احتفل “المعهد العربي للمرأة (AiW)” في الجامعة اللبنانية – الأميركية (LAU)، ضمن أنشطته لمناسبة الذكرى الـ 50 لتأسيسه، بإطلاق العدد الخاص من مجلة “الرائدة” بنسختين إلكترونية وورقية، باللغتين الانكليزية والعربية. إضافة الى نشر الكتاب الالكتروني “ذاكرتنا النسوية”، الذي يسلّط الضوء على كفاح وإنجازات نحو 35 امرأة من قطاعات مختلفة، ضمن إطار منحة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “النساء في القيادة”.
حضر الاحتفال الذي أُقيم في حرم بيروت الجامعي كل من نائب الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) ثائر الشريده، الممثلة المفوَّضة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان جيلان المسيري، رئيس الجامعة الدكتور شوقي عبد الله، عميد كلية الآداب والعلوم الدكتور حيدر هرمناني، والمديرة التنفيذية لـ (AiW) ميريام صفير، ومهتمون واساتذة وطلاب.
وألقى رئيس الجامعة كلمة توجه فيها بالترحيب الى الحضور في (LAU) معتبرًا وجودهم في الحتفال ” تذكير بأن المساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية يمكن تحقيقها بالعمل الجماعي المشترك”. و لفت إلى أنه “على مدى نصف قرن ساهم المعهد العربي للمرأة في دعم أجيال من النساء في جميع أنحاء لبنان والمنطقة كما وشكّلت مجلة “الرائدة” منذ انطلاقتها العام 1976، منصة متقدمة للبحوث والدراسات النسوية في العالم العربي، قبل أن تتجذّر المصطلحات العالمية لدراسات النوع الاجتماعي بوقت طويل”.
وأعرب الدكتور عبدالله عن الامتنان الخاص لشركاء “المعهد” والجامعة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وحكومة كندا، على الثقة التي منحوها للجامعة من خلال دعمهم، الذي يتجاوز المساهمات المالية، الى الاستثمار في تمكين أهمّ قوة في المجتمع ألا وهي المرأة.
وقال: “نفخر بكوننا من أوائل المؤسسات في المنطقة التي كرّست جهودها لتعليم المرأة وقيادتها وحقوقها. وفي ظلّ التحديات الاجتماعية والاقتصادية العميقة التي يواجهها لبنان، يُصبح عمل (AiW) أكثر أهمية من أي وقت مضى”. وخلص آملًا أن يتعزز التعاون أكثر فأكثر لتوسيع نطاق الأبحاث، وتعميق المشاركة المجتمعية، وضمان أن يكون مسار لبنان المستقبلي مبنيًّا على المساواة وتكافؤ الفرص.
وتحدّث نائب الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي (UNDP) ثائر الشريده شاكرًا (LAU) و(AiW) على شراكتهما وريادتهما على مدار عقود طويلة، وانهما بذلتا جهدًا لتوثيق تجارب النساء وتحدي السرديات السائدة، وضمان الحفاظ على المعرفة النسوية. واعتبر ان الحفل هو تكريم استثنائي لعدد لا يُحصى من النساء، اللواتي ساهمت شجاعتهن ومساهماتهن في تشكيل المنطقة التي نعرفها اليوم، وان العدد الجديد من مجلة “الرائدة” يعكس هذا الإرث ببراعة. ورأى ان كتاب “ذاكرتنا النسوية” يعيد إحياء قصص رائدات لبنانيات تلهمنا إنجازاتهن. وشدّد على انه لا يمكن تحقيق تقدّم من دون مساواة بين الجنسين. وانه عندما تقود المرأة، تنمو المجتمعات وتقوى وتتقدم. ورأى ان هناك الكثير مما يجب انجازه وأن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تؤثر على لبنان تُلحق الضرر الأكبر بالنساء والفتيات.
