هاني سليمان الحلبي*
الأرقام التي تراكمت
في دفاتري
الكلمات التي نزفت
من محابري
الآيات التي تلامعت
في خاطري
الظلال التي تراقصت
لعينَيّ
كلها باهتة المعنى
كلها قاحلة الجنى
مع إكسيرها الدافق
في شفتيّ
نسغاً من ارجوانها
موشًّى من نعمانها.
***
أيّها الغزال الأسمر
من جبل البازلتْ
تبقى طورَ شيحان
وما زلتْ
تستطلع الروح
وهجا
تتماهى في كلّ زاوية
من مملكتي
أغنية ولحنا
وفي كل آنٍ لهجة
تُسمو بالروح بلمسة
تضاحك الحزن بهمسة
تحيي الخلايا
لتفك أقفال الرعشة
تجعل العمر أغنى من عدد
توقظ أجراس الجسد
بعد قرون صمّاء بلا وعدٍ
وحيداً
بعد عصور بكماء بلا سندٍ
***
من أنتِ
أيتها المجدّدة – المتجدّدة
في أربعين عمرِكْ
يتكوكبُ تاريخٌ مضيء
مَن أنتِ
في شباب عصرِكْ
يتلجلج وعد المجيء
متى أبني فُلْكي
وكيف أجمعُ أزواجَ كوني
وآتي إليك طوفانًا
شغفاً متوهّجا
وكلُّ الموانئِ في أربعينيّةِ شتائي
تقفلُ مراسيها بالجليد
إلا موانئَ مملكتِكْ
تبقى مضيئة
وسواريها مرتفعةً للسماءْ
ترفعُ بيارقَ النصر
لسوريانا المضرّجة بالبكاءْ
ما أجملَ الميلادْ
حين يكونُ مضمّخاً بالرجاءْ
مليئاً بالمعنى
ممتلئاً بالنعمة
يا أقدسَ الخبزَ جسدا
يا أبهى الأوطانِ بلدا
وأفضل
يا حسابَ الروح
في ميلاد فاديتي
مُجملُهُ
اثنتانِ وأربعونَ قبلة..
وأجمل.
*قصيدة هديّة في ميلاد حبيبتي فادية الجرماني الحلبي في 10-12-2024.