في حين لا تزال تفاصيل الهجوم الأمني غير المسبوق الذي شهده لبنان عبر تفجير أجهزة اتصالات “بايجر” التي يستخدمها عناصر حزب الله، مجهولة وغير دقيقة، تصدّرت السيناريوهات المطروحة لهذه العملية عناوين الأخبار العالمية والمحلية ومواقع التواصل الاجتماعي.
في هذا الإطار، رأى الوزير السابق العميد مروان شربل في حديث خاص لموقع “الكلمة أونلاين “أن “ما حصل خرق أمني سيبراني”، ذاكرًا أن “حزب الله كان قد استورد حوالي 3000 جهاز من فترة ليست طويلة، والأجهزة المنفجرة تشكّل دفعة ثانية منها”.
واعتبر شربل أن “المسؤولية الكبرى تقع على المصنع الذي صنّع هذه الأجهزة كما أن أصابع الإتهام تتّجه صوب الدولة الأوروبية حيث يوجد المصنع، خصوصًا أن “مؤسّس شركة “غولد أبولو” التايوانية كان قد صرّح في وقت سابق أن “أجهزة “البايجر”، التي انفجرت ليست من تصنيع “غولد ابولو” بل صنّعتها شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية”.
من هنا، شكّك شربل بـ “دور الجهاز الإستخباراتي لهذه الدولة الأوروبية وعدم علمها بهذه العملية، خصوصا أنها عملية إرهابية تتطلب الوقت لتفخيخ هذه الأجهزة وتسليمها الى حزب الله”، مضيفا: “أما إذا كان الجهاز الإستخباراتي لا يعلم بهذه العملية فهو في هذه الحالة مقصّر”.
من جهة أخرى، اعتبر شربل أن “اللوم يقع أيضا على حزب الله الذي كان يجب أن يكشف على هذه الأجهزة قبل توزيعها على عناصره، الا أنه استعجل بسبب الحاجة الملحة للتواصل بين عناصره في خضم الحرب الدائرة وذلك بعد أن توقّفوا عن استخدام الهواتف المحمولة”.
من جهة أخرى، ذكر شربل أن “لبنان لا يمتلك الإمكانيات الأمنية اللازمة للكشف على هذه الأجهزة اللاسلكية قبل دخولها الى البلد، علما أنه كان يجب على الأقل تفكيك جهاز واحد للتأكد من سلامتها ولكن أحدا لم يكن يتوقّع أن تعمد اسرائيل على القيام باستهداف من هذا النوع”.
شربل رجّح وجود تعاون بين الموساد أو أجهزة المخابرات الإسرائيلية وجهاز المخابرات التابع للدولة الأوروبية حيث يتواجد المصنع المسؤول عن تصنيع هذه الأجهزة، إذ تمكّن اسرائيل من القيام بهكذا عملية يدلّ على تنسيق وثيق بينهم وتشابك”.
وقال: “لو كانت هذه الأجهزة غير مفخّخة وحصل خرق للأمن السيبراني تسبب في ارتفاع درجة حرارة بطاريات الليثيوم أيون الخاصة بأجهزة الاستدعاء وانفجارها كنا قد شهدنا على عدد أكبر بكثير من القتلى”.
ورأى شربل أنه “يجب أن يُفتح تحقيق دولي لمعرفة كيف تمكّنت إسرائيل من الوصول الى المعمل المصنّع كما يجب أن يطلب لبنان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لفتح تحقيق بما حصل، وإرسال محققين الى الشركة المصنّعة”