بمشاركة سورية ووفود من 22 دولة عربية عقد في مدينة شنغهاي الصينية الاجتماع الأول للرابطة الصينية العربية للمؤسسات الفكرية، تحت عنوان “للعمل على تفعيل المثاقفة بين الصين والمؤسسات العربية”.
في كلمته الافتتاحية أكد نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي أهمية التعاون الثقافي والفكري بين الصين والدول العربية، نظراً لحساسية الوضع الدولي الراهن وما يمر به من تغييرات عميقة وتزايد لحالة عدم اليقين وعدم الاستقرار وغياب التنمية المتكافئة في العالم.
وأشار دنغ إلى ضرورة أن تقوم الرابطة بدورها في خلق فهم أعمق بين المؤسسات الفكرية والثقافية الصينية والعربية، مبيناً أن أحد أهم أسباب الاضطرابات التي يعاني منها الشرق الأوسط تعود إلى غياب العدالة، وهو ما تشتغل جمهورية الصين الشعبية على تحقيقه، مندداً بما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من حرب إبادة على الشعب الفلسطيني، ومؤكداً ثبات الموقف الصيني إلى جانب الحق الفلسطيني والتركيز على دعم وحدته الوطنية.
من جهته أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير أحمد خطابي ضرورة العمل من أجل توطيد العلاقات الثقافية بين المؤسسات الفكرية والثقافية العربية ومثيلاتها في الصين من خلال خلق مزيد من التعاون والتفاعل الثقافي، منوهاً بمواقف الصين الداعمة للشعب الفلسطيني.رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية الدكتور محمد الحوراني عبر عن تقديره لوزارة الخارجية الصينية والسفارة الصينية في دمشق ولمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية على اعتماد الاتحاد ضمن الدفعة الأولى من المؤسسات الفكرية والثقافية للرابطة الصينية العربية.
ودعا الحوراني إلى تنمية العلاقات الودية بين المؤسسات الثقافية العربية ومثيلاتها في الصين، انطلاقاً من الإيمان المطلق بضرورة تفعيل عمل هذه المؤسسات في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط لتقوم بدورها في حماية الهوية الثقافية وصيانة التعددية الحضارية وتفعيلها، كون التكامل الثقافي الحضاري أمراً لا بد منه لمواجهة التحديات الثقافية والحضارية التي نواجهها، وقال: “لا بد من تعميق الشراكة الإستراتيجية بين العرب والصين ولا سيما مع وجود خصائص ومشتركات ثقافية كثيرة، وتحديات كبيرة ومشتركة ليست الليبرالية الجديدة إلا وجهاً من وجوهها”.
وأعرب الحوراني عن تقديره لوقوف الصين إلى جانب الحق السوري والفلسطيني في وجه التهديدات والحروب التي يتعرض لها الشعبان، معرباً عن الأمل بتأسيس فرع لمعهد كونفوشيوس الصيني في سورية، نظراً للدور الإيجابي الذي يمكن أن يقوم به المركز من تقارب ثقافي وحضاري وخاصة أنه يمثل روح الشرق وثقافته بأبهى صوره.
من جهتهم أكد المشاركون في كلماتهم على دور الرابطة بالاضطلاع بدور محوري في دعم صناع القرار وصياغة سياسات ثقافية فاعلة ومحفزة للاستثمارات الفكرية المشتركة، وتحقيق مزيد من التفاعل والتواصل الشعبي بين المؤسسات الفكرية العربية ومثيلاتها في الصين، بما يحقق الهدف المرجو من الرابطة بترسيخ علاقات التفاهم والثقة المتبادلة والتطلع نحو مزيد من التعاون الفكري والثقافي الحضاري بين الطرفين، وهو ما أكد عليه الدكتور ون قاو رئيس مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، مشيراً إلى أن الصين دولة سلمية والشعب الصيني يتشارك مع الشعب العربي في مفهوم السلام.
وتضمن الاجتماع مناقشة عدد من المحاور تناولت التمسك بالإصلاح والابتكار ودفع التنمية عالية الجودة في الصين والدول العربية في المرحلة الجديدة والالتزام بالشمول والاستفادة المتبادلة وتعزيز الانفتاح والتعاون عالي المستوى بين الجانبين والدفع بوقف إطلاق النار في غزة وتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية.
شارك في الاجتماع الذي دعا إليه مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، برعاية وزارة الخارجية الصينية ووزارة التربية والتعليم الصينية وحكومة بلدية شنغهاي بالتنسيق مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من الجانب السوري أيضاً منير الرفاعي أمين سر العلاقات الخارجية في اتحاد الكتاب ومدير تحرير مجلة الآداب العالمية.
وتضمن برنامج العمل زيارة ميدانية لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، حيث قدم الحوراني والرفاعي مجموعة من إصدارات الاتحاد