تقديم وتنسيق هاني سليمان الحلبي
تضاربت مقدمات تلفزيونات لبنان في مواقفها من التشييع الطوفاني للشهيدين الكبيرين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، فمن ناحية العدد رأى بعضها انه تخطى المليون ونصف المليون مشارك بينما بعضها قلل العدد إلى أقل من ذلك بكثير من دون طرح عدد مقابل. وفي التمثيل السياسي والدبلوماسي رأى البعض أنه كان ضعيفاً وشهد انفضاض الكثير من حلفاء حزب الله عنه، بينما بعض آخر رآه كافياً..
وفي كل حال، لا يمكن لمراقب منصف أن يتجاهل أن طوفان التشييع حشد فريد في تاريخ لبنان في عهوده كافة، وعلى مدى تاريخه كله.
في الجزء الرابع من محور السبت 33 توثيق لتتمة مانشيتات الصحف.
يوم الوداع بوقائعه يلقي مسؤولية وطنية وقومية على كل القوى وفي طليعتها الدولة اللبنانية، ومن ثم أحزاب لبنان وحركاته وقواه السياسية وقواه الروحية، فهل تستطيع تلقف هذه المسؤولية لتطلق آلية وحدة وطنية حقيقية ليكون لبنان لكل أبنائه بحق فلا يكون بعضهم أبناء ست وبعضهم الآخر أبناء جارية وبعضهم الثالث مكتوم الدور والقيد والحق؟ وهل سيكون لبنان نداً إزاء كل الدول كافة، وليس فقط كما قال الرئيس جوزاف عون أن لبنان لإيران، ودليل هذه الندية معيار واحد مطلق للسيادة اللبنانية وقبل أي أمر تثبيت السيادة بوجه أميركا الداعم المطلق للعدو فالعدو نفسه وإخراجه من مواضع احتلاله الخمسة او السبعة وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، أن السيادة ودعاتها من مئات الخروقات والغارات المعادجية في استباحة مطلقة لرزق سائب لما يُسمى اتفاق وقف اطلاق النار؟ كما تثبيت السيادة بوجه فرنسا فلا يظنن أحد أن لبنان جيب فرنسي ثقافة ولغة وسياسة وأمناً وعسكراً ولا يظنن بعض ثالث أنه جيب سعودي أو إماراتي أو قطري وبعض إمارات ممالك الخير ومزارعها!! فهل أنتم صادقون في ما تزعمون؟!
هنا متابعة لمانشيتات الصحف: اللواء – الديار – البناء – الجمهورية – الشرق – الشرق الأوسط.
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بخطابه في التشييع، أن المقاومة مستمرة ولكن بأساليب مختلفة ونحن من أبناء لبنان أيضاً واساس في بناء الدولة وقوتها..
اللواء: وداع مشهود للسيدين نصرالله وصفي الدين: الدولة هي الملاذ ورسالة إسرائيلية خائبة
مصارحة بين الوفد الإيراني والمسؤولين: المطار مسؤولية الدولة واتفاق على عدم التدخل بالشؤون الداخلية
كتبت صحيفة “اللواء”: شيَّع حزب الله بمشاركة رسمية وشعبية واسعة، وبمشاركة وفود خارجية أمينيه العامين السابقين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، في المكان المخصص للمناسبة في المدينة الرياضية.
على ان الحدث، الذي كان مرتقباً، الدخول الاسرائيلي المعادي على خط التشييع، فقبيل إلقاء الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم خطابه للمناسبة (بعيد الواحدة والنصف) حلّق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض فوق رؤوس المشيعين، اذ شاهد هؤلاء لا يقل عن 5 طائرات حربية تهدر فوق رؤوسهم قبل ان تغادر، ليعلن الجيش الاسرائيلي عبر اذاعته والقنوات التلفزيونية التابعة له ان استهداف – حسب مزاعمه – منصات لاطلاق الصواريخ في زبقين والخط الساحلي بين صور وبيروت ومنطقة انصار وصولا الى جرود الهرمل وبعلبك- وبلغ مجموع الاهداف المقصوفة حسب القناة 12 العبرية 14 هدفا.
ولاحظت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان «مئات الآلاف يهتفون «الموت لاسرائيل» في تشييع نصر االله، بينما تحلق فوقهم طائرات سلاح الجو».
محلياً، ومع بدء جلسات مناقشة البيان الوزاري، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن نيل الحكومة الثقة في مجلس النواب مسألة مؤكدة لا سيما ان بيانها الوزاري لم يشكل محور اعتراض نيابي كبير، ولفتت إلى أنه بعد انتهاء جلستي الثقة فإن هناك ترقبا لجلسة لمجلس الوزراء اما نهاية الأسبوع الحالي أو الأسبوع المقبل.
الى ذلك أوضحت هذه المصادر أن هناك أكثر من محطة خارجية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي أكد أن لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه، معلنة أنه يترقب انتهاء جلستي الثقة من أجل بحث ملفات قيد الطرح في مجلس الوزراء وذلك مع رئيس الحكومة نواف سلام.
إلى ذلك قرأت أوساط مراقبة موقف الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بكثير من الدقة وما اورده في مسألة الدولة ما يفسح المجال أمام أسئلة عن ترجمة هذا الموقف وتوظيفه.
قاسم
وشدّد قاسم في يوم الوداع، على التمسك بطرد الاحتلال واعادة الاعمار، وجدد الحرص على الوحدة الوطنية والسلم الاهلي، موجهاً في ختام كلمته رسالة الى الجميع مفادها: لا تفكروا ان تلعبوا بيننا وبين حركة امل لاننا واحد في الموقف.
واكد الشيخ قاسم على متابعة حزب الله تحرك الدولة دبلوماسيا لطرد الاحتلال ليبني بعد ذلك علىالنتائج ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، مؤكدا على قرار مشاركة حزب الله في بناء الدولة تحت سقف اتفاق الطائف، واعادة الاعمار، بالتزام سياسي واضح، واقرار خطة الإنماء والنهوض الاقتصادي في اسرع وقت ممكن.
واكد قاسم ان المقاومة باقية، معتبرا ان عدم انسحاب العدو الاسرائيلي من المواقع الحدودية الخمسة هو احتلال، وقال: اننا سنمارس المقاومة بالاساليب والتوقيت بما ينسجم مع المرحلة.
جولة قاليباف
وشارك وفد ايراني في التشييع، وعقد محادثات مصارحة مع كبار المسؤولين، حول موضوع العلاقة بين لبنان وايران وقضية السلامة في مطار رفيق الحريري الدولي.
فقد زار الوفد الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام.
وسمع الزائر الايراني من الرئيس عون ان «حرية اي بلد واستقلاليته ووحدته كُلٌّ لا يتجزأ، وان لبنان تعب من حروب الآخرين على ارضه». وقال: اوافقكم الرأي عدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الاخرى.
وقال قاليباف من عين التينة: زرنا اليوم الجمهورية اللبنانية على رأس وفد رفيع المستوى وممثلين عن كافة السلطات الايرانية ومختلف الجهات والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وعن الجهات الثقافية، وعدد من ابناء الشهداء الايرانيين للمشاركة في مراسم تشييع الجثمان الطاهر للسيد نصر االله، والسيد صفي الدين.
واكد قاليباف وقوف بلاده مع اي قرار يصدر بالاجماع عن الحكومة اللبنانية والشعب والمقاومة اللبنانية.
واكد الرئيس سلام على ان الدولة تعمل جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية من اجل الضغط على اسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان.
مشيرا إلى ان الحكومة التزمت في بيانها الوزاري باعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي الاخير. واشار الى ان سلامة امن المطار والمسافرين هو الاعتبار الاساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من والي مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو من مسؤولية الدولة اللبنانية.
تشييع مشهود وضخم
على صعيد التشييع، شهدت مدينة كميل شمعون الرياضية ومحيطها طوفانا بشريا، حضر من معظم مناطق لبنان وعشرات المدن العربية والعالمية للمشاركة في مراسم تشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين. كذلك شهدت باحة ضريح السيد حسن نصرالله امواجا من الحشود الغفيرة الذين حضروا منذ ساعات الصباح الأولى الى محيط الضريح، الذي استمر العمل على تحضيره و إنجازه حتى الصباح الباكر، حتى فاق عدد المشاركين من المواطنين صبيحة التشييع نحو مليون و400 الف شخص حسب تقدير منظمي التشييع.
وما شهدته المدينة الرياضية و باحة الضريح من حشود غفيرة، شهدته كل الطرق المؤدية للضريح، ولا سيما محيط السفارة الكويتية وطريق المطار ومحيط الجناح، حيث إنتظر الناس مرور نعشي الامينين العامين لحزب االله على عربة مخصصة لذلك .
واكتظت باحات ومدرجات مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت بالحشود والجموع المشاركة وقد وصلت الحشود الشعبية والوفود الرسمية إلى باحة المدينة الرياضية وجلست في المدرجات، فيما تعذر على مئات الآلاف الوصول إلى المكان بسبب كثافة الحضور فإنتشروا في الطرقات المحيطة التي قطعت جميعها.
وحلّقت مسيرات تابعة للجيش اللبناني كل الوقت فوق بيروت وضواحيها والمدينة الرياضية.
واستمرت مراسم التشييع تحت اعين العدو الاسرائيلي الذي لم تفارق طائراته المسيرة اجواء المنطقة للمراقبة، من التاسعة صباحا حتى الثالثة بعد الظهر. وبعد كلمات الترحيب بالحضور والقاء ابيات من الشعر في تأبين الشهيدين، تم إدخال النعشين لبدء صلاة الوداع على جثمانيهما وسط هتافات المشاركين، قبل ان يتم نقل الشهيد نصر الله الى مرقده على طريق المطار ونثر الورود وتبارك المواطنون بنعشي ىالشهيدين عبر القاء مايلبسونه من سترات وكفيات وقبعات على النعشين وكان المحيطون بالنعش يردون لهم ما القوه بعد مسحه بالنعشين.
وفي سياق المراسم، القى ممثل الإمام الخامنئي في العراق السيد مجتبى الحسيني كلمة الخامنئي، وصف فيها السيد حسن نصرالله ب»المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة.واضاف: لقد بلغ الآن السيد العزة، جثمانه الطاهر في الثرى، ولكن روحه ونهجه سيتجلى شموخا أكثر فأكثر. ويوما بعد يوم سينير درب العالمين.وان المقاومة ومواجهة الاستكبار باقية ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة.
وقال: ان الوجه النوراني لسماحة السيد هاشم نجم لامع في تاريخ هذه المنطقة وجزء لا يتجزأ من ريادة المقاومة في لبنان .
وخص الإمام الخامنئي الشهداء بسلام، واصفا إياهم بالابناء الأعزاء، مشيرا الى انهم شباب لبنان البواسل.
وبعد الوقوف دقيقة صمت من قبل الحضور، دخل نعشا السيدين محمولين على عربة خاصة عليها العلم اللبناني وعلم» حزب االله، وكان النعشان ملفوفين بعلم الحزب، وعلى النعش عمامتهما وتلفهما الورود البيضاء والحمراء، وسط حزن شديد وصرخات وهتافات مؤيدة للسيد نصر الله وشعار «إنا على العهد. وبينما يجول النعشان بين الحضور مع بث لكلمات للامين العام الشهيد حسن نصر الله شن طيران العدو الاسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت فبادر المشاركون الى اطلاق الصرخات والهتافات المنددة، وسط حالة من الحزن واطلاق الشعارات المؤيدة للمقاومة.
