احتفلت اليمن، اليوم، مع بقية دول العالم، بـ اليوم العالمي للبريد، الذي يصادف التاسع من أكتوبر من كل عام، تحت شعار: ” خدمة محلية.. نطاق عالمي”.
وبهذه المناسبة، أكد مدير عام الهيئة العامة للبريد والتوفير البريدي، عمار ناصر وهان، أن الاحتفال بهذا اليوم يمثل فرصة لتسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يؤديه البريد في خدمة المواطنين، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وأوضح أن قطاع البريد في اليمن ظل صامدًا، وواصل أداء مهامه الوطنية والمجتمعية، رغم التحديات الكبيرة التي فرضها العدوان والحصار، مشيرًا إلى أن الهيئة تسعى إلى تطوير خدماتها وتعزيز حضورها في كافة المناطق، من خلال تحديث البنية التحتية، وتوسيع نطاق الخدمات المالية والبريدية والخدمات الرقمية.
وأشار إلى أن هيئة البريد والتوفير البريدي تضم شبكة واسعة من المكاتب المنتشرة في مختلف المحافظات، يبلغ عددها أكثر من360 مكتبًا بريديًا، وأكثر من 1500 نافذة بريدية، تقدم خدمات متنوعة تشمل التوفير، وتحويل الأموال، وصرف المعاشات، وتوصيل الطرود، وخدمات الجهات الحكومية والخاصة.”
ولفت إلى أن الهيئة تعمل حاليًا على رقمنة الخدمات البريدية وتحديث الأنظمة التشغيلية، لتواكب التطورات التكنولوجية العالمية، وتعزز من الشمول المالي، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية، ما يسهم في ربط المواطن اليمني بخدمات بريدية حديثة وآمنة وموثوقة.
وأشاد بدور جميع العاملين في القطاع البريدي في اليمن، الذين يواصلون أداء واجبهم الوطني في أصعب الظروف، مؤكدًا أنهم يمثلون الركيزة الأساسية لاستمرار هذه الخدمة العامة، وأن الهيئة حريصة على تمكينهم وتوفير بيئة عمل ملائمة تسهم في تحسين الأداء العام.
ودعا وهان إلى تعزيز التعاون بين مختلف الجهات الرسمية والدولية لدعم وتطوير قطاع البريد في اليمن، بما يمكّنه من الاستمرار في أداء مهامه وتوسيع خدماته لتشمل فئات أوسع من المجتمع.
من جانبه، أشار مدير عام الخدمات البريدية، أبوبكر المالكي، إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للبريد يمثل تأكيدًا عالميًا على أهمية الخدمات البريدية في حياة الناس، مشدّدًا على أن الخدمة البريدية لم تعد مجرد وسيلة لنقل الرسائل، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من البنية الاجتماعية والاقتصادية للدول.
وأوضح المالكي أن إدارة الخدمات البريدية تنظر إلى هذه المناسبة كفرصة لتجديد الالتزام بتقديم خدمات بريدية موثوقة وآمنة، تعكس تطلعات المواطنين وتواكب التغيرات الحاصلة في عالم الاتصالات والخدمات، لافتًا إلى أن دور البريد يتسع ليشمل دعم التنمية المحلية وتعزيز التواصل بين الأفراد والمؤسسات.
وأضاف أن هذه المناسبة تدفع الجميع، لا سيما في البلدان التي تواجه تحديات كاليمن، إلى مضاعفة الجهود لتطوير قطاع البريد وجعله أكثر استجابة لاحتياجات المواطنين، وأكثر تكاملًا مع التحولات الرقمية والتطورات العالمية في تقديم الخدمات العامة.
وأكد المالكي أن العاملين في قطاع الخدمات البريدية في اليمن يشكّلون العمود الفقري لهذه المنظومة، معبرًا عن تقديره لكل من أسهم في استمرارية الخدمة، ومواصلة العمل الميداني، رغم التحديات والظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وفي هذا السياق أكدت كلمة المدير العام للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي ماساهيكو ميتوكي، بهذه المناسبة، الأهمية المتزايدة للخدمات البريدية في ربط الناس حول العالم، مشيرًا إلى أن البريد لا يزال يشكّل شريان حياة حيوي يقدّم خدمات أساسية للجميع، وفي كل مكان.
وأوضح ميتوكي أن الشبكة البريدية تُعد من أكبر شبكات الخدمات انتشارًا على مستوى العالم، حيث تضم أكثر من 600 ألف مكتب بريد، تتيح للمجتمعات في مختلف أنحاء العالم إمكانية الوصول إلى خدمات الاتصالات والتجارة والتمويل والخدمات الاجتماعية بشكل موثوق.
وأضاف أن هذه الشبكة، الممتدة من المناطق النائية إلى المدن الكبرى، تُمثل جسرًا حيويًا يربط الناس بالعالم الأوسع، مشيدًا بالجهود التي يبذلها أكثر من أربعة ملايين وستمائة ألف عامل وعاملة في القطاع البريدي بـ 192 دولة عضو، والذين يسهمون بتفانيهم في ضمان استمرار تقديم هذه الخدمات يومًا بعد يوم.
كما عبّر عن تقديره لجميع العاملين في هذا القطاع الحيوي، من المبتكرين في مراكز التطوير، إلى موظفي مراكز الفرز، وصولاً إلى من يقومون بتوصيل البريد سيرًا على الأقدام أو باستخدام وسائل النقل المختلفة.
ودعا المدير العام للمكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي إلى تعزيز التعاون والعمل المشترك لضمان استمرار تطوير الخدمات البريدية، بما يضمن وصولها بجودة عالية إلى الجميع وفي كل مكان، وربط المجتمعات المحلية بالعالم الأوسع بشكل مستدام وفعّال.