دخلت الجزائر، في ظرف وجيز وشبه قياسي، نادي الاقتصادات الإفريقية الأكثر جاذبية للاستثمار، بعدما قفزت ثلاث مراتب دفعة واحدة لتحتل المركز السابع في تقرير “أين تستثمر في إفريقيا 2025/2026” الصادر عن مجموعة Rand Merchant Bank الجنوب إفريقية.
ويعكس هذا التقدم السريع حجم الإصلاحات الاقتصادية التي باشرتها الدولة خلال السنوات الأخيرة، والتي بدأت تجذب أنظار المستثمرين الدوليين إلى السوق الجزائرية التي تُعد من أكبر الأسواق الصاعدة في القارة.
التقرير، الذي صدر نهاية أكتوبر بالشراكة مع معهد “غوردون” لعلوم الأعمال، حلّل 31 اقتصادًا يمثلون 90% من الناتج القاري، واعتمد 20 مؤشرًا منها الأداء الاقتصادي، الاستقرار السياسي، مناخ الاستثمار، ومستوى التطور الاجتماعي. ووفق النتائج، تمكنت الجزائر من تجاوز دول مثل كينيا وتنزانيا وساحل العاج، بفضل قوة سوقها الداخلية واستراتيجيتها المتقدمة لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن المحروقات.
وبينما شهدت نصف دول القارة تقريبًا اضطرابات اقتصادية وسياسية أثرت على ترتيبها، صعدت الجزائر في توقيت حساس تميز بإعادة توجيه رؤوس الأموال الدولية وارتفاع المخاطر في عدد من الدول الإفريقية. واعتبر معدّو التقرير أن تحسن موقع الجزائر جاء نتيجة مؤشرات الاستقرار التي عززت ثقة المستثمرين، إضافة إلى الرؤية الحكومية الجديدة التي تعتمد على إصلاحات واسعة في بيئة الأعمال ومحاربة الفساد وتحديث الإطار القانوني للاستثمار.
ويُظهر التصنيف الجديد تقدّم الجزائر نحو خانة الاقتصادات “ذات الجاذبية العالية”، إلى جانب دول كبرى مثل مصر وجنوب إفريقيا، فيما حافظت دول جزرية مستقرة مثل السيشل وموريشيوس على الصدارة.
ويعد دخول الجزائر هذا النادي الضيق اعترافًا دوليًا بفاعلية الإصلاحات التي تم تنفيذها في فترة قصيرة، وبأن البلاد أصبحت وجهة واعدة لرؤوس الأموال الباحثة عن أسواق آمنة وواعدة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن هذا التطور يمثل بداية مرحلة جديدة، تتطلب مضاعفة الجهود للحفاظ على نسق التحسن في ظل المنافسة القارية والإقليمية، مؤكدين أن الجزائر، إذا واصلت تحديث بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات وجذب الاستثمار النوعي، قد تتحول خلال السنوات المقبلة إلى واحدة من أهم المراكز الاستثمارية في إفريقيا.
سهم















