منصة حرمون وندوة حرمون الثقافية أحيتا عيدي الموسيقى والأب بملتقى حرمون الإبداعي الثاني
أقامت منصة حرمون، وندوة حرمون الثقافية، بملتقى حرمون الإبداعي الثاني، لإحياء عيدَي الموسيقى والأب، الاثنين 26 حزيران الحالي، عبر تطبيق غوغل ميت.
وافتتح الملتقى وقدّم الشعراء الشعراء ناشر منصة حرمون ومدير ندوة حرمون الثقافيّة الكاتب الإعلامي هاني سليمان الحلبي.
وشارك في الملتقى الشعراء:
الأستاذ علي جبار الجادري/العراق.
د. غصون زيتون/ سورية.
د. خلود ياسين/ لبنان.
د. محمود ياغي/ لبنان.
الأستاذ حمزة البشتاوي/ فلسطين.
الأستاذة مارينا سلوم/ لبنان.
الأستاذة لينا شكور/ سورية.
وحضر الدكتوران ادمون ملحم ومنير مهنا.
وأشرف على الإدارة التقنية الأستاذ عبدالإله الهويدي.
*وكان نظام المشاركة من دورتين، الدورة الأولى من 10 دقائق تقريباً، والثانية من 5 دقائقً، والمشاركة بقصيدة واحدة طويلة اكتُفي بها.
وألقى الشعراء قصائدهم وفق الترتيب الآتي:
1-
د.محمود ياغي*
بمناسبة عيدي الموسيقى والأب قصيدة كان لي شرف أن قدمتها بلقاء شعري تخليداً لموسيقى نينوى وقصتها.
لمناسبة عيد الموسيقى يسعدني ان اقدم لكم ثاني موسيقا مكتشفة – بعد موسيقى أوغاريت – إنها موسيقى نينوى.
تعتبر أسطورة موسيقية بحق لما فيها من إبداع وطرب ليس له مثيل.
موسيقى “ني نوى”. اُشتهرَت وعُرفَت باسم معزوفة نينوى.
تعتبر موسيقى نينوى ثاني أقدم موسيقى في التاريخ بعد موسيقى رأس شمرا… حيث يتجاوز عمرها 3500 سنة. ووجدت هذه الموسيقى مكتوبة على ألواح من الحجر في أوغاريت السورية (وبعضهم يقول في معبد في مدينة نينوى العراقية عاصمة الآشوريين). وأخذت اسم نينوى بعد فك شيفرة النوتة وعزفها، حيث قامت الفرقة السيمفونية الفرنسية بعزفها على آلات شرقيّة وغربيّة تمازج فيها عزف الكمان وتداخل مع الناي الحزين الذي يسحر بنغماته الرقيقة الحزينة كل من يسمعه. ..
وأصلها يعود إلى نينوى عاصمة الدولة الآشورية وربما لو فكرنا في هذا الاحتمال لوجدنا له أصل في التاريخ. فالآشوريون كما أسلافهم البابليين والسومريين كان لهم اهتمام كبير جداً في الموسيقى.
لموسيقى نينوى قصص أسطورية أحب أن اذكرها وهي قصة حب كبيرة جرت في العصور القديمة بين فتاة ورجل فقير ذي علم واطلاع واسعين وحدث أن أراد الملك الزواج بهذه الفتاة وتمّ إجبارها عليه وإبعاد حبيبها عنها ونفيه إلى غابة مهجورة حيث عاش وحيداً متروكاً بلا زاد، فعاش حياته كلها بالحزن والأسى والألم على فقدان محبوبته. وفي هذه الأوقات كتب نوتات موسيقاه على ألواح من حجر حيث وصلت هذه الأحجار إلى أيدي العلماء الألمان في القرن العشرين ففكوا شيفرة الموسيقى ولحنوها وأصيبوا بالدهشة لدى سماع الموسيقى لما فيها من سحر لم يستطيعوا كشف سرّه حيث أنّ كل من يسمعها يشعر بغربة المؤلف.
