ميخائيل عوض
الزمن زمن العصف والحرب الوجودية كما اعلنها في الساعة الاولى نتنياهو وغالانت وقالا لا مكان لإسرائيل اذا هزمت فيها.
وفرضها نتنياهو حرب وجود بلا هوادة ويقودها بلا تردد او التفات الى النصائح والتعليقات والابحاث والدراسات والتقارير ولا الى المعطيات والتحذيرات والخطابات والتهديدات ولا ولن يرتدع او يرتهب.
تأخر محور المقاومة في تصديق نتنياهو وقبول المنازلة فيها كحرب وجود حتى خرج السيد حسن نصرالله في إطلالاته الاخيرة ليصفها بحرب وجود ويضيف ومصير.
في حرب وجود ومصير بالنسبة لمحور المقاومة وحرب وجودية على لسان نتنياهو تسقط اوهام وتمنيات؛ قواعد اشتباك وخطوط حمر وقوانين ناظمة او شرعيات.
فالحرب العادية ما ان تندلع حتى تسقط الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك، فكيف بحرب وجودية ومصيرية. وهي بالمناسبة حرب غير مسبوقة في تاريخ الحروب والتعريف الوحيد لها انها؛ حرب تصفية وإبادة الخصم كسابقتها الوحيدة في تاريخ الشعوب؛ حرب المستوطنين الاوروبيين على القبائل والحضارات في اميركا الشمالية بعد ان غزتها جموع شذاذ الآفاق والهاربين من العدالة والقتلة فأنهوا وجود تلك الشعوب والحضارات.
في حرب وجودية ومصيرية لا قواعد اشتباك ولا خطوط حمر ولا ضوابط ولا قوانين مرعية او تقاليد سابقة.
بكل حال هكذا أدارها ويخوضها نتنياهو فيرتكب جيشه المجازر تحت الأضواء في غزة ويحاصر ويجوع ويغتصب جيشه الأسرى ولا يسأل ولا يرتدع ولا يلتزم بقوانين.
ويضرب في دمشق مقراً دبلوماسياً وفي قلب إيران واغتال ويغتال في بيروت وفي قلب الضاحية وقد فعلها مع العاروري واستمر البعض يتحدّث عن قواعد وخطوط حمر وقوانين وضوابط…
في الحرب كما في الطبّ والأزمات والتحديات مفتاح النصر والعلاج الصائب صحة التوصيف للحالة ومعرفة أسبابها ومن يخطئ بالتوصيف ويتجاهل البحث عن الأسباب سيخطئ في العلاج والتعامل وسيتكبد ويكبد المريض والمؤسسة الكثير من الأكلاف والمخاطر.
ربما هذه من الأسباب التي منحت نتنياهو فرص استعراض العضلات وتنفيذ اعمال واصطياد قادة وامتهان سيادات والتفاخر بقدرات جيشه وهو مأزوم وعاجز وقاصر ويعاني من النقص. ومن ظاهرات الهزيمة والاندحار في كل الساحات والجبهات وتلك تجربته في غزة شاهد عبقري يتعاظم ويقرّر مستقبل الحرب ومستقبل الكيان.
خلاصتنا ونصيحتنا؛ تعاملوا معها، كما وصفها السيد حسن نصرالله، أنها حرب وجودية ومصيرية وفي هذا النمط من الحروب لا تفيد سياسة النعامة ولا الدفاعية ولا الانتظاريّة وانتظار ما يفعله الخصم ليتقرّر الردّ ومستواه.
لنعد الى مقولة الإمام علي عليه السلام؛ ما غزي قوم في ديارهم الا ذلوا.
فلتكن غزوات محور المقاومة في ديارهم، ولتكن المبادرة والمبادأة بيد المحور وليتقرّر الانتقال من الدفاع الى الهجوم ولتفعل الإمكانات والقدرات والتكتيكات الثورية فلا يفل الحديد الا الحديد ولن يلجم نتنياهو الا عندما يرى مستوطناته ومواقع جيشه وقواعده تسقط تحت أقدام المقاومين.
بغير هذا سندفع المزيد من القادة والكوادر والأطفال والنساء وسيبقى نتنياهو يعنتر ويضرب ذات يمين ويسار وحيث كانت له أهداف.
بيروت ٣١/٧/٢٠٢٤