وشارك في التشييع رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا نفسه ورئيس الجمهورية، ووزير العمل ممثلا رئيس الحكومة نواف سلام، والرئيس السابق للجمهورية اميل لحود وحشد كبير من النواب والشخصيات السياسية والحزبية والاهلية والدينية الاسلامية والمسيحية من كل المذاهب، وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، بالاضافة الى عائلات الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الايراني السابق حسين عبد االلهيان وقائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومستشار الرئيس الايراني السيد محسن رضائين وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الى المطار الذي يضم ما يقارب اربعين نائبا. كماشارك من دول العالم ابن المناضل الاممي تشي غيفارا وحفيد القائد التاريخي لجنوب افريقيا نلسون منديلا.
وأمَّ الصلاة على جثماني الشهيدين عضو مجلس الشورى في «حزب االله» الشيخ محمد يزبك . وانتهى التشييع عند مرقد الشهيد السيد نصر الله على طريق المطار القديم شارع الشهيد قاسم سليماني حيث تمت الصلاة على روحه ووري الثرى وسط حشد كبير اعاق الدفن حتى قرابة السادسة مساء، ولم تتخلل التشييع الطويل اي مشكلة اوحادثة، نتيجة حسن التنظيم وإجراءات القوى الامنية والتزام المواطنين بتعليمات اللجان المواكبة على الارض من المدينة الرياضية حتى طريق المطار.
وقد بث موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي مراسم تشييع الشهيد السيد نصر الله بشكل مباشر..وقالت منصة إعلامية إسرائيلية: استعراض القوة لحزب االله.. مئات الآلاف في جنازة ضخمة لنصر االله.
ولاحظ المشيعون ان الرئيس نبيه بري الذي حضر التشييع، بدا حزينا، وسقطت دموع من عينيه، والذي حضر بصفة شخصية، ومثَّل رئيس الجمهورية جوزف عون في حين مثل وزير العمل محمد حيدر رئيس الحكومة نواف سلام. اضافة الى مشاركة رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقري قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي.
وبعد وصول نعشي الشهيدين نصر الله وصفي الدين الى مكان الدفن، حيث كانت تنتظر الحشود الشعبية لالقاء النظرة الاخيرة على النعشين، ثم القاء التحية العسكرية، ثم انزل نعش الشهيد السيد نصر االله، وحمل على الاكتاف ليشق طريقه بصعوبة وسط اجواء الحزن وهتافات المشاركين المؤيدة للمقاومة وللسيد نصر االله.
وأمَّ الصلاة على جثماني الشهيدين رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، ثم سارت الحشود وراء النعشين نحو الضريح.
وبعد مواراة الجثمان في مرقده الاخير على طريق المطار، انتهت بعيد الثامنة مراسيم التشييع، وانتشر مئات العناصر الكشفيين في مكان التشييع لرفع النفايات.
واعلن «التحكم المحوري» في قوى الامن الداخلي على اعادة فتح السير على جميع الطرقات والتقاطعات داخل العاصمة بيروت وحركة المرور طبيعية.
غارات للترهيب
بدأ العدو الاسرائيلي من الساعة التاسعة من صباح امس كما كان متوقعاً، محاولات التخريب والتعطيل والتهويل على المشاركين في تشييع السيدين الشهيدين،وشن العدو غارات على منطقة مريصع في اطراف بلدة انصار بقضاء النبطية، واستهدف العدو الإسرائيلي بغارات متتالية الوادي الواقع بين معروب وديرقانون النهر، بالإضافة إلى أطراف الحنية والزرارية. كما استهدفت سلسلة غارات إسرائيلية وادي العزية في أطراف زبقين وأطراف جناتا.
ومن الغارات غارتين استهدفتا المنطقة الواقعة بين القليلة والسماعية في قضاء صور.
و أدت الغارات إلى وقوع اضرار في عدد من المنازل بين بلدتي القليلة والسماعية في قضاء صور .وعملت عناصر الإسعاف على نقل فتاة سورية اصيبت نتيجة الغارات الى المستشفى اللبناني الإيطالي للمعالجة.
كما شن العدو غارة على منطقة وادي العزية جنوب صور. وقرابة السادسة والربع مساء شن العدوغارة جديدة على وادي زبقين.
وشن الطيران الحربي المعادي غارة جوية على بلدة بريصا في جرود الهرمل، دون ورود معلومات عن الأضرار أو الإصابات. كما شن غارة على خراج بلدة بوداي بين محلة الجداوي وتلة الحفير غرب بعلبك.
وجنوباً، استهدفت غارة معادية بعد الظهرمنطقة الأحمدية وأخرى على منطقة وادي العزية جنوب صور. كما طالت الغارات المنطقة بين بلدتي زبقين ومجدل زون، بالاضافة الى غارتين عنيفتين على تبنا قرب البيسارية. ونفذ الجيش الاسرائيلي غارة على جيل الريحان في منطقة جزين.ومساء شن العدوغارتين من مسيرتين على وادي زبقين.
واعلنت القناة 12 الإسرائيلية: أن الجيش قصف اليوم 14 هدفاً في لبنان. فيما زعم جيش الاحتلال انه «استهدف بنى عسكرية لحزب الله تهدد امن اسرائيل».
واعلنت القناة 12 الإسرائيلية: أن الجيش قصف 14 هدفاً في لبنان، فيما زعم جيش الاحتلال انه «استهدف بنى عسكرية لحزب الله تهدد امن اسرائيل».
واستمر تحليق المسيرات المعادية من ليل امس الاول وطيلة نهار اليوم فوق مناطق بيروت وضواحيها لا سيما فوق المدينة الرياضية والجنوب على علو منخفض.
الحضور مع بث لكلمات للأمين العام الشهيد حسن نصرالله شن طيران العدو الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت. فبادر المشاركون الى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة، وسط حالة من الحزن وإطلاق الشعارات المؤيدة للمقاومة.
وشارك في التشييع رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا نفسه ورئيس الجمهورية، ووزير العمل ممثلا رئيس الحكومة نواف سلام، والرئيس السابق للجمهورية اميل لحود وحشد كبيرمن النواب والشخصيات السياسية والحزبية والاهلية والدينية الاسلامية والمسيحية من كل المذاهب، وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، بالاضافة الى عائلات الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الايراني السابق حسين عبد االلهيان وقائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومستشار الرئيس الايراني السيد محسن رضائين وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الى المطار الذي يضم ما يقارب اربعين نائبا. كماشارك من دول العالم ابن المناضل الاممي تشي غيفارا وحفيد القائد التاريخي لجنوب افريقيا نلسون منديلا.
وام الصلاة على جثماني الشهيدين عضو مجلس الشورى في «حزب االله» الشيخ محمد يزبك . وانتهى التشييع عند مرقد الشهيد السيد نصر الله على طريق المطار القديم شارع الشهيد قاسم سليماني حيث تمت الصلاة على روحه ووري الثرى وط حشد كبير اعاق الدفن حتى قرابة السادسة مساء، ولم تتخلل التشييع الطويل اي مشكلة اوحادثة، نتيجة حسن التنظيم وإجراءات القوى الامنية والتزام المواطنين بتعليمات اللجان المواكبة على الارض من المدينة الرياضية حتى طريق المطار.
وقد بث موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي مراسم تشييع الشهيد السيد نصر الله بشكل مباشر..وقالت منصة إعلامية إسرائيلية: استعراض القوة لحزب االله.. مئات الآلاف في جنازة ضخمة لنصر االله.
الديار: الوداع الكبير وراية الوفاء
كتبت صحيفة “الديار”: بالأمس، ارتجّت الأرض تحت أقدام الملايين، وانحنى الزمن إجلالًا لموكب الشهادة، حيث شُيّع السيدان الجليلان، حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في مشهدٍ لم تعرفه العصور إلا حين تودّع الأمم أعظم رجالها. لم يكن هذا التشييع مجرّد وداع، بل ملحمة سطّرها التاريخ بحروف من دمعٍ ونار، حيث ارتفعت الأعلام كأنها تلوّح بروحٍ لم تفنَ، وهتفت الحناجر بصوتٍ يملأ الآفاق، بأن الدم الذي سُفك لن يكون إلا جسرًا نحو فجرٍ جديد.
على امتداد الشوارع والساحات، تدفّقت الجموع، رجالًا ونساءً، شيوخًا وشبّانًا، صغارًا لم يعرفوا من الحياة سوى اسم السيد حسن نصرالله، وكبارًا عايشوا مسيرته منذ فجر المقاومة. كانت العيون دامعة، لكنها لم تكن عيون يأس، بل عيون وعد، عيون أمة تدرك أن القادة العظام لا يموتون، بل يتحوّلون إلى راياتٍ لا تُطوى وأصواتٍ لا تخفت.
لم يكن يوم حزنٍ خالص، بل كان يوم عهد، يوم تأكيد أن المسيرة مستمرة، وأن الراية التي حملها الشهيدان لن تسقط، بل ستتلقفها أيدٍ لا ترتجف، وستحملها قلوبٌ لا تعرف الخوف. في زحمة المشيعين، كان كل رجلٍ مقاتلًا بالقلب أو بالسلاح، وكان كل صوتٍ صدى لوعدٍ لن ينكسر: أن الدم الذي روى الأرض لن يذهب هباءً، وأن هذا الزحف العظيم ليس إلا البداية، لأن الشعوب التي تودّع قادتها بهذا المجد، لا تعرف الانكسار.
بالأمس، كتب التاريخ صفحة جديدة، ليس بالحبر، بل بدماء الشهادة، وبجموعٍ قالت للعالم بأسره إن القادة لا يرحلون، بل يتحوّلون إلى دربٍ لا ينتهي، ومسيرة لا تنكسر، ونبضٍ حيّ في قلوب الأوفياء، حتى التحرير والنصر.
هذا وفي تشييع تاريخي وجماهيري ضخم، ودّع لبنان والعالم أمس الاحد الامينين العامين السابقين لحزب الله الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين. الا ان «اسرائيل» أبت الا تعكير التشييع بقصفها بعشرات الغارات مناطق في الجنوب والبقاع ، فيما آثرت الاستعراض بطائراتها الحربية وعلى علو منخفض جدا فوق المدينة الرياضية، حيث كان يُقام التشييع، اثناء ترداد المشيعين عبارة «الموت لاسرائيل».
وشارك في التشييع الذي كان على قدر كبير من التنظيم، حشود ضخمة من مختلف المناطق، إلى جانب وفود رسمية وشعبية من لبنان وخارجه.
وفيما وُوري جثمان الشهيد نصرالله الثرى في ضريح أقيم خصيصا له على طريق المطار، من المتوقع ان يتحول محجا لمحبيه في كل اطياف العالم، وسيوارى الشهيد صفي الدين الثرى اليوم الاثنين في بلدته دير قانون النهر الجنوبية.
المقاومة قوية ومُستمرّة
وخلال المراسم، ألقى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خطابا اعتبر فيه أن «الحشد الجماهيري هو تعبير عن وفاء قلّ نظيره في تاريخ لبنان»، مؤكداً أن «معركة إسناد غزة هي جزء من الإيمان بتحرير فلسطين». وقال:»واجهنا الكيان «الإسرائيلي» والطاغوت الأكبر أميركا، التي حشدت كل إمكاناتها لمواجهة محور المقاومة، ولكننا أثبتنا صمودنا». وأضاف: «المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدة، وشعبنا صامد، والآن دخلنا في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وأساليبها».
وأوضح الشيخ قاسم أن حزب الله وافق على طلب العدو وقف إطلاق النار «من منطلقات استراتيجية»، مضيفًا: «التزمنا بالاتفاق، لكن «إسرائيل» لم تلتزم، وهنا تبدأ مسؤولية الدولة اللبنانية بعد انتهاء مهلة الاتفاق لانسحاب العدو».
