يعد الشاعر صقر عليشي من رواد الجيل الثاني في الشعر العربي المعاصر بعد فرسان الحداثة، حيث قدم في مجموعاته الشعرية تجربة خاصة كرسته ضمن الأسماء المهمة في الساحتين السورية والعربية، منتجاً لنفسه هوية إبداعية خاصة به تجمع الغنائية العالية والرمزية الغنية.
واحتفاءً بالشاعر صقر عليشي بمناسبة اختياره شاعراً عربياً محتفى به في الدورة العاشرة ليوم الشعر العربي لعام 2024 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو التابعة للجامعة العربية كرمته وزارة الثقافة الهيئة العامة السورية للكتاب بطباعة كامل أعماله الشعرية ضمن جزأين.
وضم الجزآن الأول والثاني الذي وقعا في 673 صفحة من القطع المتوسط قصائد المجموعات الشعرية التالية وهي قصائد مشرفة على السهل والأسرار وقليل من الوجد وأعالي الحنين وعناقيد الحكمة والغزال ومعنى على التل والقصيدة العالية وكتاب اللمحات ونرجس بري”.
وكتب الباحث الدكتور سعد الدين كليب في مقدمة الأعمال الشعرية: لا يصعب على قارئ صقر عليشي في أعماله الشعرية الكاملة هذه أن يتبين فرادة الشكل الجمالي لديه، سواء أكان ذلك في نصوص قصيدة التفعيلة أم قصيدة النثر أم قصيدة الشطرين، وسواء أكان في المقطعات الشعرية أم في المطولات وفي نصوص الذاكرة الاجتماعية أم النصوص الوجدانية أم نصوص التأملات الاجتماعية فثمة شكل جمالي واضح المعالم فيها جميعها على اختلاف أساليبها ورؤاها.
وأضاف كليب: ليس في شعر صقر عليشي ميل إلى الفخامة أو التعقيد أو الأناقة الشكلية، وليس فيه ميل إلى الصور الذهنية أو الغربية أو الخارج على المألوف ولا إلى طرح الأفكار والآراء المعمقة، فهنالك شكل شعري غنائي بسيط سلس بدلالات بسيطة سلسة أيضاً إنما هناك عمق إنساني روحي.
وأوضح كليب أن الشاعر صقر عليشي لا يكلف قارئه الكثير من الجهد ولا يدعوه إلى التريث والتدقيق والمراجعة في الفهم والتأويل فهو يعرض لوحة من لوحاته الشعرية التي تتسم بالبساطة في المشهد الطبيعي والعفوية في استقباله الجمالي، واصفاً لوحاته بالطبيعة التي لا تتطلب جهداً خاصاً في التأمل والاستماع بل تنساب صوراً ومشاعر في الحس والوجدان على السواء، حيث إن الطبيعة ولا سيما الريفية الجبلية هي واحدة من الأقانيم الأساسية فيه ولكن ما يعنيا هنا هو أن البساطة في المشهد الطبيعي والعفوية في استقباله الجمالي هما اللذان يسعى إليهما الشاعر.