بينما كانت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، تنتظر ظهر السبت 15 الحالي، في لبنان مشاهدة النور من كنيسة القيامة في القدس، كان الاكسرخوس أدوار شحادة وصل الى مدخل مقرّه في راشيا مع نجله بعد الانتهاء من قداس سبت النور الذي أقامه في بلدة كفرمشكي.
عند الوصول الى المنزل تمّ الاعتداء على الاكسرخوس ادوار شحادة المحبوب من ابناء المنطقة في راشيا والبقاع الغربي ونجله الصحافي والمهندس إيلي شحادة المسؤول في مؤسسة التأهيل التي تعمل في المجال البيئيّ والسياسيّ والإنمائي والاجتماعي والتي اقامت إفطارات يعود ريعها لبناء دار إفتاء راشيا أيام المفتي المرحوم الدكتور احمد اللدن.
كفوري
من جهته المطران الياس كفوري متروبوليت الجنوب للروم الارثوذكس استنكر أشد الاستنكار، الاعتداء الذي تعرّضَ له الكاهن إدوار شحادة ونجله. وأصدر بياناً جاء فيه :
“نحن المطران الياس كفوري نستنكر أشد الاستنكار، الاعتداء الذي تعرّضَ له الكاهن إدوار شحادة ونجله عشية عيد القيامة في بلدة راشيا الوادي.
هذا التصرُّف لا يسيء إلى الكاهن وعائلته فقط. الإساءة تطال الكنيسة الجامعة، لأن الكاهن الحامل سر الكهنوت المقدَّس يمثِّل الكنيسة في الرعية وبالتالي يتمتع بحصانة معنويّة.
إن الكنيسة تنبذ لغة العنف والتطرف حيثما وُجِدَ. رسالتها نشر السلام والمحبة في العالم. قال الرب: “تعلَّموا مني فإني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم” (متى ١١: ٢٩ ).
لا سيّما أن هذا الاعتداء أتى عشيّة الاحتفال بقيامة المسيح. هذه القيامة التي حصلت لتحرّرَ الإنسان من خطاياه، ولتعيد له الحياة الكريمة: “اليومَ يومُ القيامة، فلنتلألأ أيها الشعوب لأن الفصح هو فصح الرب، وذلك لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت إلى الحياة، ومن الأرض إلى السماء، نحن المنشدين نشيد النصر والظفر” (من قانون الفصح).
المسيح قام – حقاً قام
مرجعيون في ١٦ نيسان ٢٠٢٣
المطران الياس كفوري”.
وتلقى شحادة رسائل تضامن معه واستنكاراً للتصرف المشين من أبناء قرى راشيا وجوارها وعدد من والوزراء والنواب ومسؤولين.
الحلبي
واستنكر ناشر منصة حرمون، الكاتب الإعلامي هاني الحلبي، الاعتداء على الكاهن ادوار شحادة وابنه إيلي، رافضاً أسلوب العنف بين أبناء راشيا، التي لم تسجل في تاريخها المعروف حادثة اعتداء على رجل دين ولا على مسؤول عام.
وأضاف: راشيا التي أغلق عقلاؤها محكمة الصلح قبل عقود لانتفاء الحاجة إليها بعدم وصول أي نزاع إلى قوس المحكمة، هي نفسها ترفض ان يكون العنف لغة يومية بين أبنائها، فحيث كان العنف منتشراً بجنون وجهل في المناطق اللبنانية كافة، شكّلت راشيا نموذجاً راقياً جداً بفضل عقلائها وقيمها الأصيلة التي يتربّى عليها أبناؤها وبناتها بلا استثناء. والعقلاء بقدسية الكلمة وقيمة الحوار قادرون على تخطّي أي سبب للخلاف بينهم.
وختم: ندعو العقلاء في هذه البلدة الكريمة والمنطقة المتضامنة أيضاً لرأب الصدع بين الأخوة والجيران. فالاعتداء وصمة عار علينا جميعاً، ولا ينبغي أن يبقى بلا ترفّع وتسامٍ وإنصاف.