احمد وهبي
(شاعر)
رأيناهم بأُمِّ العين والروح
يسَّاقطون للأعلى شهداء
أحياءٌ فوق الأكوان
أطفالٌ أبطالٌ في لوحة الإباء ..
رأينا ملامحنا .. ملاعبهم
وهذا الركام النابض بالحياة
مَا الذي ضمّهم
أهو العشق .. لدمهم
وبيننا السّماء تحيا
بيننا الأسماء .. الرضاء
من مؤق الأُمّهات والآباء ..
في الحارة البيضاء فاجعة
في العمق اجتياحٌ قبيح
في العمق حجر الروح
طائر الفينيق
نلتقط الأفكارَ الأحلامَ الدّماء
نجمعها ليومٍ سقط
من روزنامة الوجود
كي يكتملَ السّناء ..
الآن .. كيف تبدو الحياة
أهي القيم .. الثوابت .. الإنسان
أم هي القتل الاغتصاب الاحتلال
الحياه التي حلمناها .. مختلفة
مؤتلفة .. فيها البساطة والتحوّل
كأنّا في فقّاعةٍ كارثيّة
تُفقأُ فيها العيون لردم التطوّر
تُبترُ الأصابع الأطراف
وتنشقُّ الحُجُب عن طين الطُّهر
والجروح قصاصٌ مَضّاء ..
عينان معصوبتان
بشالٍ جوريِّ الفضاء
لا تحتاجان للطيران
تلامسان
تعانقان شقائق الضوء
تسرحان بنا في هذا الشّوق
تحدّجان فينا .. تضحكان
لله .. لله .. لله ..
في عين الله هذا الإنسان
في الآخرين .. يحملهم بحُبِّ بعطف
وإنْ عمَّ الظلم .. لكَ المكان والزمان
لله .. محفوظاً مرفوعاً
تروي ملحمةَ العصر
وفيكَ بزغَ وسجدَ الفجر
سِحرٌ يتعملقُ الأرواح
الله الله كيف له يفشي هذا السِرّ
وباب السِرِّ عَـبَـرهُ الأحبّاء ..
قالوا عن العين والمِخرَز
مَّن حزّوا الرقابَ باسم الدّين .. ناموا
قالوا .. لا علومَ والعلم لله
والهدف الأسمى .. حوريّة
ما أحلاها .. مجهولة كيف تتفوّق ،
كيف روّضتْ أثقال العبيد
والدّماء تباسقٌ .. لا تستريح
ألَا صبراً .. فارمِ يا ولدي
فهذا الألم ألمي
عقلي وقلبي
وهذا العشق مذبح
والسواد قربان الوطن
ولكُمْ عينايَ
يا روحَ القُدُسِ نزِفُّكَ
وأنتَ كلُّنا ..
عيونُ العاشقينَ اشتهاءٌ واصطفاء ..