واذ أكد أن «المقاومة مستمرة، قوية بحضورها وجهوزيتها، وهي حق لن يستطيع أحد سلبه»، شدد على «وجوب أن تنسحب «إسرائيل» من جميع المناطق التي لا تزال تحتلها». وقال: «اتخذنا خطوة واضحة، وهي أن تتحمل الدولة اللبنانية مسؤولياتها، وسنتصرف وفقاً للظروف، نطلق النار متى نرى مناسباً، ونصبر متى نرى مناسباً».
وتوجه الشيخ قاسم للعدو قائلا: «موتوا بغيظكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة».
اما للأسرى في سجون الاحتلال، فقال: «لن نترككم عند العدو، وسنبذل كل الجهود للإفراج عنكم».
اي رسالة من التشييع؟
وعلّق مصدر في «الثنائي الشيعي» على المشهد يوم أمس، واصفا اياه بـ «التاريخي»، معتبرا ان «مشاركة اكثر من مليون شخص بالتشييع دون تسجيل اشكال واحد، ودون اطلاق رصاصة، يؤكد كيف ان حزب الله لا يزال يضبط جمهوره وفي اعلى درجات القيادة، بعكس كل ما اشيع وتردد في الآونة الاخيرة».
وشدد المصدر لـ «الديار» على ان «اهم رسالة يفترض على اعداء لبنان قراءتها، هو ان جمهور المقاومة لا يزال خلفها ، وخيار المقاومة خيار لا تغتاله الصواريخ»، لافتا الى ان «كل من يفكر بأن حزب الله انتهى ويعمل لتحجيمه سياسيا، عليه ان يعيد حساباته».
واعتبر المصدر ان «المواقف التي اطلقها الشيخ نعيم قاسم يجب التوقف عندها ايضا، وبخاصة اشارته الى وقوف حزب الله خلف الدولة بموضوع تحرير النقاط التي لا تزال محتلة في الداخل اللبناني، كما التأكيد في الوقت نفسه ان اليد ستبقى على الزناد، وستطلق النار متى ارتأت قيادة المقاومة ذلك مناسبا».
غارات على البقاع والجنوب
وبالتزامن مع التشييع، شنّت الطائرات الحربية «الاسرائيلية» سلسلة غارات في البقاع استهدفت منطقة بريصا في جرود الهرمل، وخراج بلدة بوداي بين محلة الجداوي، وتلة الحفير غرب بعلبك.
وجنوبا، استهدفت الغارات منطقة مريصع في اطراف بلدة انصار، بلدة معروب في قضاء صور، منطقة النهر الواقعة بين بلدتي الحلوسية والزرارية، منطقة العاقبية، تبنا قرب البيسارية، جبل الريحان في منطقة جزين، ووادي العزية جنوب صور، اضافة للمنطقة الواقعة ما بين بلدتَي زبقين ومجدل زون في القطاع الغربي من الجنوب.
قاليباف – عون
وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، استقبل رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني مع وفد مرافق، اتوا للمشاركة بتشييع السيدين نصرالله وصفي الدين.
وفيما نقل قاليباف الى عون تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ودعاه للقيام بزيارة رسمية الى طهران، شدد على «وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها وسيادة الدولة عليها»، مبدياً «استعداد بلاده في المشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة اعمار ما هدّمه العدوان «الإسرائيلي» على لبنان».
واكد قاليباف ان «الجمهورية الإسلامية ترغب في رؤية لبنان بلداً مستقراً وآمناً ومزدهراً»، مشيراً الى ان بلاده «تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه».
مواقف عون
بدوره، كان للرئيس عون مواقف لافتة خلال لقائه الوفد الايراني، فأكد أن «لبنان تعب من حروب الآخرين على ارضه، واوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وافضل مواجهة لاي خسارة او عدوان، هي وحدة اللبنانيين»، وتوجه للوفد قائلا:»نشارككم في ما أشار اليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكد على ان حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة». وقال عون: «تتحمل الحكومة وجميع افراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد او مجموعة او أي مسؤول ان يلحق ادنى ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري للبلاد، او ان ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية».
البناء: أضخم حشد مليوني في لبنان بوجه الطائرات الإسرائيلية: على العهد يا نصرالله
قاسم: • وراء الدولة لتحرير الأراضي المحتلة وردّ الاعتداءات… والمقاومة قويّة
• سنشارك في بناء الدولة القويّة والعادلة تحت سقف الطائف… ولبنان وطن نهائيّ
كتبت صحيفة “البناء”: خيّب حزب الله رهانات خصومه وأحلامهم برؤية تجمّع لا يشبه ما سبق لحزب الله تنظيمه من حشود، ما يتيح القول بصوت مرتفع إن حزب الله لم يعُد يتمتع بدعم شعبي، كما في السابق وإن عليه بعدما اضطر للتراجع عن دوره العسكري السابق والتأقلم مع البحث عن أدوار جديدة لقوته العسكرية، أن يتأقلم مع تراجعه الشعبي والسياسي، ويقبل بخشبة خلاص يقدّمها له الخصوم تقوم على مقايضة السلاح بالاحتفاظ بدور سياسيّ والإفراج عن إعادة الإعمار، بمعزل عما إذا كان هناك أفق أو أمل لنجاح المساعي الدبلوماسية في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، فجاء الحشد المليونيّ غير المسبوق في تاريخ لبنان، ليقول إن حزب الله بالفعل لم يقدّم ما يشبه حشوده السابقة بل فاقها بأضعاف، وإن استشهاد أمينيه العامين زاده قوة وزاداً في شعبيته وتماسك مَن حوله وتمسكاً به ونهج المقاومة، كما قالت هتافات الحشود العفوية عندما أراد الإسرائيلي تخويف الحشود بتحليق منخفض لطائراته فوق المدينة الرياضيّة. فصدحت الحناجر على العهد يا نصرالله وراء نداء الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ومثلما كان التنظيم المتقن والدقيق والسيطرة على إدارة الحشود الضخمة والعدد الكبير من الضيوف من داخل لبنان وخارجه من شخصيات سياسية وإعلامية، فإن الحزب نجح بحشد مليونيّ غير مسبوق، معيداً صياغة التراجع عن العمل العسكريّ الراهن إلى تفسير مخالف لنظرية الهزيمة والضعف، بل كترجمة لرؤية سياسية تستثمر على الدولة ودورها.
في كلمته ركّز الشيخ قاسم على عنوانين، الأول الاحتلال والدولة والمقاومة، والثاني الشراكة الوطنية ومشروع الدولة، وفي العنوان الأول قال الشيخ نعيم قاسم، “نحن الآن أصبحنا في مرحلة جديدة، هذه المرحلة الجديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا أنجزنا القسم الأول، ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، التزمنا ولم تلتزم “إسرائيل” ولن تلتزم “إسرائيل”، صبرنا لإعطاء الفرصة لإنسحاب “إسرائيل” بالاتفاق والدبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم. اليوم بعد انتهاء مهلة الاتفاق في الانسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام احتلال وعدوان، اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبنانيّ مهما كانت المبرّرات اسمه عدوان، لا تستطيع “إسرائيل” أن تستمرّ باحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً وشعباً”.
في العنوان الثاني قال الشيخ قاسم، “سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسيّة:
أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى.
ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كالتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها.
ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والاجتماعية بأسرع وقت.
رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائيّ لجميع أبنائه ونحن من أبنائه”.
شُيِّع أمس، الأمينان العامّان السّابقان لحزب الله، الشهيدان السيدان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بحضور رسمي وشعبي كبير، يتقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ممثلاً أيضاً رئيس الجمهورية جوزاف عون، فيما مثّل رئيس الوزراء نواف سلام وزير العمل محمد حيدر. كما حضر الرئيس الاسبق اميل لحود وشاركت في المراسم احزابٌ سياسية حليفة لحزب الله، ابرزها حركة امل، الحزب السوري القومي الاجتماعي، تيار المرده، والحزب الديمقراطي اللبناني، كما شارت وفود نيابية مثلت التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي.
كما شاركت في التشييع وفود خارجية، تقدمها رئيس مجلس الشورى الايراني محمّد باقر قاليباف، ووزير خارجية طهران عباس عراقجي، اللذان وصلا صباح أمس، الى بيروت على رأس وفد.
وتلا السيد مجتبى الحسيني رسالة من السيد علي الخامنئي أكد فيها أن “المقاومة في مواجهة الغصب والظلم والاستكبار باقية، ولن تتوقف حتى بلوغ الغاية المنشودة”.
وألقى الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، كلمةً مسجلة جاء فيها “نودّع اليوم قائدًا تاريخيًّا استثنائيًّا، قائدًا وطنيًّا عربيًّا إسلاميًّا يمثّل قبلة الأحرار في العالم. إنّك باقٍ فينا بتعاليمك وجهادك، وسنحفظ الأمانة ونواصل السير على هذا الخطّ. أنت القائل: هذا الطريق سنكمله لو قُتِلنا جميعًا، ولو دُمِّرت بيوتنا على رؤوسنا، فلن نتخلّى عن خيار المقاومة”. ولفت إلى اختلاف المرحلة الراهنة عن سابقاتها، قائلاً إنّ “أبرز خطوةٍ اليوم هي أن تتحمّل الدولة مسؤوليّاتها. لقد التزمنا ولم تلتزم “إسرائيل”، وصبرنا لإعطائها فرصة الانسحاب، لكنّنا أمام خرقٍ تحوّل إلى احتلالٍ وعدوان. والمقاومة قدّمت نموذجًا في الصمود سيُحتذى به مستقبلًا”. وأضاف: “ماذا عن مستقبل المقاومة؟ إنّها لم تنتهِ وهي مستمرّةٌ بحضورها وجهوزيّتها. لا نقبل في لبنان أن تتحكّم أميركا ببلدنا. المسار طويل ونحن له بالمرصاد، ولن نقبل باستمرار قتلنا ونحن نتفرّج. يا دعاة السيادة، استيقظوا! ماذا تفعلون الآن؟ سنواجه حتّى النصر أو الشهادة.»
وشدّد على أن “المقاومة أساس وهي خيارنا ما دام الاحتلال وخطره موجودًا، وسنتابع تحرك الدولة لطرد الاحتلال دبلوماسيًّا والبناء بعد ذلك على النتائج، ونبحث الاستراتيجية الدفاعية، ونحن ندعم تحرير فلسطين ومواجهة مشروع الرئيس الأميركي في تهجير أهل فلسطين، وشهداء غزة، وسنشارك في بناء الدولة القوية العادلة تحت سقف اتفاق الطائف، تحت 3 عناوين وهي إقرار خطة الإنقاذ في أسرع وقت، تحرير الأرض وإطلاق الأسرى، وبناء ما تهدّم. وبالنسبة لنا لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه، نحن متحالفون مع حركة أمل وهذا التحالف تعمّد بالدم. لا تفكّروا أن تلعبوا بيننا فإننا واحد في الموقف والسياسة وسنبقى كذلك لعزتنا وعزة لبنان، وللرؤوس الحامية أقول في الداخل اللبناني لا يوجد رابح وخاسر، فلنتنافس لخير الناس”. وأضاف: “المقاومة إيمانٌ ولا يمكن لأحدٍ أن يسلبنا هذا الحقّ. هي حياة الشعوب الحرّة، وتُكتَب بالدماء لا بالحبر، ولا يثنيها مَن يعارضها، فهي تقتلع المحتلّ ولو بعد حين، وترسم مستقبل الأحرار. هي إيمانٌ أرسخ من الجحافل، وعشقٌ يغلغل في المحافل، ونصرٌ يُخلّد كلّ مقاتل. موتوا بغيظكم… فالمقاومة باقيةٌ وقويّةٌ ومستمرّة.»