القصيدة:
لأني سُلبتُ جميل الحياة
غريباً وحيداً وأحتاج أمنا
وأُغرِق في الليل نور الصباح
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
لأني ولِدتُ مهيض الجناح
وسُفكَ دمائي لامرٍ مباح
لأن الغُنا عندهم كالنباح
كتبت على الصخر علماً وفنا
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
سكنت القفارَ لتحيا التي
أشعّت بنورٍ على دُنيتي
فيومي كئيب كما ليلتي
وما لي سوى الأرض بالليل حُضنا
سأكتبُ شعراً وأعزف لحنا
سكبت الأماني بليلي الطويل
وغارت عيوني بجسمي النحيل
فهزِّ الي بجذع النخيل
تُساقط عليَّ رُطباً فيُجنى
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
وحين أموت ستبكي الطيور
وينبت فوقي حزين الزهور
سيرقص في زهوة وحبور
مليكٌ للحظة حتفي تمنّى
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
وغلغل طيف الأسى في الجروح
بجسمٍ ضعيفٍ وقلبٍ ينوح
سأفنى ويبقى بدنياي روح
تُغرد طيراً وتحنو كغصنا
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
أيا نينوى يا أنين الزمان
ويا حمرة الزهر بالارجوان
ويا نهر دجلة آن الأوان
لنرفع بالدم ذا الظلم عنّا
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
ويا نينوى يا صليل السيوف
وقطع الرؤوس وفصل الكفوف
ويا رزء روح بأرض الطفوف
بأرضك يقتل للظهر ابنا
سأكتب شعراً وأعزف لحنا
*شاعر لبناني وأستاذ في الاقتصاد ومدير في مستشفى بعلبك الحكومي.
2-
علي جبار محمد شوي الجادري*
القصيدة الأولى:
إلى أنتِ فقط
آخر القُبلات
حينما يجيءُ الشتاء
بالبردِ والمطرِ
والربيعُ يجيءُ بالنسيمِ
بعطرِ الزهورِ
وآخر قطراتِ الشهدِ الممزوجةِ بالزعفران
على الشفاه
ينْبعثُ دفؤك الجنوبي
ليجدّدَ الحياةَ
فما عادتْ تستهويني النساءُ
بعدكِ يا أميرةَ الحُبِّ والاشتهاء
ولأحمرِ الشفاهِ روايةٌ أخرى
تزاحمُ الجمالَ
فكياني يتيهُ في سطوةِ الصمتِ
يا من عَلّمتني فنَ الصومِ عن النساءِ
وأنا تُراقبُني العيون
وبعمق الحلم أنت
وتنهيدتك حلم آخر
دون النساءِ بلا نهايةٍ
حيث لا همسٌ ولا صمتٌ ولا بوحُ
فأبجدياتُ الجمالِ تنسابُ من عينكِ
لغة الفصول
حزني ما عاد يفارقني
وأنت تتوضئين بماء العيون
فخشيت التعبّد للجميلات
بعد الله
وأردت التحرّر من هذا العالم
منتصرا
يا آخر قارورة عطر
في هذا الكون.
القصيدة الثانية :
تهجّدات عاشق سومري
أيا عصفورةَ الفجرِ
أتعلمينَ أنّ ليلَ العُشاقِ طويلٌ
وآلام البعدِ..
والخوفِ من المجهول القادم
يعتصرُ القلبَ
وقيودُ الأعراف
بهذا الزمنِ الموبوءِ
تكبّلني
فيشيبُ الرأسُ
وحكاياتُ الجدّاتِ
عن حبّ جميلٍ لبثينى
تُدمي الروح …
ماذا فعلَ الدهرُ؟
أصرخُ من عمقِ القلبِ
على زمني
والحلم يراودني
الحلم بالليل
للثم النهد
ولمصّ رضاب الشفتين
إلى الفجر
وأنا المجنون
حد سويداء القلب
أمارس طقوس التعميد
من نهر النهد
إلى ما بين ال…
وأغرق في بحر الحب
ونساء العالم لا تكفيني للعشقِ
فيفنيني الشعر المسدول على الظهر
وخيوط الشمس تتصارع
من يخدم ذاك الليل
يذبحني الحب
حد بزوغ الشمس
وأصحو من سكري صباحاً
يقتلني الشوق.
