يشكل كتاب في تراث الجزيرة السورية الذي صدر حديثا عن الهيئة العامة السورية للكتاب للباحث أحمد الحسين إضافة جديدة إلى الكتب التي تهتم بالتراث الشعبي والموروثات الشفاهية في الجزيرة السورية.
الكتاب الجديد هو العاشر للباحث الحسين في ترتيب المؤلفات التي صدرت له في ميادين الأدب والثقافة والثالث في الجانب التراثي، حيث يوثق من خلال فصوله الأحد عشر جانباً مهماً من أنماط معيشة أهالي الجزيرة السورية خلال الفترات السابقة، ولا سيما الفترة الممتدة ما بين القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، وسلط الضوء عبره على أساليب عيشهم وعملهم وتقاليدهم وعاداتهم والزي واللباس الذي اشتهروا به والتراث اللامادي الذي كان يصبغ ألوان حياتهم من أهازيج عمل وغناء ورثاء وشعر شعبي.
الباحث الحسين، بين أن الكتاب الجديد يأتي في سياق اهتمامه بالتراث وتوثيقه، وانطلاقاً من واجبه العلمي والبحثي لكونه من أبناء محافظة الحسكة التي شكل موروثها جزءاً من هويته الثقافية والروحية والوجدانية حيث سعى إلى تسخير جميع الإمكانات لتغطية جوانب هذا التراث الغني ومكوناته التي امتدت إليها يد الضياع والاندثار بفعل عوامل مختلفة، فعمل على جمع وتدوين هذا الموروث في أبعاده المادية واللامادية ودراسته، بما يبرز أهميته الثقافية وتعبيره العميق عن الروح الشعبية لأبناء الجزيرة السورية ومدى ارتباط هذا التراث واتصاله بينابيع الثقافة العربية، سواء المدونة منها أو الشفهية، ما يؤكد وحدة هذا التراث وامتداده عبر الزمان والمكان.
ويشير الباحث الحسين إلى أن تراثنا بدأ يعاني من إشكالات مختلفة وبدأت الأجيال تبتعد عنه بحكم التطور التقاني والاجتماعي لذا بات من الضرورة الإسراع في جمعه ودراسته وتحليله وحفظه والعمل على استلهامه وتوظيف رموزه ودلالاته في الأعمال الإبداعية والتشكيلية والحركية، فضلاً عن حفظه في متاحف شعبية تجعل ذاكرة الأمة مستمرة ويرتبط حاضرها بماضيها في وحدة عضوية يتحقق من خلالها اعتزاز الإنسان بأرضه وانتمائه ووطنه وموروث أمته بكل تجلياته الشفاهية والكتابية.
وكان صدر للباحث الحسين عن الهيئة العامة السورية للكتاب كتابا تراث هما فنون المأثورات الشفاهية في الجزيرة السورية والألعاب الشعبية في الجزيرة السورية.