت د.مهى جرجور، منسقة الماجستير في قسم الأدب العربي في الجامعة اللبنانية، كلمة أصدقاء فكر أمين الذيب حيث قدمت دراسة نقدية واعتبرت أن أمين الذيب صاحب هوية تجاوزية، فهم الوجود تغييراً وتجاوزاً مستمرين. عمِل على تأسيس فكر جديد تجاوزي في الأدب شعراً ونثراً ونقداً وجد لمنح الومضة هوية عربية وبعداً فلسفياً وألقاً إبداعياً وترجم ذلك في النقد وكانت له حركة مستمرة في البحث في المصطلحات والمفاهيم الأساسية لتأطير مذهبه الأدبي “الأدب الوجيز”.
واعتبر الدكتور إلياس زغيب أمين عام اتحاد الكتاب اللبنانيين أن أمين رفيق الذيب نهضويّ دائم التجدّد، لـمّاح يحمل في داخله نبض الحياة وإيقاع العصر وهموم المستقبل. كتب في الأدب الوجيز شعرًا وتنظيرًا، ترفده ثقافة عميقة ومعرفة متجذّرة في التاريخ الإنسانيّ وإنتاجِه الأدبيّ الوجيز منذ الإغريق مرورًا بنظام التوقيعة وصولاً إلى الهايكو والومضة والقصّة القصيرة جدًّا.
وألقى كلمة الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد رباح عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، معتبراً أن الشاعرَ أمين الذيب هو ابنُ الجامعة اللبنانية، تخرّجَ منها، وبقي وفيًّا لها ومخلصًا. والجامعة اللبنانية، كما هو دأبُها، تخرّجُ المبدعينَ وترحّبُ بطروحاتِهم القيّمة، وهذا ما عبّرتْ عنه مشاركةُ كليةِ الآدابِ والعلومِ الإنسانيةِ في ملتقى الأدب الوجيز التأسيسيّ في بيروتَ بعنوان “الأدبُ الوجيزُ هويةٌ تجاوزيةٌ جديدةٌ”، عام 2019 والذي جسّد حدثًا أكاديميًّا علميًّا، أعطى الكثيرَ للحركةِ التنظيريةِ في العالمِ العربيِّ، لتصبحَ للأدبِ فاعليةُ التغييرِ، على المستوى الأدبي في لبنانَ والعالمِ العربيِّ.
وألقت الدكتورة منى رسلان كلمة وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى حيث نوّه أنَّ موضوع فاعليَّة الأدب الوجيز لدى أمين الذيب وقصيدته ذات الومضة الوجيزة، تتجلَّى من خلال قُدُراته الإبلاغيَّةٍ وطاقات تأثيره على الانفعالِ الإنسانيٍّ، بِحُكمِ فاعليَّتِهِ الفنِّيَّةِ والاجتماعيَّةِ، ليكون شاهداً على وضع وتفاعُلِ مُستَقبِلِهِ، وتجاوُبِهِ مع هذا الخِطاب الوجيز ومُمارساتِهِ الفنِّيَّةِ والجماليَّةِ، بفضلِ ما توحيهِ الفاعليتان التوصيليَّةِ والتأثيريَّة في نفوس المُتلقِّين، ويكون شاهداً على إحداث خرقٍ لديهم، في بعض المفاهيم الخاطئة أو بعض القيم البليدة تجاه فهم الأدب وحيثيات حضوره في حياة الناس وحضارات الأُمم، والحياة. وتمنى أن يكون هذا التكريم لـ “أمين _ الوجيز” ، الأديب أمين الذيب، البهي بالحضور الكريم باباً يطرقهُ النقَّاد والأدباء لدراسته، ومنطلقاً لدراسات أكاديميَّة يسبر الطُلاَّب أغوارَ تشكُّلِ “أدب أمين الذيب، الوجيز” و كينونته.
وكان هنالك وقفة مع الشاعر الكبير مصطفى سبيتي الذي القى قصيدة من وحي المناسبة.
والقى كلمة العائلة الأستاذ وائل أمين الذيب، حيث رحّب وشكر المكرِّمين والحضور الكريم.
وقال إِنَّ هَذَا التَّكْرِيمَ لَيْسَ مُجَرَّدَ تَكْرِيمٍ لِشَخْصٍ وَاحِدٍ، بَلْ هُوَ اِعْتِرَافٌ بِقِيَمَةِ الْأَدَبِ وَالثَّقَافَةِ فِي مُجْتَمَعِنَا، وَبِأَنَّ الْأَرْوَاحَ الْعَظِيمَةَ لَا تَغِيبُ أَبَدًا بَلْ تَظَلُّ حَاضِرَةً فِي أَعْمَاقِنَا وَتَتَأَلَّقُ فِي كَلِمَاتِنَا وَأَفْعَالِنَا.
وَبَيْنَمَا نَفْتَقِدُ حَضُورَ جَسَدِ الْوَالِدِ الرَّاحِلِ، فَإِنَّ رُوحَهُ تَبْقَى حَاضِرَةً فِينَا وَفِي مَلْتَقَى الْأَدَبِ الْوَجِيزِ الَّذِي أَسَّسَهُ وَفِي قُلُوبِ كُلِّ مَنْ يَتَأَثَّرُ بِكَلِمَاتِهِ وَأَفْكَارِهِ. إِنَّهَا فُرْصَةٌ لِنَجَدِّدَ الْعَهْدَ سَوِيًّا بِأَنَّنَا سَنُحْافِظُ عَلَى إِرْثِهِ وَنَسْتَمِرُّ فِي نَشْرِ الثَّقَافَةِ وَالْأَدَبِ بِنَفْسِ شَغَفِهِ وَتَفَانِيهِ.
وفي الختام قدّمت تمارا حفل التكريم إلى والدتها نجوى الذيب الداعمة الأساسية لهذا النشاط. وشكرت القيّمين على مواقع التواصل لمواكبتهم الحفل.