كان ألمّ حادث سير بين سيارتين، إحداهما يقودها وائل ابن الصديق والمربي وجار الرضا المعطاء المناضل الصديق عماد زيدان من راشيا. أسفر الحادث عن ضرر في السيارتين ووفاة المرحوم عباس قاسم هدلا وإصابة وائل بجروح.
وبين آليات قانون السير وقانون الإيمان تفاوت بائن. أهل الإيمان لا تهمّهم التفاصيل كثيراً بقدر ما يهمّهم ألا يقولوا في ما قدّر الله إلا جميلاً، جمال نفاذ المشيئة الكلية وهو العدل التام والرضا التام بها. وهو سلوك المؤمنين الأخيار بقدر الله تعالى في ما كتب وقدر منذ بدء الكون كان القدر مكتوباً.
ترفَّع أهل المتوفّى المرحوم عباس قاسم هدلا وأهل مشغرة، وهذه شيم المؤمنين الكرام، من أهل الرضا والتسليم، وليس بجديد عليهم، أهل البطولة والعطاء والتضحية.. ترفعوا عن آليّات قانون السير وغلّبوا قانون الإيمان واعتبروا الحادث الأليم قضاء وقدراً، ورحّبوا بزيارة وفد للأخذ بالخاطر والتعزية بالمرحوم عباس قاسم هدلا الأحد 5 كانون الثاني الحالي في مشغرة، التي دعت إليها عائلة آل فايق أسرة الأستاذ عماد زيدان في راشيا الوادي، مع رجاء المشاركة من الجميع والقادرين ولهم الأجر والثواب..
رسالة شكر وعرفان
وكتب المربي زيدان والد الشابين وائل وباسل، رسالة شكر وعرفان لآل فايق الذين شاركوه بزيارة التعزية بالمأسوف عليه الحاج عباس قاسم هدلا بمشاركة النائب وائل أبو فاعور مع وفد راشيا، وكان في استقبال الوفد مع أهل الفقيد وإمام جامع مشغرة النائب قبلان قبلان.
حيث ألقيت كلمات للمربي زيدان والنائبين ابو فاعور وقبلان وإمام جامع مشغرة.
وجاء في رسالة الشكر الآتي:
“رسالة شكر وعرفان
أهلي وإخواني عائلة ٱل فايق المكرّمين
يقال إن الرأي قبل شجاعة الشجعان. وتقول الٱية الكريمة، (كان رأيهم شورى بينهم… ) وإنكم إذ تجسّدون هذه المثل العليا قولاً وفعلاً، وتتنكّبون متكافلين متضامنين قضايا أبنائكم وإخوانكم بمسؤولية وعناية، فلأنكم أيها الكرام، الحاضنة الدافئة والحصن الحصين لهم وموئل النخوة والشجاعة. وعليه وإذا ضاقت باليد السبل أحياناً فإن العرفان بالوجدان دفعة يسيرة وإقرار صادق بالجميل لجزيل عطائكم وكرمكم ولإحاطتكم وتبنيكم لقضيتنا التي باتت قضيتكم في حادث السير المؤسف الذي تعرّض له إبناي وائل وباسل والذي أدّى الى ما أدّى إليه. فبلسان قلبي، وبشعور وجداني، أتوجّه الى حضراتكم بالشكر والامتنان والتقدير لوقفتكم الغالية، ومؤازرتكم الصادقة، حيث كنتم قوّتي ونصرتي في شدتي. وإنكم المروءة يوم تعزّ، ومن شيمكم النخوة والأصالة. وفقكم الله وأحباءكم، وجنبكم الأذى والشرور. ودمتم سنداً ومرجعاً نستند إليه ونفخر به. والله وليّ التوفيق .
إبنكم وأخوكم عماد أحمد زيدان
راشيا في ٢٠٢٥/١/٥ “.
ولفتة تقدير من حرمون
وإذ ينوّه ناشر منصة حرمون الكاتب والإعلامي هاني سليمان الحلبي، بالموقف الرفيع لذوي الفقيد هدلا في جارتنا الحبيبة مشغرة، بترفعهم ورضاهم وتسليمهم بالقدر والقضاء، حيث لم يقصد أحد إلحاق أي أذى بالمرحوم الضحية وشاء الله ما شاء وما قدّر فعل، لا يسعه إلا التنويه بالتفاف عائلة آل فايق حول المربي عماد زيدان وأسرته التي قاست ما قاست أيضاً وتقبلت برضا وتسليم مشهود ما قدّر الله وما شاء، بخاصة سعادة النائب وائل أبو فاعور المشهود له حضوره الفاعل بين أهله وناسه في منطقة راشيا.