نشرت جريدة البناء في التعليق السياسي، ما جاء فيه:
- تستحق قناة الميادين التحية والتقدير والإكبار على الدور الذي تؤديه في الحرب الممتدة منذ طوفان الأقصى، ولم يكن غريباً أن يستشعر كيان الاحتلال هذا الدور المتقدم لـ”الميادين” ويعتبر التضييق عليها جزءاً من حربه لمنع الحقيقة من الوصول إلى الرأي العام الذي نجحت الميادين بكسب ثقته بمهنية احترافية لم تضعف رغم الالتزام المبدئيّ لـ”الميادين” بقضية فلسطين وخيار المقاومة.
- عندما قدمت الميادين شهداء على طريق الحق والحقيقة وتعمّدت مسيرتها بالدم الطاهر كان الاحتلال يستهدف ترهيبها، وإخضاع إدارتها وعلى رأسها الإعلامي القدير والملتزم الأستاذ غسان بن جدو، لكن أسرة تحريرها والعاملين فيها بلا استثناء شكلوا حالة احتضان معنويّة للثبات والصمود والتضحية وقرروا المضي بقيادة رئيس مجلس إدارتهم في هذا الخط مهما بلغت التضحيات.
- نجحت “الميادين” في الجمع الدقيق بين الحفاظ على مهنيتها واحترافيتها وبين التزامها الشريف والصادق مع المقاومة وشعب فلسطين ولبنان وسائر شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وكانت للنازحين خير معين وللمقاومين خير نصير، ولم يضعف من عزمها ولا من نجاحها وتفوّقها الأخلاقي لجوء الاحتلال إلى الانتقام منها باستهداف مكاتبها.
- عندما نتحدّث عن “الميادين” ونوجّه لها التحية لكل هذه الأسباب، فنحن لا ننسى أننا نفعل ذلك أيضاً لنقول إنه بمستطاع الإعلام وبمستطاع المؤسسات الإعلامية وبمستطاع الإعلاميين الحفاظ على شرف المهنة وآدابها وأخلاقها وقواعدها الاحترافية بالوقت نفسه مع التزام أعلى مراتب الوطنية والشرف والتضحية والعروبة، في زمن تفشّت فيه عدوى التفاهة وبثّ السموم والعمالة والارتزاق الرخيص وتحوّل العديد من المؤسسات الإعلامية إلى ملاه ليليّة ودور دعارة سياسية وجاسوسية مفضوحة وأوكار تصنيع الجرائم، بينما تحوّل كثير من الإعلاميين إلى مهرّجين ومخبرين وعبيد، وصار ميدانهم سوق نخاسة، وصارت مكاتبهم مراحيض تفوح منها الروائح الكريهة.
- التحية لـ”الميادين” لأنها تقدّم لنا الماء النقي الزلال في مادتها الإعلامية في زمن تختلط فيه مياه بعض الإعلام بمياه الصرف الصحي، وتبث في فضائنا روائح العطر والهواء النقي، بينما يبثّ البعض السموم وينشر روائح النفايات.