غسان إخلاصي*
ليسَ إلاكَِ يافارسَ الهيجا هُمَام
سيفُ الحقِّ ولواءُالبطولةِ لكَ معقودُ
وقفتَ في جفنِ الردى بكلِّ شجاعةٍ
وعلمتَ الجُبناءَ الشَّهامةَ وأنتَ مشهودُ
للَّهِ درُّكَ كمْ كنتَ شهماً على الدوام
أعطيت دروسَ الأخلاقِ وأنتَ مرصودُ
منْ قالَ إنَّ الخيانةَ عارٌ على صاحبها
قد صرت عدوَّا لعلوج خانتهم عهودُ
منْ علَّم الرعديدَ الجبانَ أنَّهُ رجلٌ
بعد أن خذلَ قومَهُ نذالة وهو مكيودُ
لاتقلْ لي أنا من عشيرةٍ أوقبيلةٍ فخراً
طالما لازلتَ في السفالةِ معدودُ
إنَّ الرجولةَ قولَ وفعلٌ يا صاحبي
لا في الميادينِ صراخاً وهي وعودُ
علمتنا ياسيدي أنَّ حُبَّ الوطنِ إيمانٌ
وكنت وفياً فأثلجت قلوباً وهي قدود
لا تقلْ لي إنَّ الرجالَ في زماننا سواءٌ
كمْ بغيٍّّ تباهى بملكهِ ظنَّا أنَّهُ معبودُ
لقد قلتَ وفعلتَ في ساحات البطولة
مآثر بقيت خالدةً كنتَ أنتَ المورود
كنتَ وسيماً لذا سمَّوك أهلكَ حَسَنا
والحسن يكونُ بفعالٍ لابكلمٍ ياودود
تركتَ ليوثاً بعدَكَ في ساحاتِ الوغى
ستبقى تكتبُ البطولاتِ إنَّها فهود
رحمكَ اللهُ ياسيدَ المقاومةِ ابداً
ستبقى شعلة الشجاعةِ اختاركَ شهودُ
مهما مدحتُ مافيكَ من خصالٍ
تبقى دوماًالنقيُّ طُهراً كحَّلتكَ المرود
والْلهِ إنَّ القلبَ مفطورٌ والروحُ ثكلى
كيفَ طعنتك يدُ الغدرِ ونحنُ شهود
نُبلكَ يبقى مرفرفاً في سماءِ الشرف
مهما عصفتْ رياحُ الخِسَّة وهي رعود
نلت الشهادةَ وكنت تطلبها طُرَّاً
سترّحُب بك الجنةُ زهواً وهي عنود
زرعت حب التضحيةوكنت فذَّاً
خلَّفتَ أبطالاً في أوطانِنا هم ورود
كنتٓ أخا لبشارنا أصفيته ودَّاً وحبـَّا
لكنك تركتَ حسرةً بقلوبنا لها ردود
بكتْكَ العيونُ وتلوَّعتْ لفقدكِ الصدور
وتوَّجت قوافلَ الشهداءِ إنكَ الخلود
*أديب وشاعر سوري