تقديم هاني سليمان الحلبي
كانت إدارة منصة حرمون أعلنت عن برنامج “مقابلات 2025” في مواكبة لمئوية الثورة السورية الكبرى، وزاد البرنامج غنًى بالتوأمة التي انعقدت مع مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، منذ سنتين، عبر مؤسسه المهندس سميح متعب الجباعي، لمواكبة هذه المئوية التي تأبى إلا أن تعمّدها الدماء والنار، لتأكيد طابعها وهويتها القومية والوطنية، وأجريت عشرات المقابلات التي سيكون لها إنْ شاء الله حظٌّ بنشر في كتاب مستقل يجمعها بين دفتيه، زاداً للغد وللجيل الجديد.
وهذه الندوة الغنيّة التي انعقدت في قاعة مكتبة مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، لإشهار كتاب “الشعر الفصيح في موسوعة ذاكرة الثورة”، لمؤلفه الكاتب المعروف عادل نايف البعيني، أضافت للسجل الفضيّ للمركز صفحة مضيئة جديدة، تؤكد دعم المركز، بشخص مؤسسه ورعايته، للقامات والكتاب والمبدعين، لإشهار كنوز تاريخنا وقمم عطاءاتنا وإنجازات آبائنا وأجدادانا الذين غمطهم معظم المؤرخين والحكام حقوقهم المكتسبة، الممهورة بفيض الأرواح وشلال الدماء والمهج في سبيل الوطن وسيادة البلاد لعز الشعب والعبأد، تحدّث فيها المؤلف الأستاذ عادل البعيني عن المكرم الرئيسي الدكتور عبدي صياح الأطرش سيخ المتطوعين السوريين وطبيب الفقراء وبلسم الموجوعين طيلة عقود عطائه التي نافت عن نصف قرن من الزمن، وتحدّث عن الكتاب موضوع الإشهار الدكتور نايف حسين شقير، وختم حديثه الأثير ببلسم من الشعر للأمير عادل أرسلان وللشاعر القروي رشيد سليم الخوري. ثم كانت مسك الختام فقرة تكريم لباقة من الأعلام المعطائين، في طليعتهم الدكتور عبدي الأطرش.
ميساء عبدالله أبو عاصي – السويداء
أقيمت في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون في مدينة السويداء السبت في 13/12/2025 فعالية ثقافية عن كتاب ”الشعر الفصيح في موسوعة ذاكرة الثورة” للكاتب عادل نايف البعيني، وتضمّن الحفل تكريم الدكتور عبدي الأطرش.
أبوعاصي
افتتحت الفعالية الإعلاميّة ميساء عبدالله أبوعاصي وقالت: “يسعد صباحكم جميعاً، يا أهلاً ومرحباً بكل من جاء إلينا اليوم من الضيوف لمركز سميح للتنمية والثقافة والفنون. نتوجّه بالشكر لموقع ومجلة حرمون بشخص الكاتب والناشر الإعلامي هاني سليمان الحلبي لتغطيته هذه الفعالية.
الجباعي
قدّم الكلمة الترحيبية السيد إسماعيل الجباعي، فقال: “أهلاً وسهلاً بالحضور الكريم، أهلاً وسهلاً بكم في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون. هذا المركز الذي يُعدّ لإقامة نشاطاتكم وفعالياتكم، من خلال حضوركم في هذا المركز العلمي المعرفي الذي أصبح يزداد ألقاً وصفاء بوجودكم. فبوجودكم يكون الشموخ، يكون الكبرياء والصفاء في مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون، وأنقل أسمى تحيات المهندس سميح متعب الجباعي إليكم من حدائق ڤيينا الغناء إلى قلب محافظة السويداء إلى مدينة البازلت الصخرة الأقوى.
البعيني
وتحدث الأستاذ عادل البعيني عن المكرم الدكتور عبدي الأطرش، لمناسبة إصدار كتابه الهام “محطّات تطوّعية في مسيرتي الإنسانية”.
فتحت هذا العنوان الكبير، تطلّ علينا قامةٌ كبيرة نكبرُ فيها، وبعطاءاتها التي تُعدّ ولا تُحصى، تحت هذا العنوان نلتقي اليوم مع الدكتور الإنسان عبدي صياح الأطرش، لنغوص معاً في بحر حياته التي نذرها للعمل التطوّعي الإنساني، في رحاب عمله التطوّعي في صفوف الهيئة العامة لفرع الهلال بالسويداء، ولجنته النسائية.