في غضون ذلك، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منطقة مريصع في أطراف بلدة أنصار، أعقبها تنفيذ غارتين إضافيتين استهدفتا منطقتي القليلة والسماعية في قضاء صور. ولم تتوقّف الضربات عند هذا الحدّ، إذ طالت وادي العزية على أطراف زبقين وأطراف جناتا، فضلاً عن قصف جويّ استهدف الوادي المجاور لبلدة معروب ومنطقة النهر بين الحلوسيّة والزراريّة في الجنوب اللبنانيّ. فضلًا عن بوداي الحفير غربي بعلبك في السلسلة الغربيّة. فضلًا عن البيسارية. وأفادت تقارير ميدانيّة، مساءً بأنّ “الطّيران المسيّر الإسرائيلي شنّ غارتَين مستهدفًا وادي زبقين”.
وأثناء التشييع حلّق الطيران الحربيّ الإسرائيليّ وعلى علوٍّ منخفض فوق بيروت وضاحيتها الجنوبيّة. وفي هذا السّياق، أعلن وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس، أن “تحليق طائراتنا فوق موقع تشييع نصرالله ينقل رسالة واضحة بان مَن يهدد بتدمير “اسرائيل” ويهاجمها هذه ستكون نهايته”. ليعود جيش العدو الاسرائيلي لينشر صورًا لتحليق مقاتلاته الحربيّة فوق تشييع السيد نصر حسن نصرالله.
إلى ذلك زار رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني مع وفد مرافق كلًا من رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
ونقل الرئيس قاليباف إلى الرئيس عون دعوة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لزيارة رسمية الى طهران. وتحدث عن العلاقات اللبنانية – الإيرانية وضرورة تطويرها في المجالات كافة.
وشدّد قاليباف على “وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها وسيادة الدولة عليها”، مبدياً “استعداد بلاده في المشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة إعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان”، ومؤكداً أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في رؤية لبنان بلداً مستقراً وآمناً ومزدهراً”، مشيراً إلى أن “بلاده تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخل خارجي في شؤونه”.
أما الرئيس عون فقال: “لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة أو عدوان، هي وحدة اللبنانيين. ونشارككم في ما أشار إليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكد على أن “حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة”، كما تؤكد على أنه “تتحمل الحكومة وجميع افراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد أو مجموعة او أي مسؤول أن يلحق أدنى ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري للبلاد، أو أن ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية”.
ونوّه الرئيس عون بما صدر عن قمة الرياض الأخيرة والتي شاركت فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا سيما “تأكيد حل الدولتين بالنسبة الى القضية الفلسطينية، وعلى ان السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين”.
وقال الرئيس عون إن “لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية”، معرباً عن أمله بـ”الوصول الى حل عادل لها”.
وأكد عون “حرص لبنان على إقامة أطيب العلاقات مع طهران، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين”.
ومن عين التينة، قال قليباف أتمنى أن تؤدي الزيارة إلى مزيد من علاقات التعاون بين إيران ولبنان، خصوصاً مع بدء الحكومة الجديدة عملها وسنقف إلى جانب أي قرار تتخذه الحكومة والشعب والمقاومة.
ومن السراي الحكومية أكد سلام خلال استقباله الوفد الإيراني أن الدولة اللبنانية تعمل جاهدة بكل الطرق الدبلوماسية والسياسية من أجل الضغط على “إسرائيل” لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان، كما أكد أن الحكومة التزمت في بيانها الوزاري بإعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي الأخير. وقال إن سلامة أمن المطار والمسافرين هو الاعتبار الأساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت وإليه، وهو من مسؤولية الدولة اللبنانية.
الشرق: تشييع حاشد لنصرالله وصفي الدين والطيران الاسرائيلي يهول
كتبت صحيفة “الشرق”: أقيمت امس مراسم تشييع الشهيدين، أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله والسيد صفي الدين في المدينة الرياضية، في حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ووزير العمل الدكتور محمد حيدر ممثلا رئيس الحكومة القاضي نواف سلام.
بداية تليت ايات قرانية ثم عزف النشيد الوطني ونشيد الحزب.
ثم دخل نعشا نصرالله وصفي الدين، إلى باحة المدينة الرياضية في بيروت، وسط الهتافات وكلمات تبث للسيد حسن نصر الله، ورُفعت رايات الحزب وصور الشهيدين، فيما تعالت هتافات المشيعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية لإلقاء النظرة الأخيرة على نعشي نصرالله وصفي الدين.
وأقيمت صلاة الوداع على جثماني الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، وسط هتافات المشاركين.
وأَمَّ عضو مجلس الشورى في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك الصلاة على جثماني الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين.
وعند انتهاء الصلاة على جثماني نصر الله وصفي الدين، بدأت الحشود الغفيرة بالتحرك وراء النعشين نحو الضريح، حيث فرش السجاد الأحمر وأحيط بالورود.
وبعد وصول نعشي نصر الله وصفي الدين الى مكان الدفن، حيث كانت الحشود الشعبية تتتظر لتلقي النظرة الاخيرة على النعشين، تم القاء التحية العسكرية، ثم أنزل نعش السيد نصرالله، وحمل على الأكتاف ليشق طريقه بصعوبة وسط أجواء الحزن وهتافات المشاركين من كل المناطق اللبنانية المؤيدة للمقاومة وللسيد نصر الله الى مثواه الأخير.
قاسم: وألقى الأمين العام
لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كلمة خلال المراسم فتوجه الى نصر الله قائلا: «افتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المُحبين، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك، انت حيٌ فينا». وقال: نحن الآن أصبحنا في مرحلة جديدة، هذه المرحلة الجديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا انجزنا القسم الأول ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، إلتزمنا ولم تلتزم إسرائيل ولن تلتزم إسرائيل، صبرنا لإعطاء الفرصة لإنسحاب اسرائيل بالإتفاق والدبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم، اليوم بعد انتهاء مهلة الإتفاق في الإنسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام إحتلال وعدوان، اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبناني مهما كانت المبررات اسمه عدوان، لا تستطيع إسرائيل ان تستمر بإحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً وشعباً. اضاف: المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان،وسنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار المقاومة أنه في كل يوم سوف نرد وأنه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكم أميركا الطاغية بِبلدنا.
خامنئي: وفي سياق المراسم، القى ممثل الإمام الخامنئي في العراق السيد مجتبى الحسيني كلمة الخامنئي، وصف فيها السيد حسن نصرالله بـ «المجاهد الكبير وزعيم المقاومة والرائد في المنطقة». وبعد الوقوف دقيقة صمت من قبل الحضور، دخل نعشا السيدين محمولين على عربة خاصة عليها العلم اللبناني وعلم حزب الله، وكان النعشان ملفوفان بعلم الحزب، وعلى النعش عمامتهما وتلفهما الورود البيضاء والحمراء، وسط حزن شديد وصرخات وهتافات مؤيدة للسيد نصر الله وشعار «إنا على العهد». وبينما يجول النعشان بين الحضور مع بث لكلمات للأمين العام الشهيد حسن نصرالله شن طيران العدو الإسرائيلي غارات وهمية فوق مدينة بيروت.
فبادر المشاركون الى إطلاق الصرخات والهتافات المنددة، وسط حالة من الحزن وإطلاق الشعارات المؤيدة للمقاومة.
الحضور: وشارك في التشييع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي ورئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف، بالاضافة الى عائلات الرئيس الايراني السابق ابراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الايراني حسين عبد اللهيان وقائد قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ومستشار الرئيس الايراني السيد محسن رضائي وشخصيات قضائية مع الوفد الرسمي الى المطار الذي يضم ما يقارب اربعين نائبا.
أما على المستوى العربي، فقد وصل وفد عراقي كبير يضم شخصيات سياسية ودينية وإعلامية للمشاركة في التشييع، إضافة إلى وفود يمنية.
الحشود: وبدأت الحشود توافدت منذ فجر امس إلى المدينة الرياضية في بيروت للمشاركة في مراسم التشييع، حيث امتلأت الساحات بالمشيعين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، وسط أجواء من الحزن والتأثر.
وعلقت شاشات ضخمة على معظم الطرق في إتجاه المدينة الرياضية ليتسنى للمشاركين على الطرق حضور مراسم التشييع.
وانتشرت وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي في كل الطرقات حيث تعمل على ارشاد وتوجيه الحشود التي تتقاطر بإتجاه المدينة الرياضية.
الأنباء: رسالة الحزب في يوم التشييع: نحن هنا … عون الى السعودية نهاية الأسبوع وترقب لجلسة الثقة
كتبت صحيفة “الأنباء” الإلكترونية: نجح حزب الله في حشد جمهور “الثنائي” في رسالتين خارجية وداخلية أراد منهما تأكيد حضوره الفاعل رغم الخسائر التي مني بها في الحرب الأخيرة. فتحول تشييّع السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت إلى ما يشبه استفتاء شعبيا. إذ شاركت حشود قدرها المنظمون بأكثر من مليون شخص من أنصار الحزب وحركة أمل.
وحضر المراسم رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنيابة عن نفسه وممثلاً رئيس الجمهورية جوزف عون، ووزير العمل محمد حيدر ممثلاً رئيس الحكومة نواف سلام. ووفد إيراني تقدمه رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي وممثل عن المرشد علي خامنئي.
أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ألقى كلمة متلفزة، شدّد فيها على أن “المقاومة مستمرّة وقويّة”، وقال: “نمارس حقّنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة والظروف ونناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوّته عندما نناقش الاستراتيجية الدفاعية”.
وأضاف: “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه. سنشارك في بناء الدولة القوية ونهضتها ونحن حريصون على مشاركة الجميع في عملية البناء والسلم الأهلي”.
واعتبر الموافقة على وقف إطلاق بأنه نقطة قوة وليس ضعفا. وقال لم نعد أمام خرق للاتفاق العام، انما أمام احتلال وعدوان اسمه 5 نقاط.
وبالتزامن مع دخول النعشين وكلمة قاسم، حلّقت طائرات حربية إسرائيلية على علو منخفض. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: “الطائرات التي تحلق في أجواء بيروت هي رسالة واضحة بأن هذه هي نهاية كل من يهدد بتدمير إسرائيل”.
وقال مسؤول إسرائيلي إن عددا من المقاتلات التي حلقت فوق بيروت شاركت في اغتيال امين عام حزب الله حسن نصرالله. كما اغارت الطائرات الإسرائيلية على ١٤ موقعا في الجنوب والبقاع.
عون
رئيس الجمهورية جوزاف عون استقبل في قصر بعبدا، رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي، والسفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني مع الوفد المرافق، في حضور وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي. وقال عون أمام الوفد: لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، ونشارككم في ما أشار إليه الدستور الإيراني من أن “حرية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة”، كما تؤكد على انه “تتحمل الحكومة وجميع أفراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد أو مجموعة او أي مسؤول أن يلحق ادنى ضرر بالاستقلال السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو العسكري للبلاد، او أن ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرية”. وقال الرئيس عون أن “لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية”.
زيارة السعودية
إلى ذلك، أفادت مصادر القصر الجمهوري بأن الرئيس عون سيزور المملكة العربية السعودية يوم الأحد المقبل، قبل حضوره القمة العربية في القاهرة في الرابع من آذار، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيساً للجمهورية. ويرافقه فيها وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.
