الاحساء – زهير بن جمعه الغزال
حذر استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بجدة الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، النساء من رسالة متداولة ومنتشرة في مواقع التواصل تدعوهن إلى استخدام بعض الأدوية لتنشيط التبويض بغرض الحمل بتوأم، مبينًا أن هذا السلوك محفوف بالمخاطر الشديدة إذ إن بعض الأدوية لها أعراض جانبية وقد تؤثر على صحة السيدة التي ترغب في الحمل.
وقال إن بعض السيدات يكون طموحهن إنجاب أطفال توأم وهذا الشغف قد يتحقق بأمر الله وعنايته ولطفه، ولكن استخدام بعض الأدوية بنصيحة الصديقات أو ما يتداول في مواقع التواصل الاجتماعي قد يضع صحتهن في مخاطر كبيرة قد لا تُحمد عقباها، إذ إن التشخيص الطبي مهم لدى الأطباء فذلك يساعد على دراسة حالة السيدة ووضع الخطة العلاجية اللازمة.
ولفت “براشا” إلى أن أدوية تنشيط التبويض عديدة ومختلفة وتوصف للسيدة لتحفيز خروج البويضة من المبيض، أو تنظيم الإباضة، أو تحسين نوعيّة البويضات، أو غير ذلك من الأهداف الأخرى، إذ تؤخذ بعض هذه الأدوية بواسطة الفم، وبعضها يُعطى عن طريق الحقن، ما يترتّب عليه زيادة فرصة حدوث الحمل ، و الأدوية التي تعطى عن طريق الفم تشبه التركيب الكيمائي لهرمون الإستروجين مما يجعلها تحتل أماكن مستقبلات هرمون الإستروجين فى المخ والغدة النخامية، وهذا يجعل المخ غير قادر على معرفة نسبة الإستروجين فى الجسم ويترجم ذلك على أن نسبته منخفضة ومن ثم يرسل المخ إشارات إلى الغدة النخامية لإفراز هرمون الـ “أف أس أتش” المسؤول عن تنشيط المبيض ونمو البويضات والنتيجة النهائية هي نمو عدة بويضات فى المبيض.
وتابع استشاري العقم وأطفال الأنابيب أن الأدوية تعد واحدة من أهم طرق تنشيط المبايض التي تُستخدم وفق خطة مدروسة وتحت إشراف الطبيب، إذ يتوفر بعضها كأدوية تؤخذ بواسطة الفم، وبعضها الآخر يُعطى بواسطة الحقن، ويوصي الطبيب قبل وصفه لأيّة أدوية لتحريض الإباضة بإجراء مجموعة من الفحوص الضرورية للكشف عن سبب مشكلة الإباضة وتقييمها، والتأكد من وضع خطة علاجية تساهم في السيطرة عليها، والانتقال بعد ذلك لوصف أدوية تنشيط الإباضة المناسبة، إن دعت الحاجة لذلك.
وأضاف أن من الأسباب الهامة لتأخر الحمل، هو حدوث مشكلات في المبيضين، مما يقلق العديد من النساء حول العالم حول تأخر الحمل، نظراً لأن الإحصائيات تؤكد أن مشكلات ضعف التبويض هي من الأسباب الرئيسية لتأخر الحمل وفي زيادة مشكلات الإنجاب، لذلك يتم البحث عن الطرق العلاجية لتنشيط المبايض، ومعروف طبياً أن ضعف التبويض هو عدم كفاءة المبايض في إنتاج البويضات بعدد كاف أو حجم مناسب.
واختتم “براشا” بقوله: ينصح السيدات لإتمام الحمل ونجاح دورة التبويض بتناول الأطعمة الصحية التي تدعم الإباضة المنتظمة، فيجب الاهتمام بتناول الخضروات، الفواكه، المأكولات البحرية، الألبان، المكسرات، واللحوم الخالية من الدهون، فجميع هذه الأطعمة تساعد في إمداد الجسم بالعديد من الفيتامينات الهامة للصحة، وخاصةً فيتامين ب12، وفيتامين د، وعنصر الحديد الذي يُساهم في تنشيط الإباضة، وأيضًا الحرص على الوزن الصحي، وايضاً الحفاظ على مستويات السكر في الدم، وتقليل احتمالية حدوث خلل في هرمونات الجسم. فكل هذه الأمور جميعها تساهم في تنشيط المبايض وتعزيز الخصوبة، وبجانب ذلك الحرص على ممارسة أي نشاط رياضي لمدة نصف ساعة يومياً، وتجنّب مصادر التوتر والإجهاد الشديد لأن ذلك يؤثر على وظائف الجسم بشكل عام، ويُعدّ الجهاز التناسلي من أجهزة الجسم الأكثر تأثرًا بأي مشكلة صحية وضغط نفسي، حيث إن الإجهاد الزائد والتوتر يُحفز الجسم على إفراز هرمون الكورتيزول وبعض الهرمونات الأخرى، والتي تؤثر بالسلب على التوازن الهرموني والإباضة.