تختار الحياة أبناءها بعناية شديدة، وحكمة بالغة، وعندما تأنس فيهم قوة الروح، تبدأ في تأهيلهم ليكونوا سنابل قمح ذهبية على بيادرها المعطاء، لتطحنهم رحيقاً لخبزها المقدس أبد الدهور. وكلما أخرجتهم من تجربة لا تتوانى عن تقديمهم لتجربة أقسى، هي بمثابة مرتبة أعلى في التأهيل لاستحقاق أوفى، فـ”الحياة كلها وقفة عز فقط”، فمن فهمها حفر بصمته في سجل الخلود والداهرين، وهي لا تكون “إلا للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء”.. لذلك يشع الفرح على وجه غزل، ويتلألأ الذكاء في عينيها، وفي إقبالها اللجوج على صف الروضة، في عامها الرابع، لتمسك بالقلم والدفتر رفقة العمر.. وأجمل الفرح ما كان احتفالاً بعامها الرابع وسط الأسرة المحبة الدافئة الحاضنة المؤهلة لتقدّمها للحياة والمجتمع إنساناً صالحاً ترسّخه في تربة الوطن جذور أم الزيتون، وتكسبه أجنحة النسور في جبل البازلت وأهله الميامين.. لغزل كل الفرح ولأسرتها كل التقدير على ما يبذلون.
من “حرمون”… ألف مبارك.