جلسة الثقة
وفيما تترقب الأوساط السياسية جلسات مناقشة البيان الوزاري يومي الثلثاء والأربعاء تمهيداً لإعطاء الحكومة الثقة، أشارت مصادر سياسية عبر “الأنباء” الإلكترونية الى ارتفاع وتيرة الاتصالات مع الكتل النيابية لحشد أكبر تأييد ممكن للبيان الوزاري. وأشارت إلى أن كلمات النواب ستتركز على مضمون هذا البيان وما يحمله من وعود. وأن عدد النواب الذين سيتكلمون خلال الجلسة قد يزيد عن 20 نائبا. وقدّرت المصادر عدد النواب الذين سيمنحون الثقة للحكومة بأكثر من 80 نائباً. وتحدثت عن 4 ملفات يوليها الرئيس سلام اهتماماً خاصاً. الأول، تنفيذ القرار 1701. الثاني، انجاز استحقاق الانتخابات البلدية والنيابية. الثالث، تعيين حاكم لمصرف لبنان تمهيداً لهيكلة المصارف، مع ما يستتبع ذلك من إيجاد حل لمسألة الودائع. الرابع، يتعلق بملف الكهرباء. وقالت المصادر إن على هذه الملفات تتوقف الكثير من المساعدات التي ستصل الى لبنان.
الجمهورية: عون لقاليباف: لبنان تعب من حروب الآخرين… قاسم: لبنان وطن نهائي والمقاومة لم تنته
كتبت صحيفة “الجمهورية”: طوفان بشري مليوني كان في وداع الأمين العام لـ”حزب الله” الشهيد السيد حسن نصرالله وخليفته الشهيد السيد هاشم صفي الدين إلى مثواهما الأخير، وملأ مدينة كميل شمعون الرياضية وجوارها والطرق المؤدية إليها في بيروت، كما غصّت به أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت وشوارعها، ولم يعكّره تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي مرّتين وعلى علو مخفوض فوق مكان التشييع والمشيّعين، الذين لم يهلعوا وراحوا يهتفون “الموت لأميركا” و”الموت لإسرائيل”، في الوقت الذي كان يتحدث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، محدداً خياراته الداخلية وعلى مستوى المقاومة.
وكان الطوفان البشري بدأ يتعاظم منذ السبت وسط إجراءات أمنية وعسكرية مشدّدة اتخذها الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنية، ليبلغ ذروته قبل التشييع الذي بدأ عند الأولى بعد الظهر لينتهي في السابعة والنص مساءً بمواراة السيد نصرالله في الثرى في محلة برج البراجنة، على أن يوارى السيد صفي الدين في مسقط رأسه دير قانون النهر في الجنوب اليوم.
وقد حضرت التشييع وفود من 80 دولة أبرزها وفد إيراني رفيع المستوى ضمّ رئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف، ووزير الخارجية عباس عراقجي اللذين وصلا في طائرة إيرانية.
خيارات الحزب
وخلال التشييع تحدث الشيخ نعيم قاسم عبر الشاشة، فعدّد مزايا “سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله وصفيّه السيد هاشم صفي الدين”. وخاطب المحتشدين قائلاً: “أنتم الشعب الوفي، أنتم الشعب المعطاء، أنتم الشعب الذي يستمر”. وتحدث قاسم في أربع نقاط فقال: “واجهنا معركة الإسناد، إسناد غزة، هو جزءٌ من إيماننا بتحرير فلسطين، وخطّط الإسرائيلي ليخوض حرباً على لبنان بعد أربعة أيام في 11 تشرين الأول، وهو حتى لو لم يخض هذه الحرب لاحقاً، كانت له نية أن يخوض حرباً على لبنان في يومٍ من الأيام، لأنّه لا يتحمّل هذه المقاومة العظيمة، واجهنا الكيان الإسرائيلي ومن وراءه الطاغوت الأكبر أميركا، التي حشدت كل إمكاناتها من أجل أن تُواجه غزة وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران، أي محور المقاومة”.
وأضاف: “وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار، لأنّ لا مصلحة للمقاومة ولبنان باستمرار القتال غير التناسبي وتحقيق الأضرار من دون أُفق سياسي ولا ميداني، يعني خلص صار كل أمر سيحصل هو عبارة عن قتل وقتال من دون تقدّم ميداني ولا تقدّم سياسي(…) نحن الآن أصبحنا في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وأساليبها وطريقة التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة مسؤوليتها، بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا أنجزنا القسم الأول ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، إلتزمنا ولم تلتزم إسرائيل ولن تلتزم إسرائيل، صبرنا لإعطاء الفرصة لانسحاب إسرائيل بالاتفاق والديبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم، اليوم بعد انتهاء مهلة الإتفاق في الانسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام احتلال وعدوان، اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط، هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبناني مهما كانت المبررات اسمه عدوان، لا تستطيع إسرائيل أن تستمر باحتلالها وعدوانها، اعلموا أنّ المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً وشعباً، ونحن نُؤمن أنّ النصر النهائي حتميٌ كنصرٍ مطلق، يتأخّر لأنّ القلة هي التي تُواجه ولو واجه الجميع لِتغيّرت المعادلة”.
وأكّد قاسم انّ “المقاومة لم تنتهِ، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان، ولا يُمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، كيف ونحن نُؤمن أنّ المقاومة إيمانٌ وواجب، ليست حقاً فقط”. وقال: “سنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار المقاومة أنّه في كل يوم سوف نردّ وأنّه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكّم أميركا الطاغية بِبلدنا، ماذا قالت أميركا لِإسرائيل؟ قالت لها: لنتوقف طالما لا تستطيعون أن تتقدّموا مترين إلى الأمام، ونحن إن شاء الله بالسياسة نستطيع أن نُؤثر على الداخل اللبناني، ونأخذ لكم بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، “فشر” لن تأخذوا بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، واعلموا أنتم أيها الأميركيون إذا كنا ساكتين الآن، وإذا كنتم تتحركون بِحرّية بِطريقة سيئة، وتُحاولون الضغط على المسؤولين وعلى لبنان، لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم لأنّ المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، ويعرفون حقوق الشعب، ويعرفون أنّ هذه القوى المختلفة هي ممثلة لِهذا الشعب، لذلك أنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات. لا تفكروا أنّ صبرنا وحكمتنا بالأولويات قد ضعفت، فالمسار طويل ونحن لها، لن نخضع، ولن نقبل باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدّم ما لدينا من قوة لِيتحكّم بِنا العدو”.
وتوجّه إلى من سمّاهم “دعاة السيادة” قائلاً: “استيقظوا، ماذا فعلتم في فرصة الاتفاق؟ ماذا تفعلون الآن؟ لا نسمع منكم كلمة ضدّ إسرائيل، لا نسمع منكم كلمة ضدّ أميركا، كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال المستمر؟ ومع هذا التدخّل الأميركي؟ والله لو اجتمع طواغيت العالم بأسرهم لِقتلنا أو إذلالنا سوف نُواجههم حتى النصر أو الشهادة”. وحدّد قاسم ثوابت الحزب في المرحلة الجديدة ولخّصها بالآتي:
“أولاً: المقاومة أساس، وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما دام الاحتلال موجوداً وما دام خطره موجوداً. نُمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة وبحسب الظروف، وسنتابع تحرك الدولة لِطرد الاحتلال ديبلوماسياً، ونَبني بعد ذلك على النتائج. ونُناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الإستراتيجية الدفاعية.
ثانياً: فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها وسنواصل مشروع ترامب التهجيري مع كل القوى الحيّة في المنطقة، الشهداء الكثر والجرحى، 160 ألف شهيد وجريح في غزة وجريحة وشهيدة، هؤلاء هم الثمن الحقيقي لاستمرار العزة ومن أجل أن نُكمل الراية ونستمر على العهد.
ثالثاً: سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسية:
أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى.
ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كإلتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها.
ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والإجتماعية بأسرع وقت.
رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه”.
وشدّد قاسم على التحالف القائم بين “حزب الله” ومع حركة “أمل”، وقال: “هذا التحالف تَعمّد بالدم والتضحية والعطاءات والمقاومة والمواجهة، لا تُفكروا أن تلعبوا بيننا، فإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات وواحدٌ في السياسة، وسنبقى معاً إن شاء الله لِعزتنا وعزة لبنان وعزة الأمة”. واضاف: “نُؤمن بِدور الجيش الكبير للدفاع عن السيادة والأمن. وللرؤوس الحامية أقول لهم: في الداخل اللبناني لا يوجد رابح ولا يوجد خاسر، لأنّ النتائج كلها مرتبطة بإسرائيل، فَلنتنافس لِخير البلد والناس، هذا أفضل لنا جميعاً”.
الموقف الإسرائيلي
وفي ضوء تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق المشيعين، وأثناء إلقاء قاسم كلمته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنّ “الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلّق فوق بيروت خلال جنازة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ترسل رسالة واضحة وهي من يهدّد ويهاجم إسرائيل سيكون مصيره الموت”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على منصة “إكس”: “اليوم (أمس) هو يوم جنازة حسن نصرالله. اليوم أصبح العالم مكاناً أفضل”.
وفي سياق متصل، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أنّ مشاهد جنازة نصرالله “تعكس مفترق الطرق الذي يواجهه لبنان”، معتبرًا “أنّ لبنان إما أن يبقى تحت الاحتلال الإيراني ممثلًا بـ”حزب الله”، أو يسلك طريق التحرر واستعادة حريته”.
وفي غضون ذلك، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أنّ إسرائيل تخوض حربًا ضارية على سبع جبهات ضدّ من يسعون إلى القضاء عليها”.
الوفد الإيراني
من جهة ثانية، جال الوفد الإيراني برئاسة قاليباف على كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
ونقل قاليباف إلى عون تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ودعوة منه إلى زيارة رسمية لإيران، وهنأه بانتخابه رئيساً للجمهورية، ثم تحدث عن العلاقات اللبنانية – الإيرانية وضرورة تطويرها في المجالات كافة. وشدّد قاليباف على “وحدة الأراضي اللبنانية وسلامتها وسيادة الدولة عليها”، مبدياً “استعداد بلاده في المشاركة مع دول عربية وإسلامية في إعادة اعمار ما هدّمه العدوان الإسرائيلي على لبنان”، ومؤكّداً انّ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترغب في رؤية لبنان بلداً مستقراً وآمناً ومزدهراً”، مشيراً إلى انّ “بلاده تدعم أي قرار يتخذه لبنان بعيداً عن أي تدخّل خارجي في شؤونه”.
حروب الآخرين
ورحّب الرئيس عون بقاليباف والوفد المرافق، لافتاً إلى انّه “على مدى عقود طويلة، خسر لبنان زعامات كبيرة، وخلال العدوان الإسرائيلي الأخير، سقط شهداء دفاعاً عن وحدة لبنان واستقراره”. وقال: “لقد تعب لبنان من حروب الآخرين على أرضه، وأوافقكم الرأي بعدم تدخّل الدول في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وأفضل مواجهة لأي خسارة او عدوان، هي وحدة اللبنانيين. ونشارككم في ما أشار اليه الدستور الإيراني في مادته التاسعة التي تؤكّد على انّ “حرّية البلاد واستقلالها ووحدة أراضيها وسلامتها، هي أمور غير قابلة للتجزئة”، كما تؤكّد على انّه “تتحمّل الحكومة وجميع أفراد الشعب مسؤولية المحافظة عليها، ولا يحق لأي فرد او مجموعة او أي مسؤول أن يُلحق أدنى ضرر بالاستقلال السياسي او الثقافي او الاقتصادي او العسكري للبلاد، او ان ينال من وحدة أراضي البلاد بحجة ممارسة الحرّية”. ونوّه بما صدر عن قمّة الرياض الأخيرة والتي شاركت فيها إيران، لاسيما “تأكيد حل الدولتين بالنسبة إلى القضية الفلسطينية، وعلى انّ السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين”.
