كشف أحمد نصار، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «أقمار» المصرية، عن مشروع جديد يُعد الأول من نوعه في العالم العربي، «الإعلانات في الفضاء»، وهي تقنية تعتمد على عرض محتوى تسويقي في مدار الأرض باستخدام شبكة ضخمة من الأقمار الصناعية الصغيرة.
وقال نصار في مقابلة مع CNN الاقتصادية، «إن هذا المشروع يهدف إلى فتح المجال للقطاع الخاص للدخول إلى صناعة الفضاء التي كانت تاريخياً حكراً على المؤسسات الحكومية الكبيرة، ما يسمح بتصميم مهمات فضائية ذات عائد اقتصادي للمجتمع».
كيف تنتقل الإعلانات إلى السماء؟
شرح نصار أن فكرة المشروع تعتمد على نشر شبكة من 350 قمراً صناعياً، ترتب في سبعة صفوف وخمسين عموداَ، لتشكل معاً «شاشة فضائية» قادرة على عرض إعلانات مرئية تمتد لعدة ثوانٍ في سماء معظم مدن العالم يومياً، في توقيت مدروس ليظهر فوق المدن الرئيسية قرابة الساعة التاسعة مساءً.
وتستخدم الأقمار تكنولوجيا توجيه دقيقة بالليزر لتوجيه الإضاءة نحو المدن المستهدفة، مع التحكم في شدة الضوء والألوان، لتكوين محتوى إعلاني يظهر على شكل رسائل أو رسوم متحركة.
تتطلب هذه التقنية دمجاً متقدماً بين أنظمة الاتصالات الفضائية، وتنسيقاً دولياً لحجز الترددات المطلوبة، إلى جانب بنية تشغيل ذكية لتوجيه الحزمة الإعلانية إلى أكثر من مدينة في الوقت ذاته.
ولتنفيذ هذه المهمة المعقدة، وقّعت «أقمار» شراكة تقنية مع وكالة الفضاء الدولية التي وفّرت بيئة تشغيلية مرنة من خلال المنطقة الحرة التابعة لها، ما يتيح تصنيع واختبار وإطلاق الأقمار من منصات متعددة.
وتبرز أهمية هذه الشراكة في تخفيض تكلفة التصنيع والتشغيل، خاصة مع الاعتماد على مكونات خفيفة الوزن وتقنيات متقدمة أصبحت متاحة مؤخراً في أسواق التكنولوجيا الفضائية، ما سهّل إدخال المكونات اللازمة وتصنيع أول دفعة من الأقمار.
الإعلانات في الفضاء.. سوق ناشئ وعوائد مليارية
يبلغ حجم سوق الإعلانات العالمي نحو تريليون دولار سنوياً، في حين تستهدف «أقمار» خلق سوق جديد للإعلانات الفضائية بقيمة تقديرية تصل إلى مليار دولار سنوياً، وتهدف الشركة إلى الاستحواذ الكامل على هذا السوق الوليد، دون الدخول في منافسة مباشرة مع الإعلانات التقليدية، بل بخلق تجربة دعائية مبتكرة وواسعة التأثير، بحسب نصار.
ورغم الإمكانيات الكبيرة، حذّر نصار من أن صناعة الفضاء تواجه تحديات أبرزها تكلفة التصنيع والإطلاق، إذ تُقدر كلفة تصنيع القمر الصناعي الواحد بمليون دولار، ما يجعل تكلفة المنظومة الكاملة نحو 350 مليون دولار.
ومع ذلك، تتوقع الشركة تحقيق عائدات تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار خلال ثلاث سنوات من تشغيل المنظومة وباستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار، مع توسيع استخدام التكنولوجيا إلى قطاعات أخرى مثل الاتصالات، ما يعزز من القيمة الاقتصادية والتقنية للمشروع.