محمد شريف نصور
مهلاً مهلاً.. من قال إن سورية بحاجة لأن تستجدي أو تستعطف العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، أو تبكي وتنوح على أبواب السفارات، أو المنظمات..
مهلاً مهلاً يا سادة،
لولا إرادة وقوة وصمود وتضحيات سورية شعباً وجيشاً وقيادةً، خلال الحرب الكونية، لما كانت سورية، ولما كان محيطها الجغرافي.
الرئاسات الثلاث في العراق أو غيرها من الرئاسات، يقول أبناء بلدانهم إنهم لا يمتلكون القرار ولن تستطيع تلك الرئاسات أن تقدم شيئاً للشعب السوري، لأنه لا خير فيها لشعوبها؛ بدليل، أن سورية عندما حضرت مؤتمر وزراء الطاقة العرب الأوابك وكانت رئيسة هذه الدورة التاسعة بعد المئة، لم يتم اتخاذ أي إجراء فعلي لا من أي وزير طاقة عربي أومن أية جهة رئاسية عربية للتخفيف من أزمة ومعاناة إمداد سورية بالمشتقات النفطية.
والكل يا سادة، يخشى وزراء الطاقة العرب، وحكوماتهم، والرئاسات العربية، عدم الالتزام بما يُسمّى قانون العقوبات والحصار التي فرضتها دولة الإرهاب العالمية أميركا، على الشعب السوري.
لكن يا سادة، عندما وقعت الواقعة وتم احتلال العراق عام 2003، لم تنتظر سورية من مثقفيها أو مؤتمراتها او شعبها أن يخاطب الرئاسات السورية أو الرئيس السوري،
لأن الرئيس السوري والشعب السوري يعرف واجبه تجاه أشقائه، وفتحت سورية الأبواب على مصراعيها لأهلنا من العراق الشقيق..
وكذا فعلنا يوم العدوان الصهيوني على لبنان، ولم تنتظر سورية بيانات وخطابات من أبناء الشعب السوداني عندما وقعت الأحداث والانقلابات العسكرية من جعفر النميري إلى سوار الذهب الى البشير، ولم تنتظر سورية من مؤتمرات وخطابات ابناء الصومال، ولا في اليمن، حتى نفتح لهم الأبواب، بل كنا في سورية وحدة الأمة العربية التي عشناها بيننا، ولم ننتظر كتابات وخطابات وبيانات أبناء الأردن عندما عطش أبناء الأردن، واحتاج الى المياه، فكان قرار سورية، قرار القائد حافظ الأسد بتزويد الأشقاء في الأردن كل ما يحتاجونه من ماء،
لم تكن ولن تكون سورية شعباً وجيشاً وقيادة هي رهن الموقف الغربية والصهيونية والأميركية.
والسؤال المطروح الآن،
ما الذي يمنع الرئاسات العربية في العراق وغيرها من تزويد الشعب السوري بالنفط ونحن نعرف أن في العراق يقوم حكام أربيل بإرسال النفط العراقي الى قوات الاحتلال الأميركي والكيان الصهيوني؟
إن أبناء الشعب العراقي يعرفون أن حكام بغداد وأربيل لا ينامون بلا عشاءً، ألماً تضامناً مع فقراء الشعب العراقي، فكيف سيقدمون النفط لملايين الشعب السوري؟
وهنا علينا الفصل والتفريق بين أبناء المقاومة العراقية الباسلة وحشدها الشعبي الذي نتشارك فيه التضحيات في مواجهة الإرهاب وبين الرئاسات التي لا تملك قراراً وعلينا كأبناء سورية أولاً. او شخصيات عربية عدم استجداء العطف والانحناء لتحقيق مكاسب لا نريدها ونرفض أن تكون على حساب المواقف والمبادئ والتضحيات التي لو قبلت سورية التنازل عنها عندما طلب تنفيذها كولن باول عام 2003 لما حدث ما حدث في سورية.
سورية صاحبة القرار الحر النابع من المصلحتين الوطنية والقومية، وليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية والحكام الذين تتلاعب بهم وتضعهم هنا وهناك ولا يمتلكون قراراً لمصلحة شعوبهم قبل شعب سورية.
وبالمقابل، لا نقلل من شأن كل خطوة أو موقف عربي فهذه المشاعر محل احترام وتقدير، ولا ننكر مشاركاتهم عبر وسائل الإعلام في فضح المؤامرة الكونية على سورية، ودورهم في تغيير المزاج العام وصناعة رأي عام مقاوم في مواجهة الفكر التكفيري والتضليل وتزييف الحقائق، لكن، بقي حكام العراق والأردن ومصر وتونس والمغرب والخليج ينتظرون مصير سورية ويتلقون الأوامر للتحرّك باتجاه سورية.
عذراً يا سادة، إن سورية تبقى عزيزة النفس وأبيّة،
وأن الرهان هو على سورية شعباً وجيشاً وقائداً، بكسر القيد وفك الحصار وتحقيق النصر وإعادة الإعمار،
دمشق في 15 /1/2023