وقال الرئيس عون انّ “لبنان دفع ثمناً كبيراً دفاعاً عن القضية الفلسطينية”، معرباً عن أمله بـ”الوصول الى حل عادل لها”. واكّد رئيس الجمهورية “حرص لبنان على إقامة اطيب العلاقات مع طهران، لما فيه مصلحة البلدين والشعبين”.
من جهته قال الرئيس سلام خلال لقائه قاليباف: “انّ الدولة اللبنانية تعمل جاهدة بكل الطرق الديبلوماسية والسياسية للضغط على إسرائيل لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان”، وأكّد انّ الحكومة التزمت في بيانها الوزاري بإعادة إعمار ما هدّمه العدوان الاسرائيلي الاخير.
ومن ناحية اخرى، قال سلام انّ “سلامة أمن المطار والمسافرين هو الاعتبار الأساسي الذي يرعى تسيير الرحلات من وإلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت، وهو من مسؤولية الدولة اللبنانية”.
وحول التحدّيات الإقليمية الناتجة من حرب غزة، رأى رئيس الحكومة “أن لا حل من دون تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره على ارضه وإقامة دولته المستقلة فيها وفق ما جاء في مبادرة السلام العربية التي أُقرّت في قمة بيروت عام 2002، والتي تبنّتها بالإجماع إلى جانب الدول العربية، دول منظمة التعاون الإسلامي ايضاً”.
من جهة أخرى، أفادت وكالة “فارس” الإيرانية، أنّ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان كان قد أبدى رغبة في المشاركة في مراسم تشييع نصرالله، لكنه امتنَع عن الزيارة بسبب عدم تلقّيه دعوة رسمية من السلطات اللبنانية.
الشرق الأوسط: «حزب الله» يشيّع نصر الله… وقاسم يتعهد بـ«السير على نهجه»
كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: شارك الآلاف من مناصري «حزب الله» ووفود رسمية وشعبية من دول عدة، الأحد، في مراسم تشييع حاشدة للأمين العام الأسبق لـ«الحزب»، حسن نصر الله، وكذلك تشييع خلفه، هاشم صفي الدين. وألقى الأمين العام الحالي، نعيم قاسم، كلمة أمام جمهور المشيعين.
وقتل نصر الله عن 64 عاماً بضربة إسرائيلية استُخدمت فيها أطنان من المتفجرات، على مقرّه الواقع تحت الأرض بمنطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «الحزب»، يوم 27 سبتمبر (أيلول) 2024.
واكتظت «مدينة كميل شمعون الرياضية» في جنوب بيروت، منذ ساعات الصباح الباكر، بعشرات الآلاف من مناصري «الحزب» الذين اتّشحوا بالسواد رافعين صور نصر الله ورايات «الحزب» الصفراء.
وقال مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» إن المدرجات التي قدر المنظمون عدد مقاعدها بـ55 ألفاً امتلأت عن آخرها.
وخلال المراسم، تعهَّد الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، الأحد، بـ«السير على خط» سلفه. وقال قاسم في خطاب ألقاه عبر الشاشة: «أفتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المحبين، لكنك باق فينا بنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك».
وأضاف: «سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط»، مكرّراً بقبضة مرفوعة: «أنا على العهد يا نصر الله».
وتعهَّد نعيم قاسم، الأمين العام لـ«حزب الله»، باستكمال الطريق الذي خطه الأمين العام السابق، حسن نصر الله، مؤكداً: «لو قُتلنا جميعاً، ولو دُمِّرت بيوتنا على رؤوسنا».
وتعهَّد قاسم، في كلمة خلال مراسم تشييع نصر الله وصفي الدين، أيضاً، باتخاذ كل الإجراءات للإفراج الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل.
وقال إن حجم الضغوط على الحزب ومناصريه كان «غير مسبوق»، مضيفاً: «ولكن حجم الصمود في المقابل كان غير مسبوق أيضاً».
وتابع: «ثوابتنا في المرحلة الجديدة أن المقاومة أساس وهي خيارنا، ما دام الاحتلال موجوداً، وملتزمون بالمشاركة في بناء الدولة اللبنانية القوية والعادلة وتحت سقف (اتفاق الطائف)».
وأشار إلى أن «حزب الله» صبر على وقف إطلاق النار، ولم يخرقه، مؤكداً: «اليوم بعد انتهاء مهلة انسحاب القوات الإسرائيلية، فنحن أمام احتلال وعدوان».
وشدَّد قاسم على حرص جماعته على «مشاركة الجميع في بناء الدولة وعلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي»، لافتاً النظر إلى أن الحزب سيشارك في الحكومة والدولة «ضمن أسس، بينها إخراج الاحتلال والأسرى والإعمار وإقرار خطة الإنقاذ».
وقال: «نقول لأميركا: لن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، إذا كنتم تضغطون على المسؤولين في لبنان فلن تحققوا أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون موازين القوى»، مؤكداً: «سنواجه مشروع ترمب التهجيري”.
وفي أنحاء ملعب كرة القدم، وضع المنظمون أكثر من 20 ألف كرسي، امتلأ جزء كبير منها، فيما تُركت بقية المقاعد للمسؤولين وقادة «الحزب»، إضافة إلى الوفود الخارجية، يتقدمهم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف، ووزير خارجية طهران عباس عراقجي، اللذان وصلا صباحاً إلى بيروت.
وفي الساحات الخارجية، خُصّص 35 ألف مقعد للرجال، و25 ألفاً للنساء، ضاقت تباعاً بمناصري «الحزب».
ورفع المنظمون داخل المدينة الرياضية وعلى جدرانها صوراً عملاقة لنصر الله، وخَلَفه في منصب الأمين العام لـ«الحزب» هاشم صفي الدين، الذي أعلن «حزب الله» بعد مقتله بضربة إسرائيلية، يوم 3 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في ضاحية بيروت الجنوبية، أنه كان قد انتخب قبل مقتله أميناً عاماً لـ«الحزب» خلفاً لنصر الله.
الجيش الإسرائيلي: العالم أصبح أفضل
وتعليقاً على تشييع نصر الله، اليوم، قال الجيش الإسرائيلي: «اليوم أصبح العالم أفضل». وقال الجيش عبر حسابه على منصة «إكس»: «اليوم يوم جنازة حسن نصر الله. اليوم أصبح العالم مكاناً أفضل».
كما حلّق الطيران الإسرائيلي، بعد ظهر الأحد، على علوّ منخفض في أجواء بيروت وضواحيها، بالتزامن مع بدء مراسم تشييع نصر الله.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بعد ظهر الأحد، أن مقاتلات إسرائيلية تحلق فوق بيروت خلال تشييع حسن نصر الله بهدف توجيه «رسالة واضحة لأي طرف يهدد بتدمير إسرائيل».
وقال كاتس، في بيان، إن «مقاتلات لسلاح الجو الإسرائيلي تحلق حالياً فوق بيروت خلال تشييع حسن نصر الله لتوجيه رسالة واضحة: أي طرف يهدد بتدمير إسرائيل ويهاجمها سيلقى نهايته».
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية: «حلَّق الطيران الحربي المعادي على علو منخفض فوق أجواء بيروت وضواحيها»، ما دفع أحد المتحدثين في مراسم تشييع نصر الله إلى القول: «لن ترعبنا أصوات طائراتكم الخائبة»، ليردد من خلفه عشرات الآلاف: «الموت لإسرائيل».
وبعد انتهاء المراسم، يسير المشيّعون نحو موقع الدفن المستحدث لنصر الله في قطعة أرض تقع بين الطريقين المؤديَيْن إلى المطار، في حين يُنقل صفي الدين إلى جنوب لبنان؛ حيث يوارى الثرى يوم الاثنين في بلدته دير قانون النهر.
خامنئي يتعهد مواصلة «مقاومة» إسرائيل
وتعهَّد المرشد الإيراني علي خامنئي بمواصلة «مقاومة» إسرائيل، في رسالة الأحد، بمناسبة تشييع نصر الله في بيروت. وقال خامنئي، في إشارة إلى إسرائيل: «على العدو أن يعلم أن مقاومة الاغتصاب والظلم والاستكبار لن تنتهي، وستستمر حتى تحقيق غايتها النهائية».
إجراءات مشددة
واستبقت إسرائيل مراسم التشييع بشنها، صباح الأحد، غارات عدة على جنوب لبنان، أسفرت عن إصابة فتاة بجروح، وفق ما أوردت «الوكالة الوطنية للإعلام».
وقالت إسرائيل إنها استهدفت «موقعاً عسكرياً يحتوي منصات صواريخ وأسلحة… رُصد نشاط لـ(حزب الله) فيه»، إضافة إلى «منصات صواريخ… كانت تشكل تهديداً وشيكاً للمدنيين الإسرائيليين».
كما أعلنت إسرائيل ليلاً استهدافها «معابر على الحدود السورية – اللبنانية»، حاول «حزب الله» عبرها «تهريب أسلحة إلى لبنان».
ويشكّل التشييع أول حدث جماهيري لـ«حزب الله» منذ المواجهة المفتوحة بين «الحزب» وإسرائيل، التي انتهت بوقف لإطلاق النار في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وخرج منها «الحزب» ضعيفاً سياسياً وعسكرياً.
وكان قاسم دعا مناصري «الحزب» إلى «مشاركة واسعة» في المراسم، قائلاً: «نريد تحويل هذا التشييع إلى مظهر تأييد وتأكيد على الخط والمنهج ونحن مرفوعو الرأس».
ودُفن نصر الله، بعد انتشال جثته التي كانت «وديعة» في مكان لم يُعلَن عنه، في انتظار إمكان تنظيم تشييع حافل له، بينما كانت الحرب على أشدّها قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ودعا «حزب الله» المسؤولين اللبنانيين إلى الحضور. وأعلنت اللجنة المنظمة مشاركة شخصيات رسمية لبنانية ووفود خارجية من «نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية». وأفاد المنظمون بحضور شخصيات رفيعة المستوى من إيران ودول أخرى.
وقال عراقجي، بعد وصوله إلى مطار بيروت صباحاً، إن نصر الله وصفي الدين «بطلان للمقاومة»، مؤكداً أن «طريق المقاومة سيستمر».
وأعلن «الحشد الشعبي» العراقي، الأحد، مشاركة رئيسه، فالح الفياض، ورئيس أركانه، أبو فدك المحمداوي، في مراسم التشييع. وينضوي «الحشد الشعبي» مع «حزب الله» وفصائل أخرى موالية لإيران ضمن «محور المقاومة» الذي تقوده طهران.
وتجري مراسم التشييع وسط تدابير أمنية مشددة اتخذها الآلاف من عناصر «الحزب» والأجهزة الأمنية اللبنانية. وجرى تعليق الرحلات الجوية في مطار بيروت من الساعة الثانية عشرة ظهر الأحد (10:00 بتوقيت غرينيتش) حتى الساعة 4:00 من بعد الظهر.
«يوم صعب»
ونُشرت فرق صحية ومستشفيات متنقلة وفرق إنقاذ وإطفاء على الطرق المؤدية إلى مكان التشييع، مع تخصيص مسارات خاصة للسيارات ومواقف للوافدين من خارج العاصمة. واقتصرت الحركة في محيط المدينة الرياضية على التنقُّل سيراً.