القصيدة الثالثة:
الشهيد الفيلي
أنا بِلا ذاكرةٍ
حتى بتٌّ لا أعرفُ منْ أنا
تتقاذفني الدروبُ المعبدةُ بالظلامِ
وصراخُ الأمهاتِ الثكلى
وأطفالهنّ الأيتام
وأكوامُ العظام
ورضّاعةُ طفلٍ محتفظةٍ ببقايا من حليب
ولعبُ الأطفالِ
وابتساماتُهم البريئةِ
وهم يُقادون إلى المقصَلةِ
والأحذيةُ الصغيرةُ في المقابرِ الجماعيةِ
خير شواهد
وآثارُ الرصاصِ في جباهِهم
الوضاءةِ
مثل الأوسمةِ
هكذا ورثتُ تاريخَ قومي
المتأصلينَ بالأرضِ
لِآلاف السنين
ونغمةَ آثارِ دَبَكاتِهم
تسيلُ من بينها الدماءُ
في رقصةِ الموتِ
كالعصفورِ المذبوحِ
منذُ القدمِ
من أيام (كورش)
وكلَ الأباطرة
من ذلك التاريخ
لأيامِ ابن العاهرةِ
وأحرفُ أخوتي على جدرانِ السجونِ
وأحواضِ الموتِ تشهدُ أنها ذُوبت أجسادهمُ الطاهرة
لمْ يستطيعوا
حجبَ ضوءِ الشمسِ
عن لغةِ البلابلِ
وناي جَدي بصوتهِ الحَزین
وقولُ ((دو)) لأبنائِها المُغيبين
وهي تَندبهُم
بعدَ أن أخذت الأظافرُ تحفرُ بالخدودِ
((وي وي ميمكم عزيزم دلم جونما رولا وي وي))
(حبيبي خاله قلبي روحي عزيزي)
ضَاع صَوتي ضَاع تاريخي
وضاعتْ حتى ألوان الثيابِ
هكذا سَجلني التاريخُ بين دفتي كتاب
حكايةٌ ضائعةٌ مُغيبةٌ
من دونِ أدنى ذاكِرةِ.
القصيدة الرابعة:
صمتٌ مطبق
جئتكم من أبعد نقطة
من خلايا جسدي المجروح
لأقول..
وقوف دقيقة صمت حزنا
على وطني المذبوح
*
شعبي يقتلُ دون حساب
وفنجان الشيباني ينذر بالقادم أكثر
أين المهرب لا أدري
قف! فكلام الشاعر أخطر
عذراً إذا جئتَ تبحثُ عن تعيينٍ
ادفعْ عشرا من أوراقٍ للدولار
فحكومة بلدي من طين
لا تدري من يأخذ من يعطي
فطقوس الحج على الأبواب
ابليس يولغ بدمائي
يقطف أزهاراً وحسان
باعوا الماضي باعوا الحاضر
ونحن سكارى لا ندري
همنا في حب الأخبار
والنفط يُسرق بالفحوى
فغد أفضل
نغفو قليلا
في الرؤيا
للثورة نخلق أحرار
صمت مطبق
اسمع همسا
نسمع همسا
للكعبة نصنع استاراً
جاء الصوت بعيدا جدا
هذي فكرة
للمرأة حق التشريع
بقيت شعرة
ونضاهي كل البلدان
أسرق من جيبي هذا
اسحق قلبي تحت حذائي
فأنا إنسان
وطني
وطني مسروق منذ بزوغ الفجر
من آذار ومن نيسان
((دللول يالولد يبني دللول))
(عدوك عليل وساكن الجول)
نمْ
إياك وأن تصحو
فرجال الدولةِ لا تقبلُ
الهو بعيدا
العب في عمق التاريخ
افعل كل الاشياء
ولا تفعل
قول الحق شهادة زور
اصمت فالصمت سلام
لا تكشف كل المستور
بيت الربّ بيت ظلام
يكره دوماً اسم النور
القتل في كل مكانٍ
نحن صناع الدستور
وطني
مذبوح من أيام البعد الماضي
ثورة حب
من نور الله مسحته
قرص الشمس في جوف البركان.
