شاركت الشاعرة اللبنانية ماجدة داغر، في الدورة الثامنة من مهرجان FeminİSTANBUL الدولي للشعر النسائي، الذي اختتم فعالياته أخيراً في مدينة إسطنبول التركية. ويعتبر هذا المهرجان من أهم المنصات العالمية المخصصة للاحتفاء بالشعر النسائي وقضايا المرأة.
أقيم المهرجان برعاية بلدية “كارتال” وإدارة وتنظيم الدكتورة هلال كرهان، الطبيبة، الشاعرة، والناشطة البارزة في مجال الشعر النسائي والدفاع عن حقوق المرأة. وقد شكّل هذا الحدث تجمعاً فريداً لأبرز الأصوات الشعرية النسائية من مختلف أنحاء العالم، ضمّ شاعرات من تركيا، أذربيجان، إيطاليا، إيران، أفغانستان، نيوزيلاندا، فيتنام _ أستراليا، قبرص، هنغاريا، كردستان، ولبنان.
وفي تصريح لها، أعربت داغر عن فخرها العميق “بتمثيل لبنان في هذا المحفل العالمي”، مؤكدة “دور الشعر كجسر للتواصل الإنساني ونافذة للتعبير عن القضايا المصيرية”.
توزعت فعاليات المهرجان على موقعين مرموقين، ما أضفى عليها بعدا ثقافيا وأكاديميا لافتا، حيث انطلق اليوم الأول في المركز الثقافي المركزي التابع لبلدية كارتال، وسط تفاعل جماهيري واسع، بينما انتقلت فعاليات اليوم الثاني إلى رحاب جامعة يديتيبه (Yeditepe University)، لتمزج بين الحضور الشعبي والعمق الأكاديمي، وتؤكد على أهمية الشعر كعلم وفن يُدرس ويحتفى به في المؤسسات التعليمية العليا.
حمل المهرجان، إلى جانب الاحتفال بالجماليات الشعرية، رسالة إنسانية عميقة تلامس الألم العالمي الراهن، حيث رفع شعاراً جريئاً ومؤثراً: “هل يمكننا الحديث عن الحضارة والإنسانية بعد مذبحة غزة؟”. وقد وضع هذا الشعار المهرجان في صلب النقاش الدائر حول دور الثقافة والفن في مواجهة الكوارث الإنسانية، محولاً المنصات إلى منبر للمطالبة بالعدالة والسلام.
وتعزيزاً لدور المهرجان في نشر الكلمة النسائية، تم ترجمة قصائد جميع الشاعرات المشاركات إلى اللغة التركية، وصدرت في أنطولوجيا (مختارات شعرية) خاصة من إعداد د. هلال كرهان، مما يضمن وصول إبداعاتهن إلى جمهور أوسع وتوثيق مساهماتهن في المشهد الشعري العالمي.
وتأتي مشاركة لبنان، من خلال ماجدة داغر، لتؤكد الحضور الثقافي اللبناني الفاعل، وتشدد على التزام الشاعرات اللبنانيات بالقضايا الإنسانية الكبرى. ويُرسخ هذا التنويع في أماكن إقامة المهرجان (المركز الثقافي والجامعة) مكانته كحدث يجمع بين التوعية الثقافية والتعميق الأكاديمي.














