رفاعي عنكوش
(صحافي متخصص بشؤون الشرق الأوسط وأوروبا)
نشر الصحافي الأميركي تريي ينغست، على صفحته على منصة X منشورًا عن بعض التفاصيل غير المعلنة والخاصة بلقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض وعن خطة التوسع الإسرائيلية في المنطقة وتحديدًا سورية.
وبحسب ينغست، الذي حذف منشوره في وقت لاحق، فإن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، والتي كانت مخصصة لبحث قضية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر والأردن، لم تقتصر على “وضع” قطاع غزة وسكانه فقط بعد حرب الإبادة التي دامت لأكثر من خمسة عشر شهرًا. حيث تمّ التشاور بخصوص التوسّع الإسرائيلي في سورية، بعد التوغل في القنيطرة وجبل الشيخ.
وبحسب التسريبات، بعد رفض السيسي والملك عبد الله خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين، بدأ ترامب ونتنياهو بوضع سيناريوهات للضغط على حكومتي مصر والأردن. وأحد هذه السناريوات كان التوسع على الحدود السورية الأردنية لزيادة الضغط على الحكومة الأردنية ولخدمة المخطط الإسرائيلي بالتوسع داخل سورية وضم المناطق ذات الأكثرية الدرزية.
ومنذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، قام الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عدة عمليّات للتوغل في عدد من المدن والقرى في محافظتي القنيطرة ودرعا على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية عن انهيار اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، واستقرت القوات الإسرائيلية في بعض منها لحماية أمن “إسرائيل” القومي، حسب ادعاءات الجيش والقيادة السياسية في تل أبيب.
وكان دونالد ترامب، قد أعلن عن نية الولايات المتحدة الأميركية دعم خطط لتهجير سكان قطاع غزة الى مصر والأردن، وبدورها رفضت القاهرة وعمان بشكل واضح هذه الخطط وأصدرت بيانات تدعو فيها المجتمع الدولي لرفضها، لكونها تعارض جميع القوانين والمعايير الدولية.
وأضاف ينغست في منشوره، ان “إسرائيل” قامت كذلك بدعم قوات الدعم السريع بصفقة سلاح بقيمة 4 ملايين دولار للهجوم على المحافظة الشمالية للسودان على الحدود المصرية وبما لا يخدم مصالح مصر في السودان.
يذكر أن قوات الدعم السريع في السودان قامت بالتمرد ضد القوات النظامية السودانية منذ أبريل من عام 2023، وتستمر المعارك بين الطرفين لما يقارب العامين دون سيطرة أحد الطرفين بشكل يسمح له بإدارة البلاد بشكل كامل، وتعتبر مصر الحرب الأهلية السودانية أحد مهددات الأمن القومي الخاص بها، ولذلك فهي تخشى من سيطرة قوات الدعم السريع المتمردة على الحدود السودانية المصرية.
وكشفت تقارير إعلامية عن دعم غربي لقوات الدعم السريع من خلال دول وسيطة، ويصل السلاح الغربي للقوات المتمردة في السودان عن طريق الحدود مع جمهورية تشاد، وكشف صحيفة “مصراوي”، مؤخرًا عن دعم أوكراني لهذه القوات يتمثل بقوات خاصة وفنيين ومدربين على استخدام الطائرات المسيرة.
وأجمع الخبراء والمحليين، بأن تصريحات وخطط ترامب المستقبليّة تعكس السياسة الأميركية الداعمة للمشروع الصهيوني في التوسّع وبناء دولة يهودا من النيل الى الفرات.
وبهذا الصدد، قامت الدول المعنية وغيرها مَن يملك تأثيرًا على الساحة الدوليّة برفض هذه المخططات جملة وتفصيلًا، وأكدت الأمم المتحدة رفضها خطة ترامب، قائلة إن “أي تهجير قسري للناس يعادل التطهير العرقي”.
ونقل ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن الأخير قوله “عند البحث عن حلول يجب ألا نزيد المشكلة سوءاً”.
وأضاف دوجاريك “من الضروري أن نلتزم بأساسيات القانون الدولي، ومن المهم تجنّب أي شكل من أشكال التطهير العرقي”، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه بشأن خطة ترامب الخاصة بغزة. وأكد دوجاريك أن غوتيريش سيؤكد التزام الأمم المتحدة بحل الدولتين.