لقد دأب مركز سميح للتنمية والثقافة منذ انطلاقته الأولى، على تكريم القامات النضالية، وذكر عطاءاتها من قادةٍ كبارٍ وثوارٍ مجاهدين، واستقدام أدباء وشعراء ومفكّرين لتقديم محاضرات وأماسي متنوّعة وفعاليات اجتماعية. وفي هذه الفعالية، نتوجّه والمركز بالتكريم لرجالٍ نذروا أنفسهم للعمل الإنساني التطوّعي، ومنهم الدكتور عبدي صياح الأطرش. الذي قال عن نفسه في مقدمة كتابه المشار إليه:
” منذ أيام كنتُ على مقاعد الدراسة كانت تنبض في عروقي نبضات إنسانية، توّاقة لعمل الخير، وتقديم المساعدة لكلّ محتاج، واعداً بتحقيق أحلامي، وتحويلِ نبضاتي إلى لمسات دافئة تضمّد الجراح، وتبعث الخير والسعادة لكل بائس محروم”.
وعندما تخرّج الشاب وأصبح طبيبا، غدت نبضاته ومشاعره الإنسانية واقعاً ملموساً، فراح يستقبل المرضى والمراجعين له بالحفاوة والترحاب، يعاين مرضاه بكل محبة وإخلاص، باذلا ما يستطيع من عمل الخير لأهله وناسه، محتضنا أبناء قريته بالرعاية والمعاينة المجانية، حتى أنّه خصّص بإعلان على صفحة إعلامية يوماً مجّانياً في الأسبوع وهو “الجمعة” لاستقبال المرضى من الفقراء والمحتاجين.
ولد الدكتور عبدي في قرية “بكّا” عام ثمانية وثلاثين وتسعمئة وألف، وهو ابن المجاهد الكبير الشاعر صياح نايف الأطرش الملقّب “أبو المغاوير” وقد كان من الفرسان البارزين ومن قادة الثورة السورية الكبرى التي شبت عام خمسة وعشرين وتسعمئة وألف.
كبر الشاب معتزّا بوالده، وبنسبه لقائد الثورة السورية سلطان الأطرش، إنّما اعتزازُ المقتدي آثارَهم، وليس اعتزازُ الوارثِ عنهم.
في عام واحد وسبعين وتسعمئة وألف انتسب الدكتور عبدي إلى جمعية الهلال الأحمر، وفيها وجد نفسه وحياته، ووجدها فرصة ذهبية لتحقيق طموحه وحلمه الإنساني بأن يكون عوناً لآلاف اليتامى والأرامل ومئات الطلاب الفقراء الذين تسنّى لهم بمتابعة تعليمهم العالي على حساب جمعية الهلال الأحمر. ولا بدّ من الإشارة بأن المحتفى به ظل رئيساً لفرع الهلال الأحمر في السويداء لسنين عديدة.
ويشير الدكتور عبدي في كتابه محطات تطوّعيّة.. إلى الدور الكبير الذي قام به بالتعاون مع الدكتور فؤاد حمزة، لتشكيل فرع للهلال الأحمر في السويداء، يلتزم بالمبادئ الأساسية للحركة الدولية، ويقوم بتقديم الخدمات الإنسانية والاجتماعية والصحية والإسعافية، فقام الدكتوران عبدي وفؤاد وكافة مؤسسي الفرع بتقديم طلب إلى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، لتبدأ المسيرة الإنسانية للعمل التطوّعي عند الدكتور عبدي بوتيرة عالية، فكان منجدَ المستغيثين، وملبي طلبَ المحتاجين، حتى غدت عيادته، ومقرّ الهلال الأحمر توأماً واحداً للسعي لزرع بذور الفرح والصحة في قلوب المحتاجين والمحرومين.
وبعد خمسة وثلاثين عاماً من العمل في عيادته الطبية، ترجّل عن سرجها، ليمتطي متن الهلال الأحمر العربي السوري، متفرّغًا للعمل فيه وإدارة مجالس إدارته في دمشق والسويداء. وكانت غايته القصوى تقديم المساعدة والمكاسب للمحتاجين، وتلبية احتياجات البؤساء منهم، وكان صُلباً في مواجهة الأحداث الناجمة سواء عن الكوارث الطبيعية، أو الصنعيّة بأسلوب حازم وبمصداقية صادقة.
بعد كلّ هذه السيرة العطرة يقول في مقدمة كتابه محطات تطوّعية في مسيرتي الإنسانية:
” ورغم كل ذلك، وبحمد الله كنتُ وما زلت عضواً فاعلاً في مدارج المنظمة، وفي أحضان الفرع طيلة التسعةِ والأربعين عاماً، حائزاً على محبة المواطنين المعطائين، وعلى ثقة الهيئة العامة، التي كانت دوماً تتكرّم عليّ بالرقم الأعلى من أصواتها الانتخابية، وما زالت تحيطني بالدعاء الصادق، وتغمرني بالحبّ الدافئ”.
