يا وجعَ القلبْ
قتلوا بدمٍ باردْ، عدنانَ الرمزَ الصلْبْ
لا حاجةَ أنْ نُثْبِتَ نازيَةَ إسرائيلَ
فذاكَ كيانُ أوْجدَهُ الغربْ
قامَ على النهْبْ
وَلأرضِ بلادي السلْبْ
بالقوَّةِ والغَصْبْ
تلكَ طبيعتهُ، لن تتغيَّرَ مهما
جمَّلَها البعضُ وَحاولَ منها القُرْبْ
ذاكَ كيانٌ لا فارقَ، بل تتماثلُ فيهِ مجازرُ
هذا الحزبِ وذاكَ الحزبْ
يخْتلفونَ على أشياءٍ لا تتعلَّقُ فينا
لكنْ نحوَ جماهيرِ بلادي، كلٌّ منهمْ ذئبْ
فمتى يرْجعُ عن أوهامِ السلْمِ أوِ التطبيعِ
معَ الأفعى بعضٌ مِنَّا أوْ من غربانِ العُرْبْ
وَقرارُ القتلِ لعدنانٍ، وصمةُ عارٍ لجميعِ القوَّادينَ
فلا أحدٌ منهمْ للنجدةِ للبطلِ المضربِ قد هَبّْ
كي يرْفعَ عن خِسَّتهِ العُتْبْ
لو كانَ المضربُ صهيونيَّاً أو غربيَّاً في سجنٍ ما
لرأيْتَ الكلَّ تناخى، مِنْ أولادِ الكلبْ
وقرأنا في زمنِ النخوةِ، مِنْ أجلِ امرأةٍ مسلمةٍ
في سجنِ الرومِ قديماً قالتْ وآمعتصماهُ، لها
جيَّشَ جيْشاً لَجْبْ
أعرفُ لا أحدٌ منكمْ يتساوى مع نعلِ المعتصمِ
ولكنْ لم نسمعْ من أحدٍ حتَّى الشجْبْ
تَبَّاً لكمُ فرْداً فردا تَبّْ
منكمْ أشرفُ حتَّى القحبةَ أُقْسمُ باللهِ وحتَّى القحْبْ
أمَّا نحنُ الشعبْ
فالغلُّ بصدرِ القاصي مِنَّا والداني لن يَشْفيهِ
سوى لٰابْنِ غفيرٍ حفْرَ القبْرِ، فذاكَ المجرمُ يتحمَّلُ
في قتلِ الأيقونةِ أكبرَ ذنْبْ
كم ظلَّ يُعاني، ويُقاتِلُ بالأمعاءِ الخاويةِ وبالجوعِ
فقدَ خاضَ الحربَ مراراً وانْتصرَ ونالَ الحريَّةَ
واليوْمَ انتصرَ ونالَ مِنَ الرحمنِ القُرْبْ
مَنْ قْبْلكَ، أبداً لا أحدٌ ببلادي عبَّدَ لسلاحِ الأمعاءِ الخاويةِ الدربْ
وٍجميعاً نشهدُ أنَّكَ بتصدِّيكَ لأعداءِ بلادي، كنتَ طوالَ الوقتِ
بأوَّلِ صفٍّ، وكذلكَ ما شابَكَ بمواجهةِ الأعداءِ بموقعةٍ ضعفٌ أو عيْبْ
وأنّكَ لم ترْفعْ في يوْمٍ للأعداءِ الراياتِ البيضِ، وظلَلْتَ تُقاتلهمْ
والموتُ يدقُّ على بابِ الزنزانةِ، لكنْ لم يدخلْ لفؤادِكَ ثانيةً ضعْفٌ أوِ رُعْبْ
فأيُّ ثباتٍ أعطاكَ الربّْ
كم كنتَ طليقاً عدنانُ ونحنُ الأسرى، لا نملكُ أسلحةً إلَّا الشجْبْ
والآنَ تحرَّرْتَ نهائياً وذهبتَ لدارٍ كنتَ لها تَرْغَبْ
وَلأجلِ الدارِ المنشودةِ كنتَ تُجاهدُ دوْماً أو تتعَبْ
دارٌ تغمرها أنوارٌ الرحمنِ وَيسودُ بها بدلَ الضغْناءِ الحبّْ
فيها حورٌ عِينٌ وكذلكَ ما لَذَّ طعاماً أو شٌرْبْ
ما فيها جلادٌ أوْ سفَّاحٌ أو غاصبَ حقٍّ بل همْ في نارٍ
لهمُ أوجدها الجبَّارُ فحسْبْ
لا يُسْقوْنَ بها إلَّا غِسْليناً، ولأصحابٍ الجنَّةِ
في جنَّتهمْ ماءٌ عذْبْ
وَجواركَ فيها الشهداءُ وخيرُ الصحبْ
شهداءُ الأمَّةِ والعزَّةِ في أكثرِ مِنْ موْقعةٍ
أو ميْدانٍ أو حربْ
فيا أرضاً سوفَ تضمُّ رُفاتكَ في عرَّابةً جنْبَ الأبّْ
مِنْ حقِّكِ أنْ تتباهي فيهِ فضُمِّيهِ برِفْقٍ، أيضاً
تِيهي بينَ التُرْبْ
فأنتِ تضمِّينَ شهيداً رمزاً من أشرفِ تنظيمٍ أو حزبْ
ظلَّ يُقاتلُ حتَّى آخرَ نفسٍ فيهِ ولم يخضعْ أو يتراجعْ
بل ظلَّ بما ملَكَتْ أيديهِ وبالأمعاء الخاويةِ عن الأوطانِ يَذٌبّْ
ولذلكَ أشهدُ وجميعاً نشهدُ أنَّكَ يا عدنانْ، قد كنتَ
البطلَ النادرَ والأشجعَ منَّا، في الوقتِ الصعْبْ
فلعدنانٍ كلُّ التقديرِ وكلُّ الحبّْ
——————————————–
٢٠٢٣/٥/٣م
*تحية شعرية للأيقونةِ الشهيد الفلسطيني الكبير خضر عدنان.