ماذا اجتماع الشويفات الموسع يوم الأحد في ٢٢ ايلول بمقر البلدية، وحضور الرئيسين السابق والحالي للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد وتيمور جنبلاط، ورئيس الحزب “الديموقراطي اللبناني” طلال ارسلان، ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ممثلا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وعلي حسن خليل ممثلا الرئيس نبيه بري؟ لماذا أصر جنبلاط على توسيع “بيكار” الاجتماع ليشمل رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، الذي اعطى الامر لأحمد الحريري لتمثيله في اللقاء، بالإضافة إلى توجيه الدعوة للحزب “السوري القومي الاجتماعي” بشخص رئيسه ربيع بنات ؟ لكن اللافت توجيه الدعوات ايضا لقادة الأجهزة الأمنية، مخابرات الجيش وشعبة المعلومات والامن العام وأمن الدولة، كما وجهت الدعوات لرؤساء بلديات المنطقة.
في المعلومات، ان جنبلاط التقى ارسلان منذ ايام وتوافقا على تحويل المناسبة من لقاء شعبي الى اجتماع سياسي- أمني في مقر بلدية الشويفات، لمناقشة مختلف التطورات وقطع الطريق على دابري الفتنة والمخططين والعاملين على اشعالها، وايد الفكرة وشجع عليها الرئيس بري والسيد حسن نصرالله.
وفي المعلومات ايضا، ان هناك استياء محليا وعربيا ودوليا من مواقف وليد جنبلاط الى جانب حماس وفلسطين، وسعيه الى توحيد الموقف الدرزي في لبنان حول الثوابت الفلسطينية ونجح في ذلك، كما تصدى جنبلاط بكل جرأة لمواقف ما يسمى شيخ عقل الموحدين في فلسطين المحتلة موفق ظريف، الذي عمل بكل طاقاته على تسويق افكار نتنياهو، وتغطية الزج بالجنود الدروز الى الخطوط الامامية في مواجهة الفلسطينيين في غزة. هذا بالاضافة الى محاولات موفق ظريف تقديم كل اشكال الدعم للموجودين المعارضين في ساحة السويداء، وتأمين الغطاء لحمايتهم من قبل الإدارة الأميركية، وفرض حظر جوي فوق منطقة جبل العرب، وسحب الجيش السوري من محافظة السويداء. وطرح ظريف هذا المشروع مع روسيا، وأمن كل اشكال التواصل بين” قسد” الكردية والمعارضين في السويداء، الذين يطالبون بإسقاط الاسد.
لكن السؤال المطروح، هل امتدت أيادي ظريف الى لبنان ردا على المواقف الجنبلاطية -الارسلانية ؟ الجواب قد يكون نعم، بدعم واضح ومكشوف من المخابرات البريطانية لاحداث فتنة درزية – شيعية، والاجهزة الامنية تملك المعلومات الوافرة في هذا الشان، وارقام الحوالات المالية والتوزيعات ومعظم التفاصيل.
وتقول المعلومات ان الخاصرة الرخوة لامكان العمل على اشعال الفتنة، هي المناطق المتداخلة بين الدروز والشيعة والسنة في الشويفات وخلدة، وصولا الى مناطق الغرب الساحلي في عالية. لذلك تقرر ان يكون الاجتماع في بلدية الشويفات، التي شهدت اولى خطوات التحريض على مواقف جنبلاط، عبر توزيع منشورات دعمها احد المسؤولين السابقين في الشويفات في “الاشتراكي”، و كان جنبلاط قد طرد هذا المسؤول من الحزب منذ اكثر من سنة بعد كشف دوره، حيث فرّ الى الخارج اثر ملاحقته من الأجهزة الأمنية.
الاستياء “الاسرائيلي” من دور جنبلاط يعود حسب المعلومات الى العام ١٩٨٢، ودوره الكبير في اسقاط مشروع ١٧ ايار والدولة الدرزية، والمحاولات “الاسرائيلية” لسلخ لبنان عن عروبته، حيث تعرض جنبلاط يومذلك لانتقادات درزية جراء مواقفه، لكن الانتصار جعل هذه الأصوات تتراجع، رغم حجم الخسائر والدمار الكبير.
وتشير المعلومات الى ان “اسرائيل” لن تتراجع عن اقامة كانتون درزي شبيه بدويلة لبنان الجنوبي بقيادة سعد حداد وبعده انطوان لحد، وتحويل الدروز الى حرس حدود للكيان الاسرائيلي، ويعزز هذا التوجه الوجود الدرزي في خط يمتد من الزرقا في الأردن الى جبل الدروز في سوريا، وصولا الى الجولان امتدادا إلى شبعا وحاصبيا، وهذا الخط يسمح بإقامة هذا الكانتون الجغرافي التي عملت عليه “اسرائيل”، وسعت الى توسيعه أثناء اجتياح ١٩٨٢ الى جنوب خط الشام، هذا المشروع عادت “اسرائيل” لتتحدث عنه مجددا هذه الأيام، وتطلق عليه الخط العازل بينها وبين حزب الله والجيش العربي السوري بعرض يمتد ما بين ١٠ الى ١٥كيلومترا، وهذا المشروع حذر منه زعيم عربي امام قيادات لبنانية، ومن اخطاره على الاردن وسوريا ولبنان.
واكدت مصادر متابعة ان هناك قرارا في مواجهة هذا المشروع الخطر عبر تحصين الساحة الداخلية، وتعزيز قوى المواجهة واعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، وموقف جنبلاط معروف ” في الصعاب ليس أمامنا الا البحر و “اسرائيل” وسوريا . ورأت المصادر ان مواجهة المؤامرة “الاسرائيلية” تتطلب الالتفاف حول جنبلاط وارسلان، والوقت قد حان لإعلان موقف واضح وصريح من كبار المشايخ الدروز في لبنان، وادانة ما يخطط له موفق ظريف ولجمه، فلا حماية للدروز الا من البوابة الفلسطينية، ولا حياة لهم في هذا الشرق خارج هذه الثوابت، والا …