*شاعر عراقي.
3-
د. غصون زيتون قيس:
القصيدة الأولى:
صباح الخير يا أبي..
هل وشمتني الريح ؟…
ك غيمة فضولية…
أتفرّج على جنوني!..
الطريق أسير الفكرة…
وأفكاري سيول!..
صباح الخير يا أبي…
لماذا تكرهني الوحدة؟…
ف تصطادني مني..
وتقصّ لي صوتي…
وتقلّم أظفار وحوشي؟…
صباح الخير يا أبي..
على مشجب السماء..
علقت الذاكرة…
ربما خوفا…
فأنا طفلة الطين…
والذاكرة ماء!
صباح الخير يا أبي..
للأرقام قداسة الانتظار…
وأنا بها كافرة!
صباح الخير يا أبي…
كيف يبدو الصباح دون أن أتنفس ابتسامتك؟
#Ghosoun_Zaitoun
القصيدة الثانية:
مشهد عادي جدا …
إمرأة تجفف شعرها الطويل …
شعرها الطويل الأشقر…
بخصلاته الشاحبة…
تجففه إمرأة …
إمرأة عادية جدا …
تمد ساقيها الأبيضين…
باتجاه حائط المستحيل..
الهواء يخرج من أذنيها …
فترقص ستارة الذكريات …
لتجفف شعرها الطويل …
شعرها الاشقر الطويل…
لإمرأة عادية جدا…
تتنفس ماضيها كل يوم …
وتزرع على شرفتها الانتظار..
بل الانتظار يسقيها نفسه..
لتصبح وردة برية مدجّنة !..
وتعود لتجفف شعرها الطويل …
على سرير أحلامها الابيض..
وتتوجس خيفة من الحب..
فالحب يجفف الخوف…
وشعرها مبلل وطويل ..
شعر أشقر طويل ..
لإمرأة عادية جدا …
تمدّ ساقيها العاريين للأمل…
تواجه العري بالصمت…
والصمت بالبلل…
والبلل بالانتظار…
فالانتظار يجفّف البلل…
وشعرها طويل مبلل..
شعرها الأشقر الطويل …
شعر إمرأة عادية جدا …
تسبق ماضيها ..
لتصل قبله…
ولكن حاضرها مبلل بماضيها …
فكيف تجفّفه؟
لكنها بشعر أشقر طويل …
شعر إمرأة عادية جدا ..
تمسد خصلاتها الشاحبة..
تنتظر شمساً صادقة..
تجفف ماضيها لتهرب..
فهي إمرأة بشعر طويل هارب..
لا تحب أن تضمه خائفة…
بل تريد أن يضمها حرة…
والحرة إمرأة بشعر طويل …
إمرأة عادية جدا …
#Ghosoun_Zaitoun_Kaiss
القصيدة الثالثة:
تنام الخلايا المتمردة..
ليستيقظ الوعي !
لست مجنونة ..
تقرأ كفي العرافة !
لتتثاءب بين الحروف !
وتبصق على الصُدف…
بكم تبيعين الحظ؟
……
التمرد فن سري…
يظهر في زمن الصمت !
ويختفي حين نستسلم !
لست مجنونة !…
تقرأ العرافة أصابعي..
وتغمسها في الحليب !
عل…
بياضه يجلي الانتظار!
….
لست متمردة…
والتمرد أنا …
أبحث في تجاعيد العرافة..
أملا ما …
صوتا ما…
صمتا ما…
فتبتسم… وكأنها قرأتني!…
هل تهربين؟
بل أعود…
والهروب عودة !
لكنني غريبة..!
وستظلين الغريبة !
إذاً.. لا مفرّ!
بلى… اقرإي روحك..
لا أستطيع…
حين نعجز عن قراءة أرواحنا.. سنعجز عن الحياة !
#Ghosoun_Zaitoun
#هايكو
الذاكرة،
تهدل وحيدة
حمامة ثكلى !
الذاكرة،
الوادي البعيد
يرتل الصدى !
الذاكرة،
سماوات ثلاث
يصلين طويلا !
الذاكرة،
عيون الحارس
لا تنام في العراء!