إلى أن يختم مقدّمته الجميلة، بكلمات تنم على الأمل والطموح، وتدعو للمثابرة والعطاء في طريق العمل الإنساني الذي سار عليه، ولم يتوقف حتى الآن يقول:
”لن أقول وداعاً، بل سأقول: لقاءً في صفوف الهيئة العامة لفرع الهلال الأحمر العربي السوري في السويداء، وفي اللجنة الاستشارية.
وافتخاراً بلقبين: عميد المتطوّعين السوريين، والأب الروحي للشباب المتطوّعين.
وعناقاً لمنظمة الهلال الأحمر بدمشق وفرعها بالسويداء. وامتطاءً لصهوة الكتابة والتاريخ.”
وإذا جئنا لمسيرته الإنسانية في العمل التطوّعي، فسيدهشنا هذا الكمّ الكبير من المحطات التطوّعية، التي واكبت حياته، وكانت المشعل الذي أضاء جوانب شخصيته الإنسانية، فالمحتفى به الدكتور عبدي ما كان يوماً إلا منصفاً لمن كان يتشارك معهم النشاطات التطوّعية، فبعد أن بدأ عمله في صفوف الهلال وفي هيئته الإدارية، راح يتنقل بعمله من نائب رئيس مجلس الإدارة إلى أمين سرها أو عضو دون مسؤولية لأن ينتقص ذلك من نشاطه، أو يحد من اندفاعه، إلى أن كان له شرف ترأس مجلس الإدارة بدءاً من المجلس الإداري العاشر، وحفاظاً على الأمانة للسلف كان لا بد له من الإشادة بمن ترأس قبله مجلس إدارة الهلال حيث يقول في كتابه:
”ولا يسعني في هذا المجال، إلاّ إلقاء الضوء على من سبقني بهذه المهمة القيادية، وهما مديرا صحة السويداء اللذان كانا من المؤسسين في الهلال الأحمر، فالرئيس الأول للفرع الدكتور نزار ملحس…”
أما الرئيس الثاني وهو الذي أعقب الدكتور نزار ملحس بعد وفاته، فهو المرحوم الدكتور جميل الفقيه، فيشيد المحتفى به وبصفاته الكريمة، وعطاءاته ودعمه وتفانيه في تقديم الخدمات للهلال الأحمر.
هكذا هم النبلاء، لا ينسون فضل من تبوّؤا سدة الرئاسة قبله، بل جاء على ذكرهم مشيداً وشاكراً، وتلك ميزة يفتقر لها الكثيرون ممن تسنّموا مناصب، وأنكروا تجنّيا على أعمال من سبقوهم.
شقير
وتحدّث الدكتور نايف شقير عن محتوى الكتاب واختار بعضاً من الأبيات للشاعر عادل ارسلان:
في مهمهٍ قفر كأنّ السماء لم
تروه بالقطر من عهد نوحْ
إنسانهُ ضبّ وأشجاره شيح
وأصواتُ التغنّي فحيحْ
ينوح فيه الذئبُ مستوحشاً
وارحمتا للذئب فيما ينوحْ
وعصبة عرباءْ فوقَ الثرى
لكنّها من مجدها في صروحْ
ومن الشاعر رشيد سليم الخوري:
لمن المآدبُ حولها الأضيافُ
وعلام هذا البذح والإسرافُ
ومن الملوك الفاتحون بأرضكم
يسعى عليهم بالطلا ويطافُ
والله ما ظفرت يداي بلقمة
وإلا عراني خاطرٌ رجّافُ
وتمثلت لي في المضارب صبيةٌ
خمضُ البطونِ كأنّهم أطيافُ
ومن أراد المزيد الرجوع إلى الكتاب في إصدارات مركز سميح للتنمية والثقافة والفنون.
فقرة التكريم
وكانت مسك الختام فقرة تكريم الدكتور عبدي الأطرش.
وتكريم باقة من الأعلام بإهدائهم نسخاً من الكتاب “الشعر الفصيح في موسوعة ذاكرة الثورة” للكاتب عادل نايف البعيني، المعقودة الندوة لإشهاره، ومنهم :
– الدكتورة شريفة الصالح.
- الدكتورة رحاب صافي.
- الدكتور نايف شقير.
- المهندس وليد شقير.
- السيد مؤيد فياض.
- السيد عدنان ابو راس.
- الأستاذة رويدة الحجلي.
- الأستاذ رياض الحسين.
- الأستاذ سامي ابو إسماعيل.
- الأستاذ صلاح الشوفي.
- الأستاذ عماد الاطرش.
- الشيخ ابو خلدون عاهد خضر.
- السيد ابو يزن سعيد صعب.

































































