في إطار العمل الإعلامي التوعوي تطلق منصة حرمون (https://haramoon.com/) برنامج مقابلات 2025 مع أهل العلم والثقافة والتربية والاقتصاد وسادة المجتمع وسيداته.
تتضمّن المقابلة باقة أسئلة ترسل للضيف/ة للتعريف عن نفسه/ا وعمله/ا وعن معوقات العمل والتطورات الحديثة فيه، وأبرز المشكلات التي يعانيها الناس وأبرز حلولها العلمية.
نلفت النظر أن المقابلات هي هدية من المنصة لأهلها ومتابعيها في 135 دولة وهو عمل تطوّعي صرف.
من يرغب بالتعاون في هذا العمل الجميل نرحّب باستضافته/ا من بُعد في المنصة.
ومهتمة المنصة في هذا العام بمناسبة مئوية الثورة السورية الكبرى (1925 – 2025) بسلسلة حوارات مع الباحثين وأسر الشهداء ورجالات الثورة وسيداتها وأحفادهم.
وفي هذه المقابلة يستضيف موقع حرمون الباحث الإعلامي منهال الشوفي، متحدثاً عن إنتاجه الفكري والأدبي والتوثيقي وسيرته الإعلامية، مخصصاً موسوعة الجبل ومناسبة مئوية الثورة السورية الكبرى بما يلزم من الاهتمام.
حوار غني ومليء بالمعلومة الثمينة والجهد المميز والقضية الوطنية التي تستحق كل نضال.
إعداد وتنسيق فادية رياض الجرماني الحلبي
- نتشرّف باستضافتكم في موقع حرمون، حبّذا لو تعرِّف قراءنا وزوار موقعنا بحضرتكم؟
- أتشرّف بكم وبأسرة موقعكم ولزواره ومتابعيه جميعاً التحية والاحترام.
أنا منهال الشوفي، وُلدت في محافظة السويداء العام 1958، متخرّج من المعهد الإعلامي في دمشق العام 1980. عملت محرراً في عدد من أقسام صحيفة الثورة العام 1981، المندوبين – التحقيقات – الأخبار ثم نُدبت مديراً لمكتب الصحيفة في السويداء عام 1987، وتزامن ذلك مع عملي كمراسل ومُعدّ مشارك في البرنامج العام في إذاعة دمشق وإذاعة صوت الشعب
العام 1994 -1998. عملت في دار موتيف أيت للنشر في دبي – الإمارات مسؤولاً عن إعادة الصياغة لمنشورات الدار بالعربية خاصة سلسلة (والت ديزني) للأطفال، ثم عدتُ إلى عملي السابق في سورية، إضافة إلى عملي كأمين تحرير الشؤون المحليّة في صحيفة الجبل في السويداء من 2006-2010 ومنذ بدايات الثورة 2011 كلفت بالإشراف على دار الكرم للنشر وموسوعة الجبل؛ وهي مشروع كبير يموّله ويرعاه صاحب الدار القنصل السوريّ في لاغوس – نيجيريا زياد صيموعة.
انطلق المشروع عام 2015 بالتعاون مع هيئة الموسوعة وتضمّ أكثر من ثلاثين باحثاً وأستاذا وأديباً مرموقاً أعتزّ بهم جميعا، إذ أصدرنا 12 مجلداً من العام 2017 توثّق مختلف جوانب الحياة في جبل العرب منذ أقام فيه سكانه الحاليّون، والمجلدات الصادرة ضمن هذه السلسلة تضم العناوين التالية:
- الجغرافيا والإنسان.
أ. جميل شقير.
2- التاريخ الاجتماعي لجبل حوران ج1( 1685- 1918).
3- التاريخ الاجتماعي لجبل حوران ج2 (الثورات والانتفاضات)
د. فندي أبو فخر.
4- العقيدة والمجتمع
أ. محمد طربيه.
5- تواتر العصور القديمة في جبل حوران – العصر الحجريّ حتى عصر المماليك.
د.علي أبو عساف.
6- حكاية الأمس – (صور ومشاهد من الحياة في جبل العرب – نهاية القرن التاسع عشر حتى بداية القرن العشرين).
7- حصاد الأيام في المتداول من أمثال وأقوال العوام
أ. قاسم وهب
8- محافظة السويداء في الرواية
أ. إسماعيل الملحم.
9- من تاريخ الأدب الشعبي في جبل العرب
أ. محمد جابر.
10 – رحالة العرب في جبل العرب منذ مطلع القرن التاسع عشر إلى الربع الأول من القرن العشرين.
أ. كمال الشوفاني.
11- أعلام جبل حوران في العصور الإسلامية
د. ركان الصفدي
12- اقتصاديات محافظة السويداء
أ. حسين خويص
إصدارات دار الكرم من خارج الموسوعة
بالتزامن مع صدور الدفعة الأولى من موسوعة الجبل 2017 أصدرنا عدداً من الكتب التي تضيء على الموسوعة من جوانب مختلف هي:
- مذكرات الفرقة الأجنبية – ترجمة نبيل صعب (معارك المسيفرة ورساس والسويداء والغوطة وحاصبيا).