وحثّ المنظمون على عدم إطلاق النار في الهواء وعدم التدافع حفاظاً على السلامة، فيما أصدر وزير الدفاع قراراً بتجميد تراخيص حمل الأسلحة في لبنان من 22 إلى 25 فبراير (شباط) الحالي.
واكتسب نصر الله مكانة بارزة إثر انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000، إلا أن شعبيته تراجعت بعد انخراط حزبه في النزاع السوري إلى جانب بشار الأسد.
وكان لقتله وقع الصاعقة لدى مناصريه، مثل مريم شوربا (80 عاماً) التي تستعدّ للمشاركة في التشييع «مهما كانت الظروف». وأضافت من الضاحية الجنوبية لبيروت: «هذا يوم صعب، فالسيد عزيز علينا جداً، ومهما فعلنا فلن نوفيه حقه».
وهيمن التنظيم الشيعي الموالي لإيران على الحياة السياسية في لبنان لأعوام، ولكن يستمر الانقسام بشأن دوره؛ إذ يعدّ كثر من اللبنانيين أنه «دولة داخل الدولة».
خطاب الشيخ نعيم قاسم
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج وسنشارك في بناء الدولة القوية العادلة
ألقى الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم كلمة خلال مراسم تشييع الأمينَينِ العامَّينِ ل”حزب الله” الشهيدين السيد حسن نصرالله وخليفته الشهيد الهاشميِّ السيد هاشم صفي الدين قال فيها:
“بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والصالحين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم أيها الحشد الكريم المهيب، السلام عليكم أيها المجتمعون في هذه المناسبة العظيمة لِتشييع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) وصفيه السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، السلام عليكم أيها الوفود من كل أقطار العالم، السلام عليكم أيها الشعب اللبناني الأبي بِكل طوائفه ومذاهبه وأحزابه وقواه، السلام على ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري بالأصالة والوكالة، والسلام على ممثل رئيس الحكومة اللبنانية السيد نواف سلام الدكتور محمد حيدر” .
أضاف: “أيها الشعب الأبي، أُخاطبكم بإسم أخي وحبيبي ومقتداي السيد حسن نصر الله، السلام عليكم يا أشرف الناس، السلام عليكم يا أوفى الناس، السلام عليكم يا أكرم الناس، يا من رفعتم رؤوسنا عالياً ولِتسمع السماوات السبع والأرض ومن فيهن أنكم على العهد وأنكم مع نصر الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
”مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا”.
وتابع: “نُودع اليوم قائداً تاريخياً استثنائياً، نودع اليوم قائداً وطنياً، عربياً اسلامياً، وهو يُمثل قبلة الأحرار في العالم، نُودع اليوم سيدنا وحبيبنا، حبيب المجاهدين وحبيب الناس، حبيب الفقراء والمستضعفين، حبيب المعذبين على الأرض، حبيب الفلسطينيين، نُودع سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله(رضوان الله تعالى عليه).
هذا السيد الذي بدأ تدينه منذ نعومة أظفاره وهو قد وُلد في سنة 1960 وذهب إلى النجف الأشرف لِيدرس في حوزتها بمباركة واشراف الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه)، في سن ال16 من عمره برعاية سماحة السيد عباس الموسوي (رضوان الله تعالى عليه)، بقي سنتان ثم جاء إلى بعلبك بسبب الظروف الموجودة في العراق في سنة 1978 مع أستاذه السيد عباس، وهناك درس في حوزتها وعمل تحت لواء الإمام موسى الصدر، الامام المُغيب أعاده الله ورفيقيه سالماً، وعمل في كل الحقول الثقافية والاجتماعية إلى سنة 1982 حيث تأسس حزب الله. من البدايات هو شخص اساسيٌ عاملٌ في هذا الحزب، إلى أن تولى بعد ذلك موقع رئيس المجلس التنفيذي في أول شورى كان فيها سنة 1989، وبعدها تسلم الأمانة العامة بعد شهادة السيد عباس في 16 شباط 1992، واستمر إلى يوم شهادته في 27 أيلول سنة 2024، هذا السيد العزيز قاد المقاومة إلى الأمة وقاد الأمة إلى المقاومة، فأصبحنا لا نميز بين مقاومةٍ وامة، كلهم قلبٌ واحد معه، يقاتلون، يسمعون، يُحاولون العمل بما ينصح به وبما يعمل به، هذا الرجل العظيم ذاب في الاسلام، ذاب بمحمدٍ وآل محمد، ذاب في الولاية، هو صادقٌ، وفيٌ، حنونٌ، كريمٌ، متواضعٌ، صلبٌ، شجاعٌ، حكيمٌ، استراتيجي، هو حبيب المقاومين يثق بالناس ويؤمن بهم، أحب الناس وأحبه الناس، هو قائد العقول والقلوب دائماً وجهته فلسطين والقدس، وهو الذي ساهم مساهمةً عظيمة في احياء هذه القضية، لقد اصر على بقائه في غرفة عمليات المقاومة لِيتابع من خلالها مع المجاهدين واستشهد وهو في الموقع المتقدم” .
وتوجه قاسم الى نصر الله قائلا: “افتقدك يا سيدي ويفتقدك كل المُحبين، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وتعاليمك ومقاومتك وخط سيرك وجهادك، انت حيٌ فينا، ” وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ “، سنحفظ الأمانة وسنسير على هذا الخط، سنحفظ وصيتك ووصية السيد عباس ووصية السيد هاشم، أنت القائل في 18 شباط بعد شهادة السيد عباس (رضوان الله تعالى عليه) بِيومين: هذا الطريق سنكمله لو قُتلنا جميعاً، لو دُمرت بيوتنا على رؤوسنا، لن نتخلى عن خيار المقاومة.
يا سيدي من احببت وذبت في الولاية طاعةً له الامام الخامنئي (دائم ظله)، قال لنا: فقد حزب الله في لبنان قائدا قلّ نظيره، لكن بركات تدبيره وجهاده على مر عشرات الأعوام لن تنتهي أبدا. هنا في هذا المحفل أُريد أن أُبايع على هذا الخط ويُريد جمهورك وشعبك أن يُبايع على هذا الخط.. فكرت هل نقول قسماً أم أنه يكفي أن نُعلن العهد والبيعة، فتبين اننا إذا أعلنا العهد والاستمرار عليه نستطيع ان نصل إلى مبتغانا، سأقول لكم عبارةً نُكررها ثلاث مرات بِقبضات مرفوعة “إنا على العهد يا نصر الله”.
وقال: “في هذا اليوم نُشيع الأمين العام السيد هاشم صفي الدين (رضوان الله تعالى عليه)، كان صفياً وحبيباً وصاحباً ومؤزراً وعضد، نفتقدك يا سيد علماً لِمسيرتنا، لكنك باقٍ فينا بِنهجك وعطاءاتك.
واكب التأسيس سنة 1982 وهو من مواليد سنة 1962، ولكنه في ذاك العام ذهب إلى قم المقدسة لِتحصيل العلوم الدينية، وكان يأتي في كل فترةٍ إلى لبنان ويُشارك مع المجاهدين، إلى ان تولى قيادة منطقة الجنوب سنة 1991، ثم دخل إلى الشورى سنة 1994 وكان رئيساً للمجلس التنفيذي، إلى أن استشهد أميناً عاماً بعد ستة أيام من توليه هذا المنصب خلفاً لِحبيبه السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه).
اهتم بالمؤسسات التربوية والثقافية والإجتماعية، وعمل في مختلف الحقول التي تخدم الناس، واكب المجاهدين في متطلباتهم وجهوزيتهم، وكان عضد الأمين العام السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) في مواكبتهم.
نفتقدك يا سيد كما نفتقد أميننا العام السيد حسن (رضوان الله تعالى عليه). وهنا ومن باب الوفاء، لا بد ان أذكر بعض الإخوة من المسؤولين الذين استشهدوا في المقرين مقر سماحة السيد ومقر سماحة السيد، من استشهد في مقر سماحة السيد حسن نصر الله سيد شهداء الأمة الحاج عباس، العميد عباس نيلفروشان، عميد في الحرس وهو إيراني، والتحمت دماؤه مع دماء شهداء المقاومة على طريق فلسطين.
الحاج أبو الفضل علي عبد المنعم كركي، الحاج ابو حسن عمار علي نايف ايوب، الحاج امين عبد الأمير محمد سبليني، الحاج نبيل ابراهيم حسين جزيني، الحاج جهاد سمير توفيق ديب، الدكتور غريب حسن محمد امين سلمان، الحاج حسن محمد حبيب خير الدين.
وممن استشهد مع السيد هاشم (رضوان الله تعالى عليه من المسؤولين) الحاج مرتضى حسين علي هزيمة، الحاج عادل علي محمد بحسون، الأخ ماهر محمود محمد شاهين.
كل التعزية والتبريك لعوائل الشهداء، لعوائل السيدين الجليلين ولكل الشهداء على طريق القدس ولكل شهداء المقاومة، كل التبريك للمحبين، للمنتمين، للذين ينظرون إلى فلسطين قبلةً لهم، هذه المسيرة هي مسيرة كل الشهداء، هذه المسيرة هي قوة وحياة، ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ “.
وحيا الشيخ قاسم “الجرحى، الذين هم شهداء أحياء، والأسرى ونقول لهم لن نترككم عند الصهاينة، ويجب أن يُفرج عنكم، وسنقوم بكل الإجراءات والضغوطات المناسبة لهذا الإفراج.
أما أنتم أيها الحشد الجماهيري الكبير، أنا أعلم أن سماحة السيد في قلوبكم وعقولكم، وكذلك كل الملايين المجتمعين في العالم والذين يشهدون هذا اللقاء، والذين يتمنون ان يكونوا هنا إلى جانبكم، هذا الحشد الكبير الذي قلّ نظيره، بل اعتقد انه لم يوجد مثله في لبنان على مر التاريخ، هو تعبيرٌ عن الوفاء، أنتم الشعب الوفي، أنتم الشعب المعطاء، أنتم الشعب الذي يستمر”.
وقال: “في هذا اليوم سوف أتحدث في أربع نقاط. أولا، ماذا واجهنا؟ لقد واجهنا معركة الاسناد. اسناد غزة هو جزءٌ من ايماننا بتحرير فلسطين، وخطط الاسرائيلي لِيخوض حرباً على لبنان بعد أربعة أيام في 11 تشرين الأول، وهو حتى لو لم يخض هذه الحرب لاحقاً، كان له نية أن يخوض حرباً على لبنان في يومٍ من الأيام، لأنه لا يتحمل هذه المقاومة العظيمة، واجهنا الكيان الاسرائيلي ومن وراءه الطاغوت الأكبر أميركا، التي حشدت كل امكاناتها من أجل أن تُواجه غزة وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران أي محور المقاومة، الذي إلتف حول غزة وحول فلسطين، حجم الإجرام غير مسبوق وكل الهدف انهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن أيضاً حجم التضحيات غير مسبوق انسجاماً مع هذا الضغط. في المقابل حجم الصمود والاستمرارية غير مسبوق، وهذا انجازٌ كبير، نحن اعدنا تنظيمنا وصمد مقاومونا الأبطال على الحدود، 75000 جندي إسرائيلي لم يتمكنوا من التقدم في مواجهة المقاومة، كُنا نسمع عويلهم عندما يقولون أن حدثاً أمنياً حصل في منطقة الشمال، هذا بسبب صمود المقاومين وعطاءات المقاومين، لقد ضحى رجالنا وشبابنا وشعبنا وضحت النساء والأطفال والجميع، أنتم يا شعب المقاومة تراب الأرض الراسخة ومطر السماء يمنح الحياة وعزيمة الحسين في ابقاء الراية خفاقة وموقف زينب يهز أركان الطغاة والظلمة. أنتم شعب لا يهزم، سنكون معاً، سنقاوم معاً، سنبايع معاً: إنا على العهد يا نصر الله. جمهور المقاومة والشعب اللبناني تكاتفوا جميعاً وكانوا نموذجاً، الحمد لله هذا الحشد هو تعبيرٌ عن الوحدة الوطنية والوحدة القومية والوحدة الإسلامية والوحدة الإنسانية حول فلسطين وحول الحق”.
