الشاعر إبراهيم محمد دسوقي
لا السيف أصدق في قولٍ ولا الكتبُ
إنّ العروبة وهمٌ عزّهم كذبُ
لا تسألنّ رفات القوم عن سلفٍ
أو تحسبنَّ بصمت العار قد كسبوا
حكّام قومي غثاءٌ ما لهم شرفٌ
والدين في عرفهم زيفٌ له حجبوا
يخشون سيف العدا إن حلّ نازلةً
كالطفل في ساحةٍ يُأتى لهُ الأدبُ
فوق الرعاة جسورٌ في مضاربهم
من قال حقًّا بغوا؛ للروح قد سلبوا
إنّي أنادي أبا تمام في حذرٍ
لا تخبرنَّ حماة العار إن هربوا
هذا بياني إذا ما قمت معترفًا
فاسمع بلاغي إذا ضاقت بيَ الأُرَبُ
لا تسمعنّ لقومٍ قولهم كذبٌ
كم كان ظنّي بأنّ القوم هم عربُ
إنّ الحروف على أفواههم سكتت
يا ليتهم حين حلّ البأس ما شجبوا
زيفًا دعوا أمّةً في العار غارقةً
ثوب العراة شفيفٌ ما له حجبُ
فالشمس تكشف مَن بالبيد قد سكنوا
والبدر يغزو سماءً ما لها سحبُ
هم اليهود وإن للدين ما اعتنقوا
سيف القطيعة هشٌّ.. نصلهُ خشبُ
(قومٌ إذا ضربوا بالنعلِ قد ضحكوا)
والحق جرمٌ على الأوتاد قد صَلَبوا
ما لي أرى حاكمًا بالذلّ مقتنعًا
والشعب من حولهِ من ذلّهِ شربوا
إنّي أنادي بصوتٍ أمةً طرشت
كأنّ صوتي نشازٌ ما لهُ طربُ
إنّ الخنوع إذا ما طال أمّتنا
تقتاتنا الناس أنّا للصلى حطبُ
موتى أصيح فلم أسمع لهم أذنًا
صوتي بحيحٌ وعنه الناس قد غربوا
لا تحقرنّ ندائي حين أَنشُدُكم
أو تحسبنّ صراخي في الفلا صخبُ
القول يا أمّتي عزٌّ خلاصتهُ
أحرارنا بدمٍ للنصر قد كتبوا
يا صاحبي ذاك وعدٌ بات مقتربًا
ما غاب وعدٌ وإن تاهت بهِ الشعبُ
هذا الملثّم لم يطلب له مددًا
هل يُرتجى صدقُ عبد قلبُه جُنُبُ؟!