سلسلة:
- لمحات من الفكر النهضوي والوطني في سورية. 1- عمر الطيبي – مقالات في المقاومة والوحدة والنهضة – 2- أديب الصفدي.
تحقيق ودراسة وتقديم: د. فندي أبو فخر
- مذاهب كبار الفلاسفة (ترجمة أ. عارف حديفة).
ونعمل على استكمال إصدار 10 مجلدات أخرى تمثل المرحلة الثانية من الموسوعة وتشمل العناوين:
- ديوان شعراء العامية
الجزء الأوّل:
الشعراء الروّاد
مرحلة الاحتلال العثمانيّ
الجزء الثاني:
- شعراء مرحلة الاحتلال الفرنسيّ.
أ. نصر أبو إسماعيل
- المدن والبلدان والبلديات والقرى المعاصرة
أ. عبير صيموعة
4- صور من الحياة الثقافية المعاصرة لمحافظة السويداء: (جزآن)
5- رجال البيارق – من التراث المادي والمعنوي للثورة السورية الكبرى 1925
أ. منهال الشوفي
5- الاغتراب في جبل العرب نشأته وتطوره وأعلامه
أ.عبد الله القطيني
التصميم والإخراج الفني:
الفنان خالد الحجار – الفنان حكمت نعيم – الفنان المهندس شاهر كرباج – الأستاذ مجيد السمان .
تنسيق الأستاذ لطفي عزام
- اخترتم الإعلام والبحث التوثيقيّ والكتابة القصصية مجالاً عملياً، ما أسباب اختياركم؟
- الحقيقة أنني جئت إلى الصحافة من الأدب فقد بدأت كشاعر ثم في المجال الميداني والوظيفي انغمست في مهنة الصحافة وبقيت على مشاركات شعرية محدودة ولم أصدر حتى تاريخه أي مجموعة شعرية، علماً أن لديّ عدد كبير من المخطوطات التي تتطلّب وقتاً وجهداً ومالاً لإصدارها وقد سبق أن شاركت في عدد من المسابقات الشعرية. وحصلت على عدد من الجوائز كجائزة أغنية الطفل في ملتقى الشارقة عام 1995 وجائزة القصيدة في مهرجان المزرعة لعام 2000 وجائزة الشهيد ماجد أبو شرار عام 2001.
- ما العوائق التي اعترضتكم في بناء هويتكم العملية والعلمية؟ وكيف تعاملتم معها؟
- إن عملي في الموسوعة لم يأت من فراغ فقد سبقته تجربتي وعملي في الإعلام والتواصل وكانت العقبة الأولى وهي الأهم تجاوز مواقف التشكيك والعقبات أو المطبات التي يضعها أمامنا البعض بدوافع مختلفة بينها الحرص على نجاح في قيادة المشروع لوصوله إلى الأهداف المرجوّة وبينها الأهواء والنوازع المختلفة. وقد التقينا جميعاً كفريق همّه الأساسي نجاح المشروع الجماعيّ دون انتقاص من المكانة العلمية والبحثية والأدبية الرفيعة لكل أديب وباحث وأستاذ جامعي وساهم أسلوب الإشراف وإدارة الدار والمخطط الذي وضعناه في حفظ الأسماء والألقاب كل في إطار اختصاصه وبحثه في مجلد مستقل باستثناء كتاب: صور من الحياة الثقافية المعاصرة لمحافظة السويداء الذي يشترك في تأليفه السادة الأدباء والباحثون: (إحسان سنيح – إسماعيل الملحم – توفيق حمزة – د.ثائر زين الدين – رفعت الهادي – جمال العباس – الدكتور عبدي الأطرش – الدكتور كمال الفقيه – سلمان البدعيش – هايل القنطار – محمد طربية – ملهم علم الدين – منهال الشوفي – موفق نادر). وتطلّب مني توثيق التراث الشفهي عملاً ميدانياً في جميع قرى ومدن الجبل بحثاً عن معلومة جديدة قد تسدّ ثغرة في هذا الصرح العظيم وأحياناً عدتُ إلى المكان نفسه مرات لاستكمال الحصول على معلومة جديرة بالنشر بعد مضي كل هذه السنوات التي تفصل بيننا وبين أحداث الثورة إذ أن مصادر البحث الموثوقة التي تحفل بها المصادر والمراجع التاريخية تضيء على الأحداث الكبرى. ويبقى كثير من الحوادث والتفاصيل الهامة والتي نحتاج إليها كي نفهم كيف ولماذا حدث ما حدث ومن الصعوبات وجود كتب أو منشورات عن حوادث راسخة في الذاكرة الشعبية، ولكنها غير موثقة بحيث اضطرتني إلى تحديد موقفي منها بتأكيدها أو تجاوزها أو حتى نقضها بما أملك من إحاطة ومعلومة وحجة.