الذاكرة،
ظلي الطويل
يسير بلا توقف !
الذاكرة،
أعشاش العصافير
لا تهاجر معهم !
#Ghosoun_Zaitoun
*شاعر سورية – لبنانية متخصصة في الكيمياء الحيوية.
4-
قصائد الشاعرة الدكتورة خلود ياسين
النصّ الأوّل:
أ + ب + ي
الحروف الّتي تستحقّ لقب الاسم الأعظم..
فحين يخذلني كلّ شيء، وتحلّ العتمة، يأتي الصّباح بتوقيت عينيك… قصيدتي الأجمل..
يا عمري الجميل، وصديق الرّوح، خذ عمري وأنفاسي، فلا حياة ولا أمان بعيدًا عنك.
أبي.. حروف كالحبّ، كالصّلاة، كالأمل، كالحياة…
النصّ الثّاني:
حين تراودني ذكريات المطر
أسرج أغنية تمرّ في بالي
ألملم الملح من دمعات التّيه
المبلولة بأحلام القرى
المشتبكة بالحدس
أفاوض باسمك سرداب الألم
حين تبكي بيروت الأحلام
في مدن المنفى
أراك طفلاً يعبث بالرّيح
ويحشد في الفجر بلادًا
يتقن الرّقص حدّ الموت
ويلوّح لي
من خلف زوبعة النّسيان
ليشعل في عيني الطّوفان
كم هو شجيّ موتنا بلا حداء!!
فليجبر اللّه قلوبنا المنكسرة قبيل الصّبح..
نحن المنسيّون فوق الأرصفة
كالأصفار..
حين تداهمنا الأحلام
ولتغفر لنا بيروت كلّ هذا الهذيان..
النصّ الثّالث:
أستيقظ باكرًا
أشرب قهوة صوتك
ثمّ أغطّيك في قلبي وأغفو..
أصحو وأحدّثك سرًّا
على سبيل الأمنيات:
-ابقَ هنا دائمًا
تجيبني على سبيل الأمل:
-ليس لي سوى قلبك (الأمان)
فأقول : تعال،
نحزم أمتعة حزننا
نختار ضفّة أخرى ونسكنها
ثمّ…
ثمّ ماذا؟
نتألّم بصمت
نلملم انكساراتنا..
نطرد من صدورنا كلّ الهزائم..
نرتدي الضّوء
أبتسم للرّيح
وتبتسم لي..
*شاعرة ومربية متخصصة في الأدب العربي واللغة العربية من لبنان.
5-
مارينا سلوم*
القصيدة الأولى:
لم تعد يداك تستطيعان احتوائي
لكنّ قلبك المتألم ما زال يتّسع لي
دعني أنزف دمعي في كفيّك
علّه يسقي شرايينك الدّم
وخُذ من ابتسامات هناءتي… بحضنك
شبكيّة… تحمي مقلتيك
أريد أن أعود إليك طفلة
ليستطيب شَعْري رائحة تلك الأنامل
واستعيد أحرف الّلغة مُتهجيّة اسمك
ب ا ب ا … بابا
مخارج حروف دفينة
لوقعها ذكراه تستنهض عمري
فأجثو على رُكبتَيّ زمن
غَدرٍ بطيب القلوب
ترأف…. ترأف
لم يعد الألم
على احتمال…. بقادر
القصيدة الثانية:
قصيدة أنا
قصيدة أنا
أتوق للرّقص
على شفاه الأوتار
أحلم وأحلم
بالقمر
بالحريّة والعطاء
أتنسّم رائحة المطر
من فوح ياسمينة
نشوى بالمساء
وأبكي لصوت طائر طَلْقٍ
حدّه الفضاء
حرّرني من الأحرف والكلمات.
أطلق سراحي
من بين السّطور
وارجمني بثوب شفّاف
دندنة من شفتيك
تُولد
زمن الانعتاق
ابعثني قصيدة مُغنّاة
بسيطة
كما الماء
شفّافة
كما الهواء
دافئة
كما الضياء
وقبّلني
كما الآلهة عند العشق
لأكون قصّتك
عند ابتداء الخلق
وعند انطلاق جسدين
في طقس عشتاريّ مُقدّس
اقبلني كما أنا
قصيدة بلا ضوابط
تحيا في الأزقة
تُحبّ الرّقص والغناء
تعرفها كلّ الطرقات البائسة فرحاً
تهوى التّشرد
والحقيقة.
