كشف مدير المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات علاء هلال، أمس السبت، عن إقامة المعرض الدولي للبناء “بيلدكس سورية”، بنسخته الثانية والعشرين وذلك خلال الفترة بين 27 و31 مايو/ أيار المقبل، واصفاً إياه بأنه “الحدث الأهم في مجال البناء والمقاولات”.
وفي مؤتمر صحافي بدمشق، لإعلان المشاركات الدولية في المعرض، ذكّر هلال بأنّ المؤتمر توقّف في عام 2011 بعد اندلاع الثورة السورية ليُعاد إطلاقه في عام 2019 وإقامته في عام 2021، وليعود اليوم ويأخذ الحجم الذي كان يأخذه قبل عام 2011، حيث بلغت مساحة المعرض 130 ألف متر مربع، بمشاركة 438 شركة حتى الآن؛ منها 217 شركة دولية من 34 دولة حول العالم، أغلبها يشارك للمرة الأولى في فعالية سوريّة منذ عام 2011، وذلك باختصاصات عديدة؛ منها مواد البناء والتشييد والحجر والرخام ومعدات التكييف والتهوية والأنابيب والمصاعد والسيراميك والألمنيوم والزجاج وغير ذلك من المجالات المتعلقة بالبناء.
وحول الدول المشاركة في معرض “بيلدكس سورية”، بيّن هلال أنّ المشاركة التركية حظيت بـ126 شركة حتى الآن، على مساحة 3836 متراً مربعاً، وهي المشاركة الدولية الأكبر لهذا العام، وحتى إنها تفوقت على بقية الدول التي كانت تسبقها قبل عام 2011، مثل مصر والسعودية وبعض الدول الأوروبية، كما ستشارك دول أخرى بشكل مباشر؛ وهي المملكة العربية السعودية بـ28 شركة، والمملكة الأردنية الهاشمية بـ28 شركة، علماً أنّ نصف تلك الشركات تعود في ملكيتها لمستثمرين سوريين باشروا أعمالهم في الأردن بعد عام 2011، ويضاف إلى ذلك أيضاً الصين بـ11 شركة، ومصر بـ15 شركة، وألمانيا بشركتين فقط، لافتاً إلى دول أخرى كل منها شاركت بشركة واحدة فقط، وهي العراق ولبنان والإمارات وسلطنة عمان والكويت.
كما سيشمل المعرض في دورته الحالية ما يزيد عن 100 ألف صنف من المنتجات والمواد، وسيضمن تعرف المشاركين والزوار على التقنيات الحديثة في عالم البناء لردم الهوة التي تشكلت بين قطاع البناء السوري وبقية دول العالم، وذلك نتيجة عزل سورية في السنوات الماضية.
ورداً على أسئلة الصحافيين، أكد هلال أنه تمت تهيئة معرض “بيلدكس سورية” لاستقطاب الشركات العالمية، فـ”سورية تعد بيئة خصبة للاستثمار لأن كل القطاعات مهدمة ومدمرة، وهناك توجه لتسهيل دخول أي شركة أو مستثمر للعمل”، معتبراً أنّ عدد الشركات السورية المشاركة في المعرض “هي أقل من المطلوب”، وذلك سببه السنوات الماضية التي كانت مدمرة لكل قطاعات الصناعة والاقتصاد بسبب ما حملته من حصار وعقوبات اقتصادية، مذكّراً بأنّ “دورة عام 2011، والتي ألغيت بعد اندلاع الثورة، كان عدد الشركات المحلية المشاركة في بيلدكس 500 شركة مقابل 250 شركة عالمية”.
ومن جهته، رأى محمد حمزة مدير التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والتجارة السورية، والمدير العام للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، أنّ عدد الدول التي ستشارك في المعرض “كانت مشجعة جداً لاتخاذ قرار بإقامة معرض دمشق الدولي في أغسطس/ آب، بعد انقطاعه لعدة سنوات”، لافتاً إلى أنّ هذا المعرض “هو بمثابة رسالة للعالم بأنّ سورية تستعيد مكانتها وموقعها التاريخي، وأنها ستدخل مرحلة جديدة من التعافي والانفتاح، خاصة بعد أن تم تدمير قطاع المعارض خلال السنوات الماضية”، موضحاً أنّ الجهات المعنية تمكّنت من ترميم أكثر من 70% من مدينة المعارض خلال الأشهر التي تلت سقوط النظام، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ووصف حمزة، في تصريحات للصحافيين، المشاركات العربية بأنها “مقبولة” وهي تقدر بـ80 شركة، وهناك اهتمام من قبل الكثير من الدول للمشاركة، ولكن أعاقت العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية ذلك، وقد تكون المشاركات بالمعارض القادمة أكبر من ذلك، بحسب قوله، معتبراً أنّ مجمل أعداد الدول “هو مشجع لأي مستثمر للقدوم والمشاركة، خاصة بوجود دول كبرى كألمانيا وتركيا”.
وبيّن أن خطط إعادة إعمار سورية المطروحة أعطت أولوية للمناطق المدمرة في ريف إدلب الجنوبي وأرياف حلب، حيث ما يزال المواطنون يعيشون في المخيمات، “لذلك يجب ألا يكون هناك خيمة واحدة بعد مرور سنة من الآن”. وحول مشاركات المنظمات الدولية، أكد حمزة أنه تم توجيه عدة دعوات، وهناك منظمات حصلت على تمويل لقطاع البناء، ستتم دعوتهم للاستفادة من المعرض.
العربي الجديد