تبدو علاقة الأسطورة زين الدين زيدان بريال مدريد، في أوجها، رغم بعض التوترات التي شابتها، عقب استقالة المدرب الفرنسي من منصبه بنهاية موسم 2020-2021.
عاش زيدان أفضل سنوات مسيرته الكروية مع ريال مدريد، كلاعب عندما سجل له هدفا خرافيا في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2002 في مرمى باير ليفركوزن، أو كمدرب عندما قاده لإحراز اللقب القاري 3 مرات متتالية.
هذه الأيام، يبتعد زيدان عن عالم كرة القدم، في استراحة طالت كثيرا، ودائما ما تظهر شائعات بين الحين والآخر، حول إمكانية عودته إلى التدريب، سواء مع باريس سن جيرمان ومانشستر يونايتد، أو مع المنتخب الفرنسي.
ومع استقرار يونايتد تحت قيادة مدربه الهولندي إريك تين هاج، واستقرار باريس سان جيرمان على كريستوف جالتييه، إضافة إلى تمديد ديدييه ديشامب عقده مع المنتخب الفرنسي حتى 2026، لا يبدو النجم الجزائري الأصل، قريبا من عودته المنتظره.
لكن ريال مدريد يحاول دائما الحفاظ على علاقته مع أساطيره، إذ حل زيدان ضيفا هذا الموسم على سانتياجو برنابيو، ليشارك في احتفالية فوز مواطنه كريم بنزيما بجائزة الكرة الذهبية.
وعاد ريال مدريد قبل أيام ليشهر سيف الدفاع عن زيدان في وجه تصريحات رئيس الاتحاد الفرنسي الموقوف نويل لو جريه، التي ازدرى فيها بطل كأس العالم 1998، عندما سئل عن موقفه من إمكانية استلامه تدريب فرنسا مستقبلا.
هذه التحركات الذكية دفعت الصحف المدريدية على وجه التحديد للتكهن حول إمكانية استلام زيدان تدريب ريال مدريد، للمرة الثالثة في مسيرته.
وتشير وسائل الإعلام في مدريد، إلى أن مدرب الفريق الحالي كارلو أنشيلوتي، ورغم الشعبية الجارفة التي يتمتع بها بين لاعبيه، لا يبدو في مأمن بمنصبه، خصوصا إذا ساءت نتائج الفريق هذا الموسم، ولم يتمكن “الميرينجي” من الصعود إلى منصات التتويج.
ويقف “دون كارليتو” أمام تحد مهم مساء الأحد، عندما يقود ريال مدريد لمواجهة غريمه التقليدي برشلونة، في نهائي مسابقة كأس السوبر الإسباني المقامة في السعودية، حيث يأمل المدرب الإيطالي المحنك، في أن يحرز فريقه اللقب، ليستفيد من الدفعة المعنوية التي سيقدمها هذا الإنجاز له حتى نهاية الموسم، تماما كما حدث في الموسم الماضي، عندما فاز باللقب على الأراضي السعودية، قبل أن يحرز ثنائية الدوري الإسباني ودوري الأبطال في موسم استثنائي.
أما الخسارة فستضع أنشيلوتي في موقف حرج، لا سيما عقب خسارة ريال مدريد مباراته الأخيرة بالليجا أمام فياريال مدريد، مما جعله يتخلف في المركز الثاني على سلم الترتيب وراء برشلونة، علما بأن الفريق الملكي، سيواجه ليفربول في ثمن نهائي دوري الأبطال الشهر المقبل.
أنشيلوتي مطالب بالسير على نهج الموسم الماضي، وقد يكون هذا سلاحه الوحيد للحفاظ على منصبه، خصوصا أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز لا يتردد إطلاقا في تطبيق التغييرات، بغض النظر عن إنجازات الغير، وإقالته للمدرب فيسنتي دل بوسكي بعد نيل الفريق لقب الدوري المحلي، بحجة تجديد الفريق بمدرب عصري في شخص البرتغالي كارلوس كيروش.
مهما كانت نوايا بيريز ابتداء من نهائي كأس السوبر، فإن زيدان سيترقب، في وقت سيشعر به كعادته أنشيلوتي بحمل ثقيل، أداره بنجاح في الموسم الماضي، عندما تجاوز الحاجز تلو الآخر، قبل إحراز لقب دوري أبطال أوروبا الـ 14 بطريقة دراماتيكية.
المصدر : الكوورة