تتطور أعراض اضطراب نهم الطعام أو الشره المرضي (البوليميا) بشكل خفي على مدى فترة زمنية أطول أو أقصر، عادةً من المراهقة، وغالباً ما تمر دون أن يلاحظها أحد. ومع ذلك، من المهم التعرّف عليها بسرعة من أجل ضمان العلاج في أقرب وقت ممكن، لتجنّب المضاعفات الخطيرة على الصحة.
اضطراب نهم الطعام: اكتشفي الأعراض في وقت مبكر
تتجلى اضطرابات الأكل الرئيسية، مثل الشره المرضي ونهم الأكل، من خلال الأعراض التي يجب تحديدها في وقت مبكر من أجل منع خطر التقدم إلى شكل مزمن وكذلك المضاعفات الجسدية، النفسية أو النفسية الاجتماعية.
يمكن أن تكون ممرضة أو طبيب الصحة المدرسية أول من يكتشف العلامات التحذيرية للاضطراب. من المهم أن يقوموا بتبليغ الأسرة بذلك. كما يسهل التشخيص المبكر من خلال العلاقة بين المريض وبيئته العائلية.
الشره المرضي: ما هي الأعراض الموحية؟
يحاول المريض بنهم الطعام التقيؤ للشعور بالراحة في المعدة
يتجلى اضطراب نهم الطعام في شكل دوافع، وتسمى أيضاً بالأزمات، والتي لا يستطيع الشخص المصاب بالنهم أن يقاومها. بشكل عام، يحدث الإفراط في تناول الطعام نتيجة الإجهاد. على الرغم من كل جهود المريض في المقاومة، ينتهي به الأمر إلى الاستسلام، والشعور بفقدان السيطرة.
تتجلى أزمة الشره المرضي من خلال سلوكيات نموذجية:
– يبدأ بحاجة مؤلمة، قهرية، لا يمكن السيطرة عليها للأكل (شغف)؛
– غالباً ما يتم ذلك خارج الوجبات وفي الخفاء؛
– خلال الأزمة، يأكل الشخص المصاب بالنهم بسرعة، دون أن يكون قادراً على التوقف، كميات كبيرة من الطعام؛
– في أغلب الأحيان، لا يتم طهي هذه الأطعمة أو تحضيرها وغالباً ما تكون عالية السعرات الحرارية (دهنية وحلوة). الهدف ليس الاستمتاع بتناول ما يريد المريض، ولكن لكي يمتلىء.
بعد الأزمة، يشعر الشخص المصاب بالنهم بالضيق والندم وكراهية الذات.
ولدى ما يقرب من نصف الحالات، يحاول المصاب بالنهم التقيؤ لمحاربة زيادة الوزن ووقف ثقل المعدة. فيشعر بالارتياح والتعب.
في بعض الأحيان، تأتي أزمة النهم مرة أخرى بعد الأزمة الأولى خلال فترة وجيزة.
بصرف النظر عن الأزمات، يحرص الشخص المصاب بالنهم على عدم زيادة الوزن: فهو يقيد نظامه الغذائي، وقد يستخدم الملينات، أو مدرات البول أو يمارس نشاطاً بدنياً مكثفاً. لذلك نادراً ما يعاني من السمنة، حتى لو كان وزنه يتقلب ببضعة كيلوغرامات في الأسبوع. ربما تودين التعرف أكثر على اضطرابات الأكل النفسية؟
تشخيص الشره المرضي
يعتمد تشخيص الشره المرضي على مجموعة من المعايير التالية:
– تكرار نوبات النهم.
– الشعور بفقدان السيطرة على تناول الطعام خلال نوبات النهم؛
– المتوسط الأسبوعي نوبة نهم واحدة على الأقل لمدة ثلاثة أشهر على الأقل؛
– الاستخدام المتكرر للسلوكيات التعويضية غير الملائمة التي تهدف إلى منع زيادة الوزن، مثل: تناول المسهلات ومدرات البول ومثبطات الشهية، القيء المتعمد، ممارسة الصيام، تمرين بدني مكثف، الاهتمام المفرط بالجسم والوزن (الخوف من زيادة الوزن، القلق بشأن المظهر الجسدي، إلخ)
أعراض الشره المرضي التي يبحث عنها الطبيب
يبحث الطبيب عن الأعراض المصاحبة، وهي:
– القلق أو الاضطرابات الاكتئابية التي قد تؤدي إلى محاولات الانتحار؛
– فقدان احترام الذات؛
– اضطرابات التعود على سلوكيات مثل استهلاك التبغ وغيرها وصعوبات التحكم في الدوافع (تشويه الذات وما إلى ذلك)؛
– اضطرابات في أداء العلاقة الزوجية؛
– فترات غير منتظمة (عسر الطمث) أو غياب (انقطاع الطمث)، حتى لو كانت المرأة شابّة ووزنها طبيعياً.
هل يمكن الشفاء من الشره المرضي؟
من الممكن علاج اضطرابات الأكل حتى لو كان التطور طويلاً ومتقلباً في كثير من الأحيان. هذا الشفاء مقترن بالعلاج المبكر، حيث يقلل المعاناة الجسدية والنفسية للمريض وأقاربه. تمنع الإدارة المبكرة أيضاً تقدم الحالة إلى شكل مزمن (تستمر الأعراض لأكثر من خمس سنوات) بالإضافة إلى الانتكاسات أو حدوث المضاعفات. قد ترغبين بالإطلاع على سبل التعافي من اضطرابات الأكل؟
المصدر : سيدتي