- ما أبرز الهوايات التي تميّز شخصيتكم؟ وما أعمق ما تتذكّرونه من مواقف مؤثرة في حياتكم؟
- قمت بكتابة وإعداد سيناريو فيلم وثائقيّ أخرجه الأستاذ رامز المحيثاوي كان يُفترض أن ينجز بالتعاون مع التلفزيون العربي السوري عن الثورة السورية وكان مقرراً أن يُعرض في العام 2010 بالتزامن مع الاحتفال بتدشين صرح الثورة في بلدة القريا والغريب روادتني فكرة أن أخرج من التوثيق وما يقتضيه من أمانة لأتحرّر وأظهر التناقضات العميقة التي برزت لي خلال مراحل العمل والتصوير والتي تعكس هشاشة واقعنا الاجتماعي، علماً أننا نملك تراثاً وطنياً عظيماً نباهي به أعظم الأمم، وأدركت أن ما تركه المستعمرون الأتراك والفرنسيون من ندوب عميقة وجراح لم تندمل في عمق وبنية المجتمع فبدلاً من إبراز هذا التاريخ المشرّف والذي اعترف به الأعداء وأنصفه عدد كبير من المؤرخين الأجانب والعرب نجد أن كلاً يشد اللحاف صوبه كما يُقال، وأن التسييس وعدم تسمية الأمور بأسمائها وتسطيح المواقف بما يتناسب مع توازنات وحسابات لا علاقة لها بهذه الوقائع وهو ما اضطرني إلى إعادة كتابة السيناريو لإصلاح التعديل القسريّ الذي أجري من قبل أحدهم على السيناريو لترسيخ هويته وجوهره الوطنيّ وهو ما عرقل إنجاز هذا الفيلم، واضطرنا إلى إعادة كتابته كفيلم درامي ما لبث أن توقف تصويره عام 2011 وكان في مرحلته النهائيّة بعد اندلاع أحداث ثورة الشعب السوريّ.
- حبذا تعريف متابعي حرمون على إنتاجكم العلمي والفكري بإيجاز ممكن؟
- إن الإشراف والمتابعة في مشروع كبير يساهم فيه عدد من خيرة الأساتذة والباحثين على مدار هذه السنوات تطلب منّي تقديم الأهم على المهم كما يقتضي العمل في فريق، لذلك فإن لديّ عدداً من المخطوطات في الأدب والبحث التراثي منذ سنوات تمّ تأجيلها بينما اقتصرت إصداراتي على قصة للأطفال بعنوان (مغامرات فلة) صدرت عام 2008 بدمشق ودراسة توثيقية بعنوان: (بيارق في صرح الثورة) عام 2001، وكتيب يوثق لجائزة المزرعة خلال عشر سنوات وغيرها.
- بما أنكم إعلامي وباحث وكاتب كيف ترون واقع الإعلام؟ وما مستقبله المرجو في وطن يتموضع على فوهة بركان التحوّلات؟ وما الحاجة لتطوير الإعلام السوري ليواكب التطور الثقافي والفكري عالمياً بما يخدم بناء الثقافة السوريّة الحرة؟
- إن ما شهده العالم مع بدايات القرن الحادي والعشرين من تغيّرات وتحولات عميقة كنتيجة للتطوّر التقني وثورة المعلوماتية والاتصالات هي معجزة العصر ومرحلة حاسمة في حياة البشرية. فقد استطاعت هذه التقنية أن ترفع الحواجز وتقرّب المسافات إلى حد جعل العالم قرية صغيرة تمتد بشبكة معقدة من الاتصالات. ما ولد مفاهيم جديدة من خلال التفاعل الشديد والسريع وتداخل الأفكار والثقافات وهدم للأسوار الحديدية والحماية والاندماج الحضاري والتداخل الإنساني ودور التقانة العليا في نقل المعلومات وتيسّرها لأوسع عدد من الأفراد والمؤسسات والفرز بين مَن يولّد المعلومات (الابتكار) ويملك القدرة على استغلالها (المهارات) وبين مَن هو مستهلك لها بمهارات محدودة، والتحوّلات النفسية والثقافية والاجتماعية والسلوكية المرتبطة بالأشكال التقنية الجديدة وأنماط السلوك والفكر والمجتمع، لذلك فإن هذه الإفرازات لا بد أن تلقي بظلالها على مجتمعاتنا لتفرض ثقافتها وقيمها وأخلاقيّاتها الجديدة علينا. وهذا شكّل لنا تحدياً كبيراً. والكم الهائل الذي وفرته من المعلومات والسرعة الفائقة في انتشار المعلومة وفي إعادة استخدامها وفي ما وفرته منصات التواصل من حرية النشر الشخصي والانفتاح على جميع الثقافات التي ميّزت عصرنا عصر الإعلام كل ذلك وعوامل أخرى أحدث انقلاباً في شكل العمل الإعلامي ومضمونه وعلى وسائله التقليدية، فانحسرت الصحافة الورقية وتراجعت عمليات الطباعة بشكل تراجيديّ وتأثرت القراءة ليحلّ مكانها التواصل والاتصال والنشر الالكترونيّ. وبالتالي فقد باتت المنافسة كبيرة جداً واتسعت الهوة بين من يمتلك وسائل التقنيّة والعصر ويتحكّم بالمعلومة وبين عالمنا الذي يغلب عليه واقع الاستهلاك والانفعال وضعف التأثير الخ.
-