وتحدثت وعرضت جيلان المسيري الممثلة المفوَّضة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان في كلمتها للـ “المعهد” ودوره في تعزيز البحث العلمي النسوي، وتطوير السياسات، والدعوة إلى المساواة بين الجنسين في لبنان والمنطقة. ورأت ان مجلة “الرائدة” إحدى أكثر المنشورات النسوية تأثيرًا في المنطقة العربية على مدى عقود، ما وفر منصةً أساسيةً لإنتاج المعرفة وإثراء البحث النسوي. واعتبرت ان ما تقوم به المجلة يعكس جوهر مهمة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، المتمثل في دعم وتحفيز صنع السياسات المراعية لمنظور النوع الاجتماعي، وتعزيز المناصرة التي تعالج أوجه عدم المساواة من جذورها. واشادت بـ “المعهد العربي للمرأة”، على التزامهِ الراسخ على مدى العقود الماضية بالنهوض بإنتاج المعرفة النسوية والعمل كمنارة إقليمية للمساواة بين الجنسين.
وكانت كلمة “الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية” والقتها ناتالي زعرور امينة سر الهيئة التي عرضت لتركيبة الهيئة وآلية عملها منذ انشائها بموجب القانون رقم 720 لعام 1998. وشرحت ان مهمة الهيئة هي استشارية، تنسيقية، تنفيذية. وهي اطلقت رسميًّا في 14 تشرين الثاني 2023، برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، الاستراتيجية الوطنية للمرأة في لبنان 2022 و2030 وعنوانها العدالة، تكافؤ الفرص، المشاركة، والقيادة. واستعرضت كيف تعمل الهيئة الى جانب الوزارات، وقوى الأمن، والجمعيات، والمنظمات غير الحكومية، والأحزاب، والجامعات، والمؤسسات الإعلامية، والمنظمات المحلية والدولية، بشكل مشترك وتعاوني، مع مجلس حقوق الإنسان في مجتمع تتساوى فيه المرأة والرجل في الحقوق والواجبات، من خلال اعتماد خمسة أهداف رئيسية: أولًا، رفض العنف ضد المرأة والفتاة، ثانيًا، إمتلاك المرأة لقدرات شخصية وعلمية واقتصادية واجتماعية. ثالثًا،تولي المرأة مناصب قيادية في المؤسسات السياسية والإدارية والاقتصادية والأمنية والدفاعية، ومشاركتها في صياغة الإصلاحات التنموية وتنفيذها. رابعًا، مبدأ المساواة بين المرأة والرجل قائم على القانون والتشريعات والسياسات والإدارات. خامسًا، حقوق المرأة مبنية على مبادئ حقوق الإنسان للرجال والنساء.
والقت عريفة الاحتفال المديرة التنفيذية لـ “المعهد” ميريام صفير كلمة عرضت فيها لإنطلاقة المجلة العام 1976 وتاريخها على مر السنين، والتزامها قضايا المرأة اللبنانية والعربية المختلفة. كما وأشادت بالمديرة الراحلة منى خلف التي بدأت العمل على الكتاب الالكتروني ولم تستطع اكماله بسبب وفاتها المفاجئ. لذا يقوم المعهد وتكريمًا لها بإنجاز الكتاب وإطلاقه. واعتبرت فيها ان اهمية الحفل تنبع من إطلاق منتجين يُبرزان التزام (AiW) بإنتاج المعرفة، والربط بين الأوساط الأكاديمية والنشاط السياسي لإحداث التغيير. وشكرت المانحين: برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيئة الأمم المتحدة للمرأة وحكومة كندا، على تعاونهم في مجالات عدة لتسليط الضوء على القيادات النسائية في مختلف المجالات وتوثيق نجاحاتها وضمان تفاعلها مع قطاعات المجتمع المدني.
وكانت طاولة نقاش وحوار ادارتها صفير وتحدث فيها على التوالي، كل من: العميدة السابقة لكلية الفنون والعلوم في LAU الدكتورة سميرة أغاسي، مديرة “المعهد” سابقًا ومديرة إقليمية في منظمة “المساواة الآن” الدكتورة ديما دبوس، مديرة ومستشارة لمشاريع تغير المناخ التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في وزارة البيئة اللبنانية ليا قاعي، الخبيرة في مجال النفط والغاز لوري هايتيان، مديرة المعهد العربي للفنون وأستاذة مشاركة في الفن والتصميم في LAU الدكتورة ياسمين نشابة طعان، الأستاذ المساعد في الكتابة الإبداعية في LAU الدكتور سليمان الحاج .














