تمّ افتتاح مؤتمر مجلس حماية التراث الثقافي الآسيوي في الصين بمشاركة سورية، بهدف التعاون على حماية التراث الثقافي الأثري، ودعم الجهود الرامية إلى استرداد الآثار ومكافحة تهريبها.
ويركّز المؤتمر على تعزيز التبادل البحثيّ والخبرات العلمية في مجال التنقيب والترميم، وإقامة منصة مشتركة للتعارف وتبادل منفعة حماية التراث الثقافي المادي للدول الأعضاء في التحالف، إضافة إلى العمل المشترك لتحويله إلى رافع للاقتصاد وإحدى ركائز التنمية المستدامة.
وأكدت وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح خلال مشاركتها في افتتاح المؤتمر أن سورية من أوائل الدول التي تداعت لتلبية الدعوة لتأسيس هذا التحالف، إيماناً منها بعظمة تراثنا وضرورة العمل يداً بيد على حمايته وإبراز قواسمنا الثقافيّة المشتركة.
وأعربت الدكتورة مشوح عن سعادتها بالاجتماع في أقدم مدينة وأول عاصمة في الصين، مدينة “السلام الأبدي” مدينة “شي ان” الواقعة أقصى شرق طريق الحرير التاريخي، مبيّنة أن هذا الطريق ربط في ما بين شعوبنا منذ الألف الثالث قبل الميلاد، والذي في إعادة إحيائه وإطلاق التحالف من أجل حماية التراث الثقافي في آسيا تحقيق لمصالح مشتركة لشعوبنا وتعزيز لمستقبلها الاقتصادي والثقافي.
وتحدثت د. مشوح عن سنوات الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية خلال العقد الأخير مستهدفة تراثنا الثقافي المادي من تخريب متعمّد، وتنقيب جائر، وسرقة وتهريب، كما لم يسلم تراثنا اللامادي الحي من الأذى.
كما عرجت على تأثيرات الحصار أحادي الجانب والزلزال المدمّر على مواقعنا الأثرية، والمسجل بعضها على لائحة التراث العالمي كموقع تدمر، ومملكة ماري، والمدن المنسية، ومدرج بصرى، وقلعة حلب، وقلعة الحصن، وقلعة صلاح الدين، وحلب القديمة.
وقالت د. مشوح: “عملنا مؤسسات حكومية وهيئات مجتمع مدني وأفراد، لتأمين كل ما يمكن، لحماية تراثنا العريق وصونه بكل مكوناته بشتى الوسائل المتاحة، توثيقاً، وترميماً، وتأهيلاً، واسترداداً”.
وأضافت: “إننا نضطلع بمسؤولية جسيمة، وهي حماية إرث إنساني عظيم، وما أحوجنا اليوم، وأحوج الإنسانية لأن نوحِّد جهودنا، كي نصون تراثاً بناه أجدادنا وتقاسمناه على طريق الحرير؛ وحملت قوافل تجارنا نفائسه، ونثرت ألوانه في أرجاء المعمورة”.
وقد عقد المؤتمر بمشاركة الدول المؤسسة وهي الصين وكمبوديا وإيران وقيرغيزستان وباكستان وسورية والإمارات العربية المتحدة واليمن، في مدينة “شي ان” في جمهورية الصين الشعبية وبحضور الدول المؤسسة للتحالف الآسيوي لحماية التراث الثقافي.
وتمّ خلال الاجتماع اعتماد ميثاق التحالف الآسيوي لحماية التراث الثقافي، وكذلك اعتماد خطة العمل لعام، كما انضمّ عدد من الدول الأعضاء الجدد إلى التحالف وهي أذربيجان ومينامار وسريلانكا، وأقر انضمام كل من طاجكستان وبنجلادش وسنغافورة وأوزبكستان وفيتنام بصفة مراقب.
كما أقرّ المؤتمرون نظام صندوق حماية التراث الآسيوي وإعلان شيان للتحالف الآسيوي لحماية التراث الثقافي.