خليل إسماعيل رمّال
١– قضية فلسطين ليست قضية حركة أمل وحزب الله أو أي فصيل وطني أو إسلامي أو مسيحي عروبي فحسب، بل هي قضية كل الناس الشرفاء والمؤمنين بالمبادئ والقيم الإنسانية والعدالة الحقيقية. والذي تحقق في مسألة إطلاق الصواريخ المُباركة من جنوب لبنان هو شيء عظيم عنوانه توحُّد ووحدة الساحات العربية من أجل القدس وقضية العرب الأولى، فلسطين، وعدم تجرؤ العدو، الذي كان لا يُقهر ويملك مفتاح الحرب والسلم معاً، أن يَغِيْر على مخيم فلسطيني واحد، كما كان يفعل سابقاً بسبب أو بلا سبب وبذريعة أو بدونها معظم الأحيان!
٢– لا نفهم كيف فكّت الصواريخ أزمة نتنياهو، وهو في خضم أزمة أكبر اليوم بعد تآكل الردع الصهيوني وتخوفه من حرب شاملة مبيدة له؟! فبعد قصف خراج القليلة والرشيدية وخطابه العنتريّ الشمشونيّ واجتماعه مع ممثل المعارضة، هو بالنهاية منبوذ من كل المعارضة ومعظم السكان الصهاينة، حسب استطلاعات الرأي، ومتى من رعاته الأميركيين!
٣– الحزب ليس حرساً لحدود كيان الاحتلال رغم الأكاذيب التي يروّج لها القوات وامثالهم، وهو كما قال تكراراً أنه ليس معنياً بإخراج العدو من أزمته عبر إعلامه بما حصل وإذا كان الحزب وراء الصواريخ أم لا كما تلتزم “إسرائيل” نفسها بالصمت المُطبِق عندما تقوم بعمليات ضد إيران ومحور المقاومة!
٤– لكن الكل يعلم وخصوصاً العدو الإسرائيلي أن لا خرطوشة تُطلَق من الجنوب من دون علم المقاومة، وبالتالي هي ليست بحاجة لإعلان ذلك رسمياً بل، كما أسلفت، تلتزم بالصمت والغموض لتزيد من كرب وحيرة وضيق العدو وتبين من التجربة الماضية للمقاومة أن هذه الطريقة من أنجح الأساليب النفسية التي تُربك تل أبيب! كانت إسرائيل في الماضي وقت وجود منظمة التحرير تُدمِّر لبنان بسبب كاتيوشا واحدة واليوم جل ما يمكنها أن تفعله هو قتل مزروعات وماشية وقرط موز مع افتراضها وادعائها (بعد تحييد حزب الله) بأن حماس أطلقت الصواريخ! لماذا؟ بسبب سياسة ردع هذه المقاومة العظيمة التي صنعت المُعجزات ولا يمكن لإعلامي أو غيره حجب هذه الحقائق الساطعة لمن يريد أن يرى وليس لمن هو أعمى البصيرة!