الدكتور عهد عاصم الجرماني لـ حرمون: طب الأسنان مرهِق ومكلف مادياً لكنه

دأبت منصة حرمون (https://haramoon.com/) منذ انطلاقتها في كانون الأول 2008 على إيلاء الثقافة والإعلام التوعوي مكانة مميزة في عملها، لذلك أطلقت برنامج مقابلات 2025 مع أهل العلم والثقافة والتربية والاقتصاد وسادة المجتمع وسيداته.

يعرّف فيها الضيف/ة عن نفسه/ا وعمله/ا وعن معوّقات العمل والتطورات الحديثة فيه، وأبرز المشكلات التي يعانيها الناس وأبرز حلولها العلمية. وهذه المقابلات هي هدية من المنصة لأهلها ومتابعيها في 135 دولة وهو عمل تطوّعي صرف.

في هذه المقابلة يتحدث الدكتور عهد عاصم الجرماني عن نشأته ودراسته وتخصّصه وتجربته وواقع عمله علاقته ممع زواره.

إعداد وتنسيق فادية رياض الجرماني

ممكن تعريف زوار منصة ومجلة حرمون عن حضرتكم؟

الدكتور عهد عاصم الجرماني من بلدة أم الزيتون محافظة السويداء، أعمل طبيب أسنان.

حدثنا عن البداية والنشأة والتحصيل العلمي وأبرز المواقف التي تعرضت لها وحفرت عميقاً في ذاكرتك؟

حاصل على شهادة طب الأسنان من جامعة حلب بمعدل جيد جداً.. وبعيداً عن الدراسة أسجل أن حلب هي أجمل ذكرى محفورة في داخلي ..

ما أبرز العوائق وكيف تخطيتها؟

طب الأسنان فرع مرهِق بشكل عام ومكلف مادياً، لكنه في الوقت نفسه ممتع وجميل .

لماذا اخترت تخصص طب الأسنان؟ وهل وجدت انطباقاً بين رغبتكم وواقع المجال؟

مجال طب الأسنان واسع جداً وأنا شخصياً أحبّ الجانب العملي كثيراً وهو من المجالات القليلة جداً التي يمكن بدء العمل بها بعد التخرّج فوراً.

طبعاً الحياة العملية مختلفة كثيراً عن الدراسة. فالطبيب يصبح هو المشرف على نفسه ويبدأ باستقبال حالات جديدة مختلفة عن الحالات البسيطة أيام الجامعة ويصبح بحاجة للبحث والتطوّر أكثر وتطوير مهاراته وخبرته .

يبدو انك دكتور عهد حققت المزيد من النجاح خلال سنة من تخرجك؟ بماذا تفسّر هذا؟

توفيق الله بداية، ثم دعم والدي ودعاؤهما. وأرى السبب باهتمامي اليومي بالبحث عن معلومات وأساليب جديدة والتعلم من أخطائي السابقة بتطوير أساليب جديدة والعمل بضمير هو أساس هذه المهنة .

في ميدان العمل وواقعه، كيف ترى واقع التجاوب من زوارك ومرضاك؟

أنا أمارس هذه المهنة منذ قرابة السنة.. لكن استقبلت في عيادتي ما يزيد عن ٣٠٠ مريض و كل مريض بحالات متعددة من مختلف المعالجات. والحمدلله كانت المشاكل قليلة جداً. وأنا في مرحلة تطور فلا زلت حديث العهد في هذه المهنة وما يشجعني أكثر هو شهادات المرضى، فهذا أكثر ما يسعدني في هذا المجال .

ما هو واقع إجراء عمليات الأسنان؟ وما النتائج التي تلمسها؟ وما نسبة النجاح التي تتحقق؟

بصراحة في هذا المجال أرى بأن من غير الصائب أن نحكم بالنجاح والفشل بسرعة ..لأن معيار النجاح في معالجات الأسنان تظهر بالاستمراريّة والديمومة.. وأنا دائماً أتواصل مع المرضى خاصة في الحالات المعقدة والنتائج إلى الآن مرضية جداً وممتازة ..

وأرى بأن التواصل بين الطبيب والمريض ضروريّ بعد نهاية المعالجة ففي حال وجود مشكلة نتابعها من بدايتها لكي لا تتطوّر وتتحول إلى فشل .

هل ترى عمليات الأسنان تقع في إطار التجميل أو العلاج؟

في مجتمعنا كانت للعلاج بشكل أساسيّ، لكن حديثاً أصبحت تجمع بين التجميل والعلاج وخاصة بزيادة ثقافة المرضى تجاه هذا الأمر .

في ما يعني الكلفة هل بقدرة المواطن تحملها، في هذه الظروف؟ أم أنها فقط للأثرياء؟

بالنسبة للناحية المادية، أجور المعالجات في مختلف عيادات سورية تعتبر قليلة جداً مقارنة مع دول الخارج.. لكن على الرغم من ذلك يوجد الكثير ممن لا يستطيع تحمل تكلفة العلاج حتى لو كانت بسيطة بسبب الأوضاع الصعبة.. نأمل بأن تتحسّن الأمور ويأخذ الجميع حقه .

بماذا تفسر ازدياد كلفة العلاج مع التغييرات الأخيرة التي حصلت في سورية؟

ارتفاع أسعار المواد بشكل أساسيّ وصعوبة توفيرها أحياناً.

ما الواقع القانوني لعمل طبيب الأسنان؟ وما هو مفهوم الخطأ المهني للمسؤولية عنه؟

يوجد في سورية نقابات طب الأسنان في جميع المحافظات وأنا انتسبت للنقابة قبل أن أبدأ العمل.. النقابة تحفظ حق الطبيب والمريض فعند ورود شكوى النقابة تسعى جاهدة لكي لا يخسر المريض أو الطبيب حقه .

ما هي أبرز الشكاوى التي تريد إيصالها للسلطات المعنية لتصحيح الوضع وتطويره؟

بشكل أساسي أتمنّى وجود رقابة على المواد وأسعارها وتأمين المواد الجيدة بأسعار جيدة وتقديم خدمات علاجية أيضاً بشكل مجاني للحالات الضرورية في المستوصفات والمشافي .

هل يمكن تعريف متابعي المجلة وقراء المقابلة على تجنب أسباب مشاكل الأسنان لتنجب المشكلة؟

التنظيف بشكل يومي وزيارة دورية لطبيب الأسنان للكشف على المشاكل في بدايتها قبل أن تتطوّر .

من المفرح ان تكون موسيقياً وموهوباً بصوت جميل، ما تجربتك مع الصوت وفي البدء كان الصوت، وما تجربة أناملك وهي تنسج اجمل الألحان؟

الموسيقى هي غذاء الروح وهي من أساسيات حياتي.. فأنا أعزف على العود منذ أكثر من عشر سنوات أي قبل أن أصبح طبيباً.. وأرى بأن أي إنسان يستحق أن يمارس أي موهبة يريدها بعيداً عن ضغط العمل .