هاني سليمان الحلبي**
تبقى الأخلاق هي العروة الوثقى وبها تُشدّ القلوب وتُحزم العزائم في أشد ساعات الحلكة ظلمة.
ويبقى الإيمان هو القوة التي يمكنها إن تأمر الجبال لتنتقل فتنتقل، فكيف بالنفوس الضعيفة لا يحوّلها الإيمان نفوساً عظيمة نبيلة وكريمة.
والدين بما هو رسالة سماويّة لتشريف الحياة وتسامي الإنسان الفرد بلوغاً لسمو الإنسان المجتمع بانتصار الحق وشمول الرسالة نفوس المجتمع وقلوب الناس، يبقى في معناه وقيمته ونواهيه قيمة ومرجعاً ومقياساً.
والإسلام بما هو رضا وتسليم وهو نهاية كل علم وتعليم، سلامة أخيك من لسانك ونيّات قلبك وسوء أفعالك، مجلى التوحيد الذي إليه مرجعُنا جميعاً.
“قدّر الله وما شاء فعل”.. قاعدة تلهم كل مؤمن بإله واحد أحد فرد صمد.. وبها يحتكم المؤمنون فلا مردّ لمشيئة خالق. أنتم تنوون لكن ما تستطيعونه هو ما تجيزه المشيئة الكليّة لكم، وهو مقدّر لكم منذ بدء صحيفة الكون، بأسمائكم المختلفة وبأجيالكم المتعدّدة.. ولتلك المشيئة الكليّة السمع والطاعة.
والإيمان بالقدر ركن أساس في العقيدة الإسلامية، وهو “التصديق الجازم بأن كل خير وشر فهو بقضاء الله وقدره، وأنه الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره، ولا يصدر إلا عن تدبيره، ولا مَحيد لأحد عن القدر المقدور، ولا يتجاوز ما خُط في اللوح المسطور، وأنه خالق أفعال العباد والطاعات والمعاصي”.
***
حادث سير بين سيارتين، إحداهما يقودها وائل ابن الصديق والمربي وجار الرضا المعطاء المناضل الصديق عماد زيدان من راشيا. أسفر الحادث عن تحطّم السيارتين ووفاة المرحوم عباس قاسم هدلا وإصابة وائل بجروح. ومشغرة لنا هي بدر وادي التيم والبقاع والجارة التاريخيّة لراشيا الوادي.
***
بين آليات قانون السير وقانون الإيمان تفاوت بائن. أهل الإيمان لا تهمّهم التفاصيل كثيراً بقدر ما يهمّهم ألا يقولوا في ما قدّر الله إلا جميلا، جمال نفاذ المشيئة الكلية وهو العدل التام والرضا التام بها. وهو سلوك المؤمنين الأخيار بقدر الله تعالى.
ترفَّع أهل المتوفّى المرحوم عباس قاسم هدلا وأهل مشغرة، وهذه شيم الكرام، وليس بجديد عليهم، أهل البطولة والعطاء والتضحية، عن آليّات قانون السير وغلّبوا قانون الإيمان واعتبروا الحادث الأليم قضاء وقدراً، ورحّبوا بزيارة الأخذ بالخاطر والتعزية بالمرحوم عباس قاسم هدلا غداً الأحد في مشغرة، التي دعت إليها عائلة آل فايق أسرة الأستاذ عماد زيدان في راشيا الوادي، مع رجاء المشاركة من الجميع والقادرين ولهم الأجر والثواب..
للحبيب وائل نعمة السلامة والعافية وأمل الشفاء..
وللحاج المرحوم عباس قاسم هدلا نعمة الرحمة برضوان الله وشهادة المؤمنين وجبر خاطر أسرته الكريمة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
وتبقى شيم كرام مشغرة عنواناً للإيمان وقدوة للتقوى والتوحيد والإسلام على مر الأجيال.
*إثر حادث سير بين سيارتين يقودهما أسفر عن وفاة المرحوم عباس قاسم هدلا، دعت عائلة آل فايق للمشاركة في زيارة اخذ بخاطر أسرة الضحية.
**إعلامي وناشر منصة حرمون وعضو اتحاد كتاب لبنان.