ثانياً: أين أصبحنا؟ وافقنا على طلب العدو وقف إطلاق النار، لأن لا مصلحة للمقاومة ولبنان باستمرار القتال غير التناسبي وتحقيق الأضرار من دون أُفق سياسي ولا ميداني، يعني خلص صار كل أمر سيحصل هو عبارة عن قتل وقتال من دون لا تقدم ميداني ولا تقدم سياسي. نقطة قوة أن نُوافق على وقف إطلاق النار في هذه اللحظة المناسبة، التي لو لم تكن لطالت لشهر او شهرين لن تختلف في نتائجها. نحن الآن أصبحنا في مرحلة جديدة، هذه المرحلة الجديدة تختلف أدواتها وأساليبها وكيفية التعامل معها. أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بعد أن منعت المقاومة العدو من أن يجتاح أو أن يُحقق أهدافه، يعني أننا انجزنا القسم الأول ثم جاء القسم الثاني الذي هو مسؤولية الدولة، إلتزمنا ولم تلتزم إسرائيل ولن تلتزم إسرائيل، صبرنا لإعطاء الفرصة لإنسحاب اسرائيل بالإتفاق والدبلوماسية، ولم نخرق كي لا نتساوى معهم، اليوم بعد انتهاء مهلة الإتفاق في الإنسحاب الإسرائيلي، لم نعد أمام خروقات إسرائيلية، أصبحنا أمام إحتلال وعدوان، اسمه نقطة، اسمه خمس نقاط هذا احتلال وعدوان، القصف على الداخل اللبناني مهما كانت المبررات اسمه عدوان، لا تستطيع إسرائيل ان تستمر بإحتلالها وعدوانها، اعلموا أن المقاومة موجودة وقوية عدداً وعدةً وشعباً، ونحن نُؤمن أن النصر النهائي حتميٌ كنصرٍ مطلق، يتأخر لأن القلة هي التي تُواجه ولو واجه الجميع لتغيرت المعادلة. استيقظوا أيها النائمون، لقد أعطتكم المقاومة تجربة فريدة، واستطعنا ان نُعطي نموذجاً عظيماً في الوقوف بِوجه الكيان الإسرائيلي وتحقيق الصمود. على كل حال الآية الكريمة تُبين السنة الإهية، إسرائيل تظلم، أميركا تظلم، يُغالون في ظلمهم، يقول تعالى: تِلۡكَ ٱلۡقُرَىٰٓ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلۡنَا لِمَهۡلِكِهِم مَّوۡعِدٗا.
ثالثاً: ماذا عن مستقبل المقاومة؟ الظاهر يوجد أُناس كثر “محتارين فينا ومربكين فينا”، ساعة يُحللون أنه خلص خلصنا، المقاومة انتهت، لا يا حبيبي، المقاومة لم تنته، المقاومة مستمرة بِحضورها وجهوزيتها، المقاومة إيمانٌ وحق، لا يستطيع أحد أن ينزع هذا الإيمان، ولا يُمكن لأحد أن يسلبنا هذا الحق، كيف ونحن نُؤمن أن المقاومة إيمانٌ وواجب، ليست حقاً فقط. المقاومة حياة الشعوب الحرة للتحرير، المقاومة تُكتب بالدماء ولا تحتاج إلى الحبر على الورق، وتثبت بالتضحية، ولا يُثنيها من يُعارضها، وتقتلع المُحتل ولو بعد حين، ولا تَهاب طواغيت العالم، وترسم مستقبل الأحرار، مُتخطيةً نقيق الضفادع. المقاومة إيمانٌ أرسخ من الجحافل، وعشقٌ يتغلغل في المحافل، وعزٌ يهزم كل سافل، ونصرٌ يُخلد كل مقاتل، موتوا بِغيضكم، المقاومة باقية وقوية ومستمرة. سنمارس العمل المقاوم بالأساليب والطرق والتوقيت انسجاماً مع المرحلة وتقدير القيادة، ليس معنى استمرار المقاومة أنه في كل يوم سوف نرد وأنه في كل يوم سوف نُطلق النار، كلا، بِخيارنا نُطلق متى نرى مناسباً ونصبر متى نرى مناسباً، لكن المقاومة موجودة، لا نقبل في لبنان أن تتحكم أميركا الطاغية بِبلدنا، ماذا قالت أميركا لِإسرائيل؟ قالت لها: لنتوقف طالما لا تستطيعون أن تتقدموا مترين إلى الأمام، ونحن إن شاء الله بالسياسة نستطيع أن نُؤثر على الداخل اللبناني، ونأخذ لكم بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، “فشر” لن تأخذوا بالسياسة الذي لم تأخذوه بالحرب، واعلموا أنتم أيها الأميركيون إذا كنا ساكتين الآن، وإذا كنتم تتحركون بِحرية بِطريقة سيئة، وتُحاولون الضغط على المسؤولين وعلى لبنان، لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم لأن المسؤولين في لبنان يعرفون توازن القوى، ويعرفون حقوق الشعب، ويعرفون أن هذه القوى المختلفة هي ممثلة لِهذا الشعب، لذلك أنصحكم بأن تكفوا عن هذه المؤامرات. لا تفكروا أن صبرنا وحكمتنا بالأولويات قد ضعفت، فالمسار طويل ونحن لها، لن نخضع، ولن نقبل بإستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج، ولا يُمكن لِأحد أن يطلب منا بأن ننكشف وأن نُقدم ما لدينا من قوة لِيتحكم بِنا العدو”.
أضاف: “أنتم تعرفون نحن أبناء هيهات منا الذلة، يا دعاة السيادة استيقظوا، ماذا فعلتم في فرصة الاتفاق؟ ماذا تفعلون الآن؟ لا نسمع منكم كلمة ضد إسرائيل، لا نسمع منكم كلمة ضد أميركا، كيف تكون السيادة مع هذا الاحتلال المستمر؟ ومع هذا التدخل الأميركي؟ والله لو اجتمع طواغيت العالم بأسرهم لِقتلنا أو إذلالنا سوف نُواجهم حتى النصر أو الشهادة. ألم يُبهركم أيها الناظرون إلينا، ألم يُبهركم أننا خرجنا من تحت الأنقاض في معركة ”أولي البأس”، واستعدنا المبادرة، واضطرينا إسرائيل أن تطلب وقف النار؟ ألم يصدمكم مشهد الناس يذهبون إلى الجنوب بِصدورهم من دون سلاح ويتحدون الدبابات الإسرائيلية ويُحررون أجزاءً من الأرض؟ ألم يُفاجئكم انجاز الوفاق بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، وإسقاط دعاة الإقصاء، فَكنا جزءاً لا يتجزأ نحن وحركة أمل في متن تركيبة البلد لِقيادة البلد؟ ألم يُحيركم كيف تعاونا لِتسهيل ولادة الحكومة؟ يا شعبنا، نحن أبناء الولاية، أبناء الإمام الخامنئي وأبناء الإمام الخميني، نحن أبناء الإمام موسى الصدر، أبناء السيد عباس الموسوي والسيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، أبناء الحاج قاسم سليماني والحاج عماد مغنية، كل هذه السلسلة تعود إلى الأصل، إلى محمد وعلي والحسين، وتُهيىء الراية إلى الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وهيهات منا الذلة”.
رابعاً: ما هي ثوابتنا في المرحلة الجديدة؟ نحن في مرحلة جديدة، ما هي الثوابت؟ نحن قلنا: إنا على العهد. يعني يا سيدنا إطمئن، القيادات موجودة والمقاومون موجودون، والمقاومات موجودات، والأبطال المقاومون موجودون، والشعب من كل الطوائف موجود، والأمة موجودة.
أولاً: المقاومة أساس، وهي خيارنا الإيماني والسياسي ما دام الاحتلال موجوداً وما دام خطره موجوداً. نُمارس حقنا في المقاومة بحسب تقديرنا للمصلحة وبحسب الظروف، وسنتابع تحرك الدولة لِطرد الاحتلال ديبلوماسياً، ونَبني بعد ذلك على النتائج. ونُناقش لاحقاً استفادة لبنان من قوته عند مناقشة الإستراتيجية الدفاعية.
ثانياً: فلسطين حق وهي بوصلتنا، ندعم تحريرها وسنواصل مشروع ترامب التهجيري مع كل القوى الحيّة في المنطقة، الشهداء الكثر والجرحى، 160 ألف شهيد وجريح في غزة وجريحة وشهيدة، هؤلاء هم الثمن الحقيقي لإستمرار العزة ومن أجل أن نُكمل الراية ونستمر على العهد.
ثالثاً: سنشارك في بناء الدولة القوية والعادلة، ونُساهم في نهضتها على قاعدة المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات وتحت سقف اتفاق الطائف، ضمن ثلاث ركائز أساسية:
أولاً: إخراج المحتل وإعادة الأسرى
ثانياً: إعادة الإعمار والترميم والبنى التحتية كإلتزام أساسي لهذه الدولة ونحن معها
ثالثاً: إقرار خطة الإنقاذ والنهضة الاقتصادية والمالية والإدارية والقضائية والإجتماعية بأسرع وقت
رابعاً: نحن حريصون على مشاركة الجميع في بناء الدولة، وحريصون على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وأقول لكم: بالنسبة إلينا، لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ونحن من أبنائه”.
وتابع: “هنا سوف أُركز على نقطة مهمة، نحن متحالفون مع حركة أمل، هذا التحالف تَعمد بالدم والتضحية والعطاءات والمقاومة والمواجهة، لا تُفكروا أن تلعبوا بيننا، فإننا واحدٌ في الموقف وواحدٌ في الخيارات وواحدٌ في السياسة، وسنبقى معاً إن شاء الله لِعزتنا وعزة لبنان وعزة الأمة إن شاء الله تعالى. نُؤمن بِدور الجيش الكبير للدفاع عن السيادة والأمن. وللرؤوس الحامية أقول لهم: في الداخل اللبناني لا يوجد رابح ولا يوجد خاسر، لأن النتائج كلها مرتبطة بإسرائيل، فَلتنافس لِخير البلد والناس، هذا أفضل لنا جميعاً”.
وختم قاسم: “أشكركم جميعاً، أشكر الشعب اللبناني، أشكر كل الوفود التي حضرت من الداخل والخارج، أشكر الإمام الخامنئي (دام ظله) على لفتته الكريمة وكلمته والوفد الذي أرسله إلى هذا الحشد المُبارك، أشكر الجميع من دون استثناء، لا أستطيع الآن أن أعد، لكن في الحقيقة كلكم أحباؤنا، وكلكم من الشرف والكرامة في هذا الحضور المهيب العظيم. في أمان الله يا سيد حسن، في جوار الله مع صفيك والأنبياء والأئمة والشهداء، وإن شاء الله هذا اليوم التاريخي سيجل، هذا يومٌ من أيام الله، هذا يومٌ من أيام الحسين يا حفيدي الحسين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.(وطنية)