أكد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى أن “أمين الريحاني محرّك للوحدة العربية عبر مخزون القيم التي كان يعبّر عنها بقلمه ومواقفه وعبر مؤلفاته التي رفدت العروبة بقوتٍ حضاري وثقافي حريٌّ بنا اليوم ان نتغذّى منه ونغذّي أجيال لبنان من أصالته وعراقته”.
كلام المرتضى أتى خلال افتتاحه “جناح المبدع اللبناني أمين الريحاني” في المكتبة الوطنية – الصنائع في حضور رئيس اللجنة الفنية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الأستاذ مكرم غصوب، الدكتور أمين ألبرت الريحاني، الأديب سليمان بختي، مديرة دار أنانا للنشر الأستاذة ريتا زيادة، وحشد من الشخصيات والفعاليات الثقافية والأدبية.
وقال المرتضى: “خطوة متأخّرة، لكن خير من ألا تأتي أبدًا، تأخير فرضته حرب ضروس شُنَّت على لبنان من قبل أعداء الإنسانية. وها نحن نردّ عليها بإرث حضاري لا تقصفه صواريخ ولا تطاله مدفعية، إنه تراث كبير من كبار لبنان أمين الريحاني الذي تخصّص له في المكتبة الوطنية اليوم ما يتذكره به لبنان والعالم العربي لا لسبب إلا لأنه شخصية استثنائية يشهد على فرادتها فلاسفة وأدباء وعظماء اعترفوا بما كانت تختزنه مكنونات شخصية الريحاني من قيم ولا سيما ما يمتّ للوحدة العربية بصلة ومناصرة قضايا العرب والتكاتف في مواجهة التحديات في عالمنا العربي”.
وأشار إلى أن “المخزون العربي لدى الريحاني يستدعي من الأخوة العرب الالتفات الى لبنان الفكر، لبنان الثقافة، لبنان النَّفس الوحدوي، وبخاصة أن لبنان حمل عن الدول العربية ودفع ثمناً باهظاً عن الجميع”، لافتاً إلى أنه “بهذه المناسبة يستدعي استحضار ما يختزنه لبنان وكيف تقتضي أن تكون علاقته مع الدول العربية على الصعيد الثقافي”، مشيراً إلى “أهمية ما خاطب به الملك السعودي عبد العزيز أمين الريحاني وغيره من الأدباء حيث يرجى إرساء علاقة مع لبنان والدول العربية على اساس هذا الخطاب”.
وتوجّه الوزير المرتضى بالقول إلى الدكتور أمين البرت الريحاني: “إن قامتك الثقافية والأدبية لا تقل أهمية عن المبدع أمين الريحاني حيث دفعت ضريبة الاسم ورهنت عمرك لحفظ موجودات متحف الريحاني في الفريكة”.
بدوره، وجَّه الدكتور الريحاني شكره وتقديره واحترامه باسمه الشخصي وباسم القيّمين في الفريكة وباسم القيّمين على التراث اللبناني بأبعاده العالمية لقرار الوزير إدراج متحف أمين الريحاني على لائحة المتاحف الوطنية وتخصيص جناح في مقر المكتبة الوطنية لفيلسوف الفريكة، مؤكداً أن “مقتنيات وموجودات متحف أمين الريحاني في الفريكة في تصرّف وزارة الثقافة والمكتبة الوطنية”.
يُذكر أن وزير الثقافة بعد زيارة قام بها إلى بلدة الفريكة وتفقده متحف أمين الريحاني أصدر قرارًا رقمه 24/2025 أدرجَ بموجبه متحف الريحاني على لائحة المتاحف الوطنية: “حيث إنّ متحف أمين الريحاني في الفريكة قد أنشئ فعليًّا في العام 1953 وهو يحتوي مجموعةً من الوثائق والصور والرسائل والأغراض الشخصية التي تعود لذلك الأديب اللبناني والعربي الكبير؛ وحيثُ إنّ هذه المقتنيات تُشكّل بمجموعها إرثًا ثقافيًّا وطنيًّا شديد الغنى، نظرًا لما اختزنته شخصية أمين الريحاني ومسيرته الرائدة من قيم ثقافية ووطنية وعروبية أصيلة، بالإضافة إلى أن هذه المقتنيات تروي حكاية حقبة أساسية من تاريخ الثقافة في لبنان والمشرق العربي والمهجر، وخصوصًا خلال عصر النهضة؛ وحيثُ إنّ هذا المتحف، برمزية مكانه ومحتوياته، هو معلمٌ ثقافيّ متميّز”.
وقد استند المرتضى على حقّ التقدير وقرّر إدراج متحف أمين الريحاني الكائن في بلدة الفريكة قضاء المتن على لائحة المتاحف الوطنية مع ما يستتبع ذلك من مكانة ومميزات.