أعلن أمين بوطالبي رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير أن رفع الجزائر لمساهمتها في مجموعة بنك الاستيراد والتصدير الإفريقي، تزامنا مع انعقاد الدورة الـ38 لقمة الإتحاد الإفريقي، والتي عكست من خلالها الجزائر حضورها القوي داخل هياكل الاتحاد الإفريقي، تفتح أمامها فرصا اقتصادية واسعة، حيث أن هذا القرار لا يعزز فقط صادراتها ويوسع استثماراتها، بل يمنحها نفوذًا أكبر في رسم سياسات التمويل والتجارة البينية داخل القارة، مما يرسّخ موقعها كلاعب اقتصادي رئيسي.
ووفق البوطالبي سيمكن للشركات الجزائرية من الاستفادة من تسهيلات مالية وضمانات مصرفية، ما يسهل دخولها إلى الأسواق الإفريقية ويدعم تنافسيتها.
ويتعلق الأمر بالمرسوم الرئاسي رقم /25-69/، الموقع من طرف عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية، بتاريخ 4 فيفري الجاري، والذي يرخص المساهمة الإضافية للجزائر في رأسمال البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير في حدود 2285 سهمًا إضافيا، ووفقا للمرسوم، سيتم تمويل هذه المساهمة من أموال الخزينة العمومية، في خطوة تدعم انخراط الجزائر العميق في ديناميكيات التنمية والتكامل الاقتصادي داخل القارة.
وأكد بوطالبي أن مشاركة المركز في قمة رؤساء حكومات ودول الاتحاد الإفريقي خلال الدورة الـ38 جاءت بصفته الهيئة الثانية الموقعة مع الاتحاد الإفريقي، والتي تعمل وفق آلياته أو تسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية داخل عمق القارة، لبناء اقتصاديات قوية وتعزيز التكامل الاقتصادي وازدهار إفريقيا.
وحسب بوطالبي فإن هذه المشاركة في أديس أبابا العاصمة الأثيوبية تندرج أيضًا ضمن المؤتمر الاقتصادي الكبير، المزمع تنظيمه بتاريخ 17 فيفري بمقر الاتحاد الإفريقي، والذي سيعكس حضور كل الصناديق المالية الإفريقية، والبنوك، وهيئات الدعم الإفريقي، التي تعمل على إبراز كيفية توفير الدعم المالي لإفريقيا وخطط التنمية في المنطقة.
ويقول المتحدث: “هذا الحدث مهم جدًا، وسيكون بمشاركة البنك الإفريقي للتنمية، والبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير، وكل الهيئات المالية الكبرى”.
كما سيشارك المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير في المؤتمر الإفريقي بتاريخ 18 فيفري الجاري، بمقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية بإفريقيا، والذي سيحضره أكثر من 800 رجل أعمال إفريقي، إضافة إلى كل هيئات التنمية في القارة.
ويرى بوطالبي أن دور الجزائر في خطة التنمية الإفريقية، التي يُنظر إليها اليوم برؤية إيجابية وحيادية، خاصة بعد فوز سليمة حدادي بمنصب نائب مفوض الاتحاد الإفريقي، سيكون مفتاحًا لتفعيل التنمية بشكل أكبر لكل الدول الإفريقية.
ويعتقد بوطالبي أن انتخاب السفيرة سليمة حدادي كنائب لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي سيلعب دورًا في تعزيز التنمية الاقتصادية داخل إفريقيا، حيث ستكون هناك آليات جديدة ابتكارية للتطوير، خاصة وأن الجزائر لا تساعد بمقابل مالي، وإنما تسعى لتحقيق التكامل الاقتصادي والازدهار في القارة.
ووفق بوطالبي، فإن تموقع الجزائر في الاتحاد الإفريقي، والأمانة العامة لصناعة القرار داخله، سينعكس على التنمية في إفريقيا، إذ تمتلك الجزائر خبرة كبيرة في مجال تطوير البنى التحتية والمساهمة في العديد من القطاعات. كما أن هذا المنصب سيعكس دور الجزائر وحضورها في العمق الإفريقي، وبناء التكامل داخل القارة، وتعزيز التنمية الاقتصادية، التي لن تكون مجرد شعارات تُرفع، وإنما عمل ميداني وجهد يجب أن يُبذل، خاصة وأن القارة السمراء تمتلك العديد من الإمكانات والطاقات والبنى التحتية التي يمكن أن تعزز استغلال الموارد الطبيعية والإمكانات، خصوصًا في إطار منطقة التبادل الإفريقي الحر “زليكاف” وما تتضمنه من إعفاءات، والتي كان أمينها العام حاضرًا وسعيدًا بفوز الجزائر، وكان من أوائل المهنئين بهذا الانتصار المهم.
وفيما يخص رفع المساهمات الجزائرية في بنك الاستيراد والتصدير الإفريقي، والذي صدر مرسومه قبل أيام، يقول بوطالبي: “لا ننسى أن الجزائر فازت باحتضان المعرض الإفريقي للتجارة البينية سنة 2025، وهو معرض مهم جدًا داخل هياكل الاتحاد الإفريقي، كما انضمت الجزائر في شهر جويلية 2022 إلى البنك الإفريقي للتصدير والاستيراد، وهو بنك ديناميكي يعتمد على التنمية والتجارة البينية.
في حين أن رفع مساهمتها في هذا البنك سيساهم في ترقية صادراتنا واستثماراتنا وتجارتنا داخل العمق الإفريقي، خاصة وأن التحديات كبرى اليوم، ولذلك ساهمت الجزائر العام الماضي بشكل أكبر في البنك الإفريقي للتنمية بمليار دولار، وهي مساهمات ستزيد من حضور الجزائر داخل الكيان الإفريقي”.
المصدر- بنوك عربية