القصيدة الثالثة:
قهوة وأبي
فجر يرتشف رَملَ السّاعة
غُباره المُلّوث بالذكريات
يُصدّع الحنجرة
تمرّ على شفاه الصّباح طعم القهوة
بنكهة لذيذة الحلم
تفتحُ أُذنيّ الوقت
تتسارع لَكنة الكلمات في فوّهة الرّكوة
ويبوح رماد السّجائر
بتفاصيل المواعيد المُؤجلة
ليكون لون الصّمت ألف حكاية
وبضع أنياب تَستفتح رواية
وبقايا إشراق باللّوم تبلّل
ليرتسم وجهك ببقايا البُّن المطبوخ في قِدْر القَدر
وأمنية أضمرها بأن أحضنك يوما
ليذوب في مذاق القهوة حُلم بأن ملامحك تُرتَسم
أبي
روحك ذابت بسلامها
وتركت لعينيّ حُرقة النّزف
طابت بمستقرّها
وأودعت فِيهِ عمري القلق
ارتحلتَ
وارتحلتْ على خُطاك سلسلة السّند
خرزاً مجوّفاً يتدثره الشّوق
قهوتي يسكُنها مُرّ الظّل
لا أقوى وداعاً
لا أقوى الّلفظ
كُن بسلام
في ملح الأخيلة.
*شاعرة لبنانية – سورية، إعلامية وناشطة اجتماعية دولية.
6-
لينا شكور*
القصيدة الأولى:
لا يزال الوقت طازجا للكلام..
كلما حاولت أن أقول كلمة… أبتلع غابة.
حتى تدلت من يدي أكواز الصنوبر البري..
وحين يستقيم الليل في غربته..
أكتفي ببعض أشجار الكرز والزيتون.
لكن العصافير بنت صباحاتها على قمم اشجاري…
وتركت معابر للريح التي تحاول أن تخدش الصمت.
دعني استهدِ بليلك… فالنهارات خادعة والفواصل بذور ضجر..
لا خرائط لهذا العالم… كل الذين وجدوا الطريق انتهوا إلى مقبرة.. لذا لا أخزن أقلام الرصاص في قبو المواعيد.. وكلما حاولت.. يجر الصبر ساقيّ الى السماء ….
يرفع الحاضر إصبعه كمنفى آخر إذا لم يدخل سريره عاريا.
تضحك الحقول وهي تسكب قمحها بين يديك…
لا أكتب… فقط أرسم ارتعاشات الهواء حين تعبر ضحكتك ..
كيف لي أن أكتب وليس في صحرائي سوى سراب بلا حبر!!!
القصيدة الثانية:
على بابي يتكئ الصباح..
فاتحاً ازرار قميصه الأزرق..
في يمينه كمشة صيف،
وفي الأخرى دولاب أغنيات.
حقول قهوة، على شفتيه،
وبحيرات ماء مقدسة، في عينيه..
وكأي أنثى وحيدة،
قدّمت له قطعة،
من لحن صوفي قديم..
وبعض خبز،
من مواسم الغياب..
كباب.. يتكئ على باب.
القصيدة الثالثة:
أغنية للحب والحرب
في الحرب
تجفّ النساء،
كحبات الزبيب.
ولا تعود صالحة
حتى لصناعة الحلوى.
في الحرب
نجفّف السنوات،
نطحنها،
نصنع منها عجينا،
وخبزاً طازجاً لانتظار بارد
بطعم الموت.
في الحرب
كل اللحظات،
طلقات،
مسدّدة الى الرأس.
نتحوّل إلى جثث تتعفن
وذباب
يحطّ على كفن.
في الحرب
هذه كل الحكاية.
كأن الله يخلق الأرض.
انكسرت عصاه،
وغفا.
1- رابط فيديو الملتقى:
2- ورابط لموسيقى نينوى: