**من الخياطة إلى التصميم والأقرب إلى قلبي تصميم فساتين الأعراس
**جبران خليل جبران أهم شخصية ثقافية أثرت في نفسي لأنه يكتب من الأعماق وفي الأعماق
**وأريد للنساء التقدّم أكثر وأكثر ولبعض الرجال المزيد من التوعية والثقافة والانفتاح
تقديم هاني سليمان الحلبي
كانت إدارة منصة حرمون أعلنت عن برنامج “مقابلات 2025-2026” في مواكبة لمئوية الثورة السورية الكبرى، وزاد البرنامج غنًى بالتوأمة التي انعقدت مع مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، في السويداء، منذ سنتين، لمواكبة هذه المئوية التي تأبى إلا أن تعمّدها الدماء والنار، لتأكيد طابعها وهويتها القومية والوطنية، وأجريت عشرات المقابلات سيكون لها إنْ شاء الله حظٌّ بنشرٍ في كتاب مستقل.
في هذه المقابلة، تتحدّث السيّدة المصمّمة نجاح مهنا القضماني، معرّفة عن نفسها وتجربتها المهنية، وكيفية تطوير هواياتها التي انطلقت من الرسم والخياطة إلى التصميم، بخاصة تصميم فساتين الأعراس، تقول إنها أقرب إلى روحها ونفسها “تصمّم في النهار وتطبّق في الليل”، إلى جانب تربية أبنائها وبناتها. تدعو مهنا إلى حرية المرأة المسؤولة، اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، لأنها قادرة على “أن تهزّ السرير بيمناها، وتستطيع أن تهزّ العالم بيسراها”. ورأت أن جبران هو أهم شخصية ثقافية أثرت في نفسها لأنه “يكتب من الأعماق وفي الأعماق”.
حوار عفويّ وشفاف وشيّق، جدير بالقراءة عن تجربة سيدة مجتمع مكافحة ومعطية ولا توفر فرصة لتطوّر نفسها وثقافتها بلا انقطاع..
تنسيق وإعداد فادية رياض الجرماني
وأجابت المصممة السيدة نجاح مهنا القضماني عن سؤال “حبذا تعريف زوار منصة حرمون إليك؟”، “أنا نجاح مهنا من مواليد بيروت، مقيمة في راشيا الوادي، وتعلمتُ في مدارسها حتى المرحلة الثانوية”، وتابعت متحدّثة إلى “حرمون” “وبعدها ذهبتُ إلى بيروت وتعلّمتُ فن التفصيل والخياطة وأصبحت أصمّم الأزياء بإتقان مشهود. وفي مرحلة تالية فضّلت التصميم وكانت تصميماتي تلقى الاستسحان والتشجيع ولاقت راوجاً جيداً”.
وعن “أبرز هواياتك وما يميّز شخصيتك وأسلوبك في الحياة؟، قالت إن منها “الرسم والشعر والأشغال اليدوية بجميع أنواعها”.
وبينما كان جوابها على سؤال “ما هي القيم والمبادئ التي تؤمنين بها وتدافعين عنها؟”، أن “أهمّ المبادئ الأساسيّة عندي هو الصدق والالتزام ودعم المرأة في التعليم والعمل”، رأت أن علاقتها بالكتابة والقراءة علاقة حب وشراكة حياة، ولكنّي أفضل الكتابة وهي الأقرب إلى نفسي، بما توفر لي من طريقة كاشفة لآرائي وموضحة أفكاري في الحياة، والكتابة عندي عادة هي استبطان لجوارحي ونفسي، أراقبها وأحاول إصلاحها بكشف بواطنها وإفراغ ما يجيش في قلبي من شجون”.
وقالت المصممة مهنا عن “كيف بدأت مع فن التصميم والخياطة؟ ولماذا اخترت هذا المجال؟”، “اخترتُ هذا المجال لأنه من هواياتي وأنا أؤمن بأن الأيدي تستطيع أن تعمل كل شيء يمكن تراه العين وتتخيّله المخيّلة. فلا مستحيل في قاموسي”.
وعن “من هم الفنانون وأهل الثقافة الذين تأثرت بهم؟ ولماذا؟”، أكدت بقولها “أنا من عشاق جبران خليل جبران لأنّه يتكلم من الأعماق وفي الأعماق فكراً وصورة ومعنًى، وأسست لروح الشباب التي وحدها نعوّل عليها في التغيير والإصلاح والثورة على كل ما هو بالٍ ورثٍّ في حياتنا ومجتمعنا”.
وأضافت مهنا عن “كيف بدأت مع فن التصميم والخياطة؟ ولماذا اخترت هذا المجال؟”، “أرسم التصميم بكل محبة وإيمان بأنه الأجمل وعند التطبيق أعمل في الليل حتى ساعات الصباح، وأقرب التصاميم إلى قلبي هي فساتين الأعراس، لأنها وثيقة حب تجمع قلبي وتؤلف بين روحين لإقامة أسرة في كنف الدفء والأمان”.
وعن محطات حياتها العمليّة أضافت “بعدها بدأتُ بدورات عدة وفي بعض الأحيان كان يصل عدد المشتركات لـ 45 مشتركة. وطبعاً كانت الدورات التدريبية ناجحة وغالبية المشتركات عملن في هذه المهنة وكنّ ناجحات”.

وجواباً على سؤال “هل تعتقدين بان التقدّم العلمي خدم التصميم أو أعاقه؟ لماذا؟ وكيف؟”، ردّت أم ربيع “التقدّم العلميّ أفادني في الاطلاع على المجلات الأجنبية ولكن الهواية هي الأهم في هذا المجال”.
وعن سؤال “هل أنت مع حرية المرأة، واستقلالها اجتماعياً، اقتصادياً، وسياسياً؟”، شددت على “طبعاً أنا مع حرية المرأة واستقلالها على كافة المستويات لأن عملي لم يؤثر على تربية أسرتي المؤلفة من ستة أولاد. كان النهار لهم أما الليل فللخياطة. والحمدالله جميعهم تعلّموا وأتقنوا مهناً ونالوا وظائف ولهم مكانتهم في المجتمع”.
وقالت حول “كيف تقيمين وضع المرأة في بلادنا من الناحية الثقافية والتعليمية والتوعوية؟؟ وكيف ترين لنا نظرة الرجل إليها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا؟ وكيف تحبين أن يعامل الرجل المرأة بشكل عام؟”، “شعبنا شعب متحضّر ولو يوجد عندنا بعض الأحيان وفي بعض الأوساط وبعض الحالات ثمّة معاناة للإناث، ولكنها أقليّة، بشكل عام، وهذا يعني أن في شعبنا رجالاً معوّقين ومعقّدين في علاقتهم بالمرأة وأنا ضدهم. فالرجل الذي لا يحترم المرأة لا يحترم أمه ولا أخته ولا ابنته. إنه رجل نرجسيّ وهو مريض نفسيّ أكيد أكيد “.
ونوّهت بتاريخ المرأة في بلادنا التي قدمت نماذج أليسار، وشميرام، وزنوبيا، والست نسب، وغيرهنّ من أعلام القيادة والبطولة ومواقف العز على مر التاريخ، شدّدت على أن “المرأة في بلادنا تستطيع أن تهزّ السرير بيمناها، وتستطيع أن تهزّ العالم بيسراها”.
واختتمت السيدة المصمّمة نجاح مهنا القضماني بكلمة أخيرة عبر منصة حرمون، وإن كانت راضية، “أنا راضية بهذا التقدّم للنساء في بلدنا وأريد لهن التقدّم أكثر وأكثر ولبعض الرجال المزيد من التوعية والثقافة والانفتاح”.






























