لعبت التكنولوجيا والاحتكاك مع الغرب دوراً كبيراً في تغيير ثقافة مجتمعاتنا العربية، وأصبح التقليد الأعمى جزءاً من سلوكيات شبابنا وطباعهم وألفاظهم وذائقتهم السمعية والبصرية، ما يشكل خطراً من الواجب التنبيه إليه وهو ما أراده الباحث التاريخي الدكتور عبد الرحمن البيطار من خلال محاضرته التي استضافها فرع حمص لاتحاد الكتاب بعنوان نحن والآخر.
وركز البيطار من خلال قراءة تاريخية في قضايا التقليد والتغريب حول نقطتين الأولى تقليد جيل الشباب للآخرين وخاصة الغرب إما باللباس أو المظاهر أو باستعمال كلمات أعجمية دخيلة على لغتنا العربية أو بسلوكيات لا تتوافق مع قيمنا وأخلاقنا ، والثانية حول مآرب الغرب من خلال تقليدنا له، فهو بذلك يفرض علينا أفكاراً تغريبية من حيث الشكل ولكنها تحجمنا وتبعدنا في الوقت ذاته عن التطور والتقدم وتجعلنا سوقاً لتصريف بضائعهم وأفكارهم وأرضاً لسياحتهم.
ولفت المحاضر إلى أن التقليد جيد حين يكون مفيداً ومطوراً لفكرنا وثقافتنا المعرفية والصناعية بما ينهض بمجتمعاتنا لا بما يقوض تطورها، مستشهداً على ذلك بأقوال المفكرين القدماء وأمثلة من المجتمع.
ودعا البيطار جيل الشباب إلى تطوير ذاتهم بقراءة الكتب والمطالعة لأن وسائل التواصل الإلكترونية تجمد أفكارهم وتنحو بهم باتجاه التبعية للآخر وتقليده ما يشكل خطراً مستقبلياً على الأمة.
تجدر الإشارة إلى أن البيطار عضو اتحاد الكتاب العرب، ورئيس فرعه بحمص سابقاً ورئيس الجمعية التاريخية السورية، وله مجموعة من المؤلفات منها لواء الإسكندرونة والسياسة الاستعمارية وتطور الوحدة السورية اللبنانية وبحوث ودراسات في تاريخ سورية والمشرق.