عصفت الأحداث الجيوسياسية الأخيرة والرد الإيراني على الكيان المحتل بالعديد من أسواق المال في المنطقة التي تعرض بعضها إلى خسائر كبيرة في ظل حالة عدم اليقين والارتباك لدى العديد من المستثمرين الذين تصاعدت مخاوفهم من تدهور الاوضاع السياسية في الشرق الأوسط.
وتوقع محللون، أن تشهد اسواق المنطقة بعض الاضطرابات وعدم الاستقرار والتذبذب خصوصا في حال تصاعدت حدة الاشتباكات، لافتين الى أن الأسواق في خطر من «التقلب» بسبب مزيج من التصعيد في الشرق الأوسط وارتفاع البطالة في الولايات المتحدة، ما دفع اغلبهم الى توجيه جزء كبير من استثماراتهم الى الملاذات الآمنة كالذهب والسندات الحكومية.
وبينوا ان الأسواق لن تعرف حقاً إلى أين تتجه، خاصة أن الأحداث من شأنها زيادة مخاطر التضخم في وقت بدأت فيه البنوك المركزية العالمية في تخفيف السياسة النقدية، متوقعين ان نشهد زيادات كبيرة في التقلبات والأسواق التي تتأرجح ذهاباً وإياباً بشكل كبير.
واضافوا ان استمرار تحرك الأسواق نحو تجنب المخاطر لفترة أطول يتوقف على عدة عوامل رئيسية، أحدها رد الكيان المحتل على هجمات إيران.
هبوط المؤشرات
محلياً تأثرت بورصة الكويت بالأحداث الإقليمية، حيث فقدت الأسهم المدرجة ما يزيد على 509 مليارات دينار من قيمتها السوقية بعد أن سيطر اللون الأحمر على أداء المؤشرات الرئيسية، حيث هبط مؤشرا السوقين الأول والعام بنسبة %1.22 و%1.20 على التوالي، كما تراجع مؤشر السوق الرئيسي %1.13، وانخفض «الرئيسي 50» بـ%1.04 عن مستوى الثلاثاء الماضي، وأثر على الجلسة تراجع 10 قطاعات على رأسها الطاقة بواقع %2.02، بينما ارتفع قطاع منافع بـ%0.68، واستقر قطاعان.
وسجلت البورصة تداولات بقيمة 76.54 مليون دينار، وزعت على 447.28 مليون سهم، بتنفيذ 23.78 ألف صفقة.
بورصات الخليج
وخليجياً، فقد بلغت خسائر أسواق الأسهم الخليجية نحو 31.2 مليار دولار، حيث فقد السوق السعودي نحو 18.2 مليار دولار، فيما بلغت خسائر سوق أبوظبي المالي نحو 8.2 مليارات دولار، ونحو 1.7 مليار دولار بسوق دبي، وهي اقل من الخسائر التي تكبدتها الاسواق الخليجية بعد الهجوم المماثل في منتصف ابريل 2024 والتي بلغت في حينه 52 مليار دولار.
كما انخفضت معظم الاسواق الآسيوية، متتبعة الخسائر في وول ستريت، حيث شعر المستثمرون بالقلق إزاء التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.
صعود أسعار النفط
ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي بعد أن أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي على الكيان المحتل الذي تعهد بالانتقام، ما زاد المخاطر على إمدادات النفط من المنطقة.
ارتفع سعر خام برنت، المؤشر العالمي، إلى ما فوق 76 دولاراً للبرميل، بعد أن قفز بأكثر من %5 خلال تداولات يوم الثلاثاء إثر الهجوم الإيراني، الذي سبقته تحذيرات من الولايات المتحدة. وارتفعت تقلبات عقود الخيارات إلى أعلى مستوى لها منذ 11 شهراً مع قيام المتداولين بالتحوط ضد احتمال ارتفاع الأسعار.
وقال محللو «غولدمان ساكس» ومنهم يوليا جيستكوفا غريغسبي: رغم ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية يوم الثلاثاء، تشير أدواتنا إلى أن هذه العلاوة (السعرية) لا تزال معتدلة. وبالتالي، تظل أسعار النفط حساسة لمخاطر تعطل الإمدادات.
انهيار العملات الرقمية
هبطت العملات الرقمية بأكبر نسبة في شهر خلال التعاملات الأخيرة، حيث انخفضت القيمة السوقية المجمعة لسوق الـ «كريبتو» بنسبة %7 بخسائر بلغت نحو 164 مليار دولار، بعد أن تراجعت قيمتها السوقية الإجمالية من مستوى 2338 مليار دولار في تعاملات صباح الأحد الماضي، إلى نحو 2174 مليار دولار في تعاملات صباح الأربعاء.
وفي صدارة العملات الرقمية الخاسرة حلت «بيتكوين» التي سجلت تراجعًا بنسبة %3.4 خلال التعاملات الأخيرة، مع خسائر أسبوعية بنسبة %3.2 ليجري تداولها أمس عند مستوى 61773 دولارا.
كما انخفضت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 1220.8 مليار دولار مستحوذة على حصة سوقية تبلغ نسبتها %56.15 من إجمالي سوق العملات الرقمية المشفرة.
وسجلت عملة «إيثريوم» التي حلت في المركز الثاني في قائمة أكبر العملات المشفرة، خسائر خلال الساعات الماضية بنسبة %6 مع تراجع أسبوعي بنسبة %5.5 خلال الأسبوع الأخير مسجلة مستوى 2479 دولارا. كما انخفضت قيمتها السوقية المجمعة إلى مستوى 298.55 مليار دولار لتستحوذ على حصة سوقية تبلغ نسبتها %13.73 من إجمالي سوق الـ«كريبتو».
القبس