تسلط مجموعة سغب القصصية للأديب الدكتور عبد القادر الحكيم الضوء على القهر والجوع والتعب والفساد والحالات الاجتماعية السلبية وأسبابها وما نتج عنها من مصائب فاجعة.
وفي قصص الحكيم تتجلى العفوية وتصوير الواقع بدقة بأسلوب غلبت عليه العاطفة والوجدان والوفاء للوطن والمجتمع والغيرة على ما يعانيه الوطن بسبب المؤامرات وما سببته من فساد وآلام وقهر وتعب وجوع.
ولعل أكثر ما ظهر في المجموعة هو مواجهتها للتداعيات التي سببتها المؤامرات والحرب الإرهابية على سورية من خلال منير وزوجته وأصدقائه وابنهم وعلاقاتهم الاجتماعية بأنواعها ووصول الابن إلى نهايات مفجعة وشقاء مر به من خلال تورطه بأفكار خاطئة أوقعت أمه وأبوه في حزن شديد عليه، ومن خلال ما مر مع منير وولده كشف الحكيم الكثير من أنواع الفساد التي تصدى لها الضابط منيف وعرقل مساراتها، إضافة إلى الابتزاز والاستغلال وما يجري بسببهما من مصائب، منها ما كان نهايتها الموت.
وفي المجموعة سببت الصدامات المسلحة على يد الإرهابيين كوارث أخرى بدت من خلال العلاقات الاجتماعية وفساد بعض المتورطين مع الإرهابيين، كما حصل مع فاتن في منزل أهلها واستضافتهم لمن كانوا يرتدون لباساً غريباً ويشاركون بالإرهاب، إضافة إلى فساد بعض الأطباء وتورطهم فيما حدث كالطبيب حسان وأخيه طبيب الأسنان وبعض المحامين في التعامل مع القضايا العدلية بشكل مغلوط.
وفي قصته يوم جميل للموت بين الأديب الحكيم كثير من قضايا الغدر والخيانة والسرقة وقذف الآخرين بالسوء، عندما يلقى القبض على اللصوص ودفاعهم عن أنفسهم بشكل مغلوط، فعندما دخل أحد اللصوص منزل سعيد وألقي القبض عليه ادعى أنه جاء بسبب علاقته مع زوجته، وفي النهاية كشفت الحقيقة وفضح الأمر وظهرت براءة الزوجة.
كما أوضح الأديب الحكيم في مجموعته ما تسببه الغيرة من مصائب وكوارث تودي بالأسر والعائلات وتصل بهم إلى نهايات مأساوية.
مجموعة سغب الصادرة عن دار بعل للطباعة والنشر والتوزيع تقع في 116 صفحة من القطع المتوسط، استطاع مؤلفها بأسلوب فني أن يكشف أغلب ظواهر الفساد ويسعى إلى نتائج إيجابية تساهم في بناء المجتمع والوطن.
يذكر أن الأديب الحكيم دكتور في الاقتصاد الدولي وممثل ومخرج وأمين سر النادي السينمائي في دمشق شارك في مسلسلي حالات والحقيبة المفقودة، ومن مؤلفاته الأدبية في القصة مكتوم قيد، والعمق والزجاجة، والبزة وغيرها، وله كتابات